شِفَاؤُكَ و شِفَائِي..
12نيسان2008
محمد ياسين العشاب
محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
[email protected]
نَـعِـمْـتَ بِـسـعدٍ أَمِ السَّعْدُ نَائِي يَـضِـيـعُ الـضّـيَاءُ وَمِنْ لَحْظَةٍ فَـإِمَّـا أَتَـاكَ الـزَّمَـانُ بـبَـسْطٍ وَإِمَّـا أَتـاكَ بِـبَـعْـضِ الْـمُنَى سَـأَلْـتُـكَ يَـا خَـاطِـرِي رَاحَةً وَأَهْـنَـأُ مِـنْ بَـعْـدِهَـا رَاغِـبًا فَـمَـا كَـانَ مِـنْـكَ مَـنَالٌ يُرَى عَـجِـبْـتُ لِـنَـفْسِيَ فِي صَدِّهَا يُـعَـذِّبُ قَـلْـبـي وَيَـعْـصِـرُهُ فَـيَـا نَـفْـسُ جُـرْحُكِ لَمْ يَنْدَمِلْ يَـدٌ بِـالْـعِـنَـايَـةِ تَـشْـمَلُنِي فَـوَا حَـرَّ قَـلْـبِـيَ كَـيْفَ اللِّقَاءُ أَمـا آنَ يَـا فَـدْمُ أَنْ تَـرْعَـوِي! وَلَـيْـسَ تَـنَـالُ الـرَّجَـاءَ يَـدٌ فَـأَيْـنَ مِـنَ الْـقَـلْـبِ إِيـمَانُهُ لَـعَـمْـرِيَ مَـا فِـي الْـفُؤَادِ بِلًى رَمَـتْـنَـا الْـحَـيَـاةُ بِـأَشْجَانِهَا وَفَـاضَـتْ عَـلَـيْـنَـا بِـآلاَمِهَا وَمَـنْ يَـنْـشَـغِلْ عَنْ هُدَاهُ يَعِشْ وَمَـنْ يَـنْـسَ بَـارِئَـهُ لاَ يَـبِنْ فَـأَنَّـى مَـشَـى ضَـلَّ عَنْ قَصْدِهِ بَـكَـيْـتُ عَـلَـيْـكَ فُؤَادِي وَهَلْ بَـكَـيْـتُ عَـلَيْكَ وَ فِي خَاطِرِي وَهَــذَا الْــفُـؤَادُ الَّـذِي هَـدَّهُ فَـمَـا كَـانَ مِـنْـهُ سِـوَى رَحْمَةٍ وَنَـعْـمَـاءَ لاَ يَـنْـقَضِي خَيْرُهَا تَ_ـهُ_ـزُّ كَ_ـيَ_ـانِ_ـيَ آلاَؤُهُ كَـمَـا هَـزَّ أُمًّـا وَلِـيـدٌ لَـكَـمْ عَـذَابِـيَ بَـيْـنٌ سَـقِـمْـتُ بِهِ عَـذَابِـيَ دُنْـيَـا كَـلِـفْـتُ بِـهَا أَرَى الْـمَـرْءَ سـاعَـةَ مِـيـلاَدِهِ وَكُــلُّ ابْـتِـدَاءٍ كَـأَنْ قَـدْ أَتَـى يَـدُورُ الـزَّمَـانُ كَـأَنْ لَـمْ يَـكُنْ وَعُــذِّبَ بِـالْأَرْضِ طُـلاَّبُـهَـا إِلَــى أَنْ ثَــوَوْا ثُـلَّـةً ثُـلَّـةً إِلَـى الـلَّـهِ مـرْجِـعُهُمْ لَوْ دَرَوْا فَـمَـا لِـفُـؤَادِي يُـهِـيـجُ الْأَسَى * * * شِـفَـاؤُكَ يَـا صَـاحِـبـي مُتعَةٌ زَعَـمْـتَ الْـحـيَـاةَ شِـفَاءً وَ مَا صَـبَـرْتُ عَلَى رَيْبِ هَاذِي الْحيَاةِ ثَـنَـتْ عَـزْمَـكَ الْأَرْضُ لَمَّا بَدَتْ وَغَـلَّـتْ يَـدَيْـكَ وَ قَـدْ أَقْـبَلَتْ وَ إِذْ سُـدْتَ فِـي مَـعْشَرٍ صَيَّرَتْ فَـوَالَـيْـتَـهَـا فَـرَمَـتْ بُـكْرَةً وَهِـمْـتَ بِـهَـا فَـهَـمَـتْ لَيْلَةً فَـأَيـنَ الـشّـفَاءُ الَّذِي تَرْتَجِي ؟ فَـقَـدْ ضَـاعَ مِـنْكَ الْمَرَامُ سُدًى رَفَـعْـتُ نِـدَائـي إِلَيْكَ: اعْتَبِرْ! فَـمَـا كَـانَ إِلاَّ خَـيَـالاً مَـضَى وَآثَـرْتَ وَصْـلَ الْـحَـيَـاةِ بِمَا فَـشَـتَّـانَ مَـا بَيْنَنَا فِي الْوِصَالِ أَلُـومُـكَ يَـا صَـاحـبِي فَاسْتَمِعْ وَلَـيْـسَ مَـلاَمِـي عَـلَـيْكَ أَذًى فَـأَقْـبـلْ عَـلَـى الـلَّهِ تَسْمُ بِهِ شِـفَـاؤُكَ يَـا صَـاحِـبِـي تَوْبَةٌ | أَمِ اشْـتَـقْـتَ مَـا كَـانَ مُنْذُ مَسَاءِ كَـسَـا بـرِدَا الْـحُـسْنِ كُلَّ فَضَاءِ فَـكُـنْ مُـسْـتـعِـدًّا لِقَبضٍ ودَاءِ فَـإِنَّـكَ مِـنْ بَـعْـدِهِ فِـي بَـلاَءِ يَـكُـونُ بِـهَـا بَـعْـدَ بُرْءٍ نَجَائِي عَـنِ الْـحُـزْنِ حُـرًّا رَفِيعَ الْإِبَاءِ قَـرِيـبًـا، وَ لاَ نَـفْحَةٌ مِنْ سَخَاءِ عَـنِ الـرُّشْـدِ لاَهِـيَـةً فِي هَبَاءِ! صُـدُودِيَ مِـنْ رَحْـمَـةٍ وَعَـطَاءِ وَ إِنّـي لَـفِـي حَـيْـرَةٍ وَ حَـيَاءِ وَنَـفْـسٌ تَـصُـدُّ بِـغَـيْرِ وَفَاءِ! يُـؤَمَّـلُ عِـنْـدَ اقْـتِـرَابِ اللِّقَاءِ إِلاَمَ الْـهَـوَانُ بـغَـيْرِ انْتِهَاءِ!73 تَـصَـدَّتْ لِـكُـلِّ هَـوًى وَ هَوَاءِ أَوَلَّـى يَـقِـيـنُـكَ بَـعْدَ اهْتِدَاءِ؟ أَصَــابَ سُـوَيْـدَاءَهُ بِـعَـنَـاءِ وَمَـا الأَرْضُ إلاَّ مُـقَـامُ شَـقَـاءِ كَـأَنَّـا خُـلِـقْـنَـا لِـهَـذَا الْعَنَاءِ عَـلِـيـلَ الْـفُـؤَادِ عَـدِيمَ الْوَفَاءِ لَـهُ الـنُّـورُ فِي وَاضِحٍ مِنْ ضيَاءِ شَـرِيـدًا، وَضَـيَّـعَ كُـلَّ رَجَـاءِ يَـكُـونُ الْـمُـؤَمَّـلُ بَـعْدَ الْبُكَاءِ؟ هُـمُومٌ وَمَحْضُ أَسًى وَ اجْتِوَاءِ 74 هَـوَايَ أَحَـبَّ عَـظِـيـمَ الرَّجَاءِ وَ فَـضْـلٍ وَ جُـودٍ وَ بَـاءٍ وَ رَاءِ فَـوَا حَـرَّ قَـلْـبِـيَ كَيْفَ ثَنَائِي! وَغُـفْـرَانُـهُ بَـعْـدَ طُـولِ جَفَاءِ تَـمَـنَّـتْـهُ مِـنْ بَـعْدِ طُولِ دُعَاءِ وَ طُـولُ لَـيَـالٍ بِـغَـيْـرِ لِـقَاءِ وَ مَـا فِـي رِحَـابِ الْـحَيَاةِ دَوَائِي وَ سَـاعَـةَ حَـيْـنٍ بِـعَـيْنٍ سَوَاءِ عَـلَـيْـهِ الـزَّمَـانُ بِـحُكْمِ انْتِهَاءِ زَمَـانٌ أَتَـانَـا بِـبَـعْـضِ رَخَاءِ وَدَالَ طُـمُـوحٌ قَـضَـى بِـفَـنَاءِ وَكَـانُـوا يَـظُنُّونَ طُولَ بَقَاءِ 75 لَـكَـانُـوا بِـإِيـمَـانِهِمْ فِي هَنَاءِ وَرَحْـمَـةُ رَبِّـي إِلَـيْـهَا انْتِهَائِي * * * وَ إِنـي وِصَـالُ الْـحَـبِيبِ شِفَائِي وَجَـدْتُ بِـهَـا أَبَـدًا مِـنْ شِـفَاءِ وَلَـمْ تَـصْـطَـبِرْ لِلْأَذَى وَ الْبَلاَءِ لِـعَـيْـنَيْكَ فِي نَضْرَةٍ وَ بَهاءِ 76 إِلَـيْـكَ تَـجُـرُّ رِدَا الْـخُـيَـلاَءِ فُـؤَادَكَ أَقْـسَـى عَـلَـى الضُّعفَاءِ عَـلَـيْـكَ بِـدَاءٍ وَ شَـرِّ جَـزَاءِ عَـلَـيْـكَ بِـحُزْنٍ شَدِيدِ الْإِذَاءِ 77 أَمَـا كُـنْـتَ ذَا فِـطْـنَةٍ وَ دَهَاءِ؟! وَضَيَّعْتَ مَا فِي الْحِجَا مِنْ مَضَاءِ 78 بِـمَـنْ كـانَ فِـي رِفْـعَةٍ وَ عَلاَءِ وَطَـيْـفًـا سَـرَى مَـا لَهُ مِنْ بَقَاءِ حُـبِـيـتَ بِـهَـا، وَ اتَّقَيْتَ نِدَائِي وَشَـتَّـانَ مَـا بَـيـنَـنَا فِي اتِّقَاءِ! لـنُـصْـحِـيَ وَ اسْتَهْدِ بِالنُّصَحَاءِ وَلَـكِـنْ رَجَـاءٌ بِـحُـسْنِ اهْتِدَاءِ وَ لاَ تَـسْـتَـجِـبْ لِهَوَى الْأَشْقِيَاءِ وَ إِنِّـي وِصَـالُ الْـحَـبِيبِ شِفَائِي |