ديرالزور ... فردوسنا النائي
19حزيران2010
شريف قاسم
شريف قاسم
مهداة للأخ الفاضل ( أبي غيث ) الذي شاهدت طيفه في كل أحياء دير الزور ، ولا أقصد أحياءَها ( حاراتها ) المبنية من الحجارة ، ولكن أقصد حاراتها ومساراتها ذات القيم الأخلاقية والاجتماعية ، داعيا له اللهَ سبحانه وتعالى بالتوفيق والسداد .
أَوَبَـعْـدَ الـسَّـبـعـيـنَ عـاما أطـبـقـتْ جـفـنَـهـا ، فضجَّ فؤادٌ ويـحـنُّ الـفـؤادُ يـشـكـو الـتَّنائي والـقـوافـي الـتـي تـنـوءُ بـهـمٍّ واشـرأبَّـتْ فـيـهـا الـحروفُ ثكالى لاتـلـمـنـي فـمـا الـصَّـبابةُ شأني وضـمـيـري مـامـاتَ يـوما لأحيا مـن ثـلاثٍ تـصـرَّمـتْ وثلاثين ... سـنـواتٌ عـلـى الـبـعـادِ عجافٌ جـاءهـا الـشَّـوقُ فـاسـتفزَّ شكاوى أَوَعـنـدَ الـسَّـبـعـيـن يعشقُ قلبٌ عـصـفَ الـنَّـأيُ يـاخـلـيُّ فأودى أبـعـدتْهُ عن صدرِها ، وعن الأُنسِ ... وثــلاثــون حـجـةً قـد تـولَّـتْ أتـراهـا مـاقـبَّـلـتْـه صـبـاحًـا فـهـو الـصَّبُّ لم يزلْ يذكرُ الغاليةَ ... إنَّـهـا ( الـدَّيْـرُ ) كـيف يسلو فؤادي إنـهـا ( الـدَّيـرُ ) مـرتـعي ودياري إنـهـا ( الـدَّيـرُ ) والـفـراتُ سقاها وهـي الـمـغـنـى مـاطوتْهُ السَّوافي ذكـريـاتـي جـمـيـلـةٌ حيثُ وافى إنَّ قـلـبـي رغـمَ الـمـفـاوزِ يحدو ويـرى وجـهَـهَـا الـصَّـبيحَ فيُشفَى ولأنِّــي أُحـبُّـهـا هـاجَ قـلـبـي مـاتـخـلَّـى عـن الـعـهـودِ وحاشا تـلـك حـاراتُـهـا الـجـميلةُ أغنتْ أتـحـفـتْـهـا الـمـآثرُ البيضُ ترقى والأثـيـراتُ لـم يـزلْـنَ كما شاءَ ... عـشْـنَ لـلـفـضلِ والنَّدى طاهراتٍ مـؤمـنـاتٍ بـالَّـلـهِ ليس يوالينَ ... والـرجـالُ الأبـرارُ مـاغـابَ عـنهم فـي مـيـاديـن عـلـمِـهـم وتُقاهم مـااسـتُـذلُّـوا لـمـعـتـدٍ أو أثـيمٍ بـوركـتْ ( ديـرُنـا ) وبـورك فيها فـالـبـسـاتـيـنُ حـولـه مـثمراتٌ أنـبـتَ الزَّرعَ ربُّنا ، وأدرَّ الضَّرعَ ... فـلـه الـحـمـدُ مـنـعـمًا ، وتعالى فـالـلـيـالـي بـلـطـفِـه مقمراتٌ وعـلـى الـجـسـرِ أهـلُـها في غُدٌوٍّ وعـلـى ضـفَّـتَـيْ فـراتِ سـخـيٍّ بـاقـيـاتٌ كـالـشَّـمسِ ليس يُوارَى غـارَ مـنـهـا ثـوبُ الربيعِ الموشَّى إنَّـهـا ( الـدَّيـرُ ) والـفضائلُ تترى لـسـتُ أنـسـى أيـامَ كـنـتُ أراها طـوَّقـتْـنـي بـحـبِّ خـيـرِ بنيها وسـقـتْـنـي لِـبـانَـهـا بـيـديـه رحــمَ اللهُ عــهــدَه مــاتـولَّـى إنَّ مـاءَ الـفـراتِ لـيـسَ يُـجـافَى والـكـريـمُ الـودودُ يـرعـى حِماها رغـمَ أنَّ الـعـجـاجَ فـيـهـا ادِّكارٌ هـو كـحـلُ الـصَّـبورِ يرجو انعتاقا أرغـمـونـا عـلـى فـراقِ مـغـانٍ لـم يـغبْ وجهُها الحبيبُ عن العين ... وَجَـلـوبُ الـتـذكـارِ مـازالَ حولي والـغـلـيـلُ الفوَّارُ في الصَّدرِ يروي أنـطـقـتْ قـلـبَـه المدمَّى ، فأحيتْ مـارأتْـهـا مـعـكـومـةً لاتـبـالي مـن ثـلاثـيـن حِـجَّـةً والـرَّزايـا يـتـنـاسـى فـيـهـا الـغريبُ لِبانا إنَّـمـا الـنَّـفـسُ مُرَّةٌ ، والجديدانِ ... شـمَّـريًّـا مـازالَ ساعدُها الصَّلدُ ... إنَّـمـا الـنـأيُ عـن مـنـابتِ عزِّي لاالـعـوادي ولا الـدنـايـا أقـامـتْ مـابـقـلـبـي مـن الـيـقين حماني وأرانـي مـسـاقـطَ الـغـيـثِ فـيها وإلـيـهـا مِـلـنـا لـطـيـبِ ثراها قـد دُعـيـنـا لـغـيـرِهـا فـأبـينا فـي ثـرى الـسـحلِ أو هرابش تُلفي ونــداءُ الـمـؤذنـيـن صـبـاحًـا في الحميدي والجامع العُمريِّ الرحبِ ... ربِّ فـاحـفـظْ أبـناءَها ، واسقِ أرضًا وادفـعِ الـشَّـرَّ والأذى ربِّ عـنـهـم وأعـدنـا قـبـلَ الـمـمـاتِ إلـيـها | تراهاتـعـشـقُ العينُ ما رأتْ في صِباها لـم يُـطـقْ بُـعـدَ أهـلِـهـا ورباها وتــفـورُ الـلـوعـاتُ آهًـا و آهـا جـاءَهـا شُـغـلُـهـا فـزادَ شـجاها والـغـرامُ الـمـلـحـاحُ أحـيا هواها ومــشــيــبــي أظـنُّـه أوَّاهـا بـشـعـورٍ يـزيـغُ عـن مـجـراها ... وخـطـوي بـدربِـهـا مـا تـاها وهـمـومٌ تـكـفَّـلـتْ مـبـتـلاهـا وأعـادَ الـحـنـيـنُ فـيـهـا جُذاها وتـعـانـي جـفـونُـه مـن كراها !! بــنــجـاواهُ صـابـرًا عـانـاهـا ... وعـن فـيـئِـهـا وعـن مـغناها وثـلاثٌ والـعـيـنُ لـيـسـت تراها ومـسـاءً قـبـلَ الـنَّـوى شـفتاها !! ... الـيـومَ حـيـثُ لـن يـنـسـاها مـن رَعَـتْ نـشـأةَ الأبـيِّ يـداهـا وشـمـوخـي بـهـا الـقـصيدُ تباهى زمـزمَ الـمـجـدِ ، والإلـهُ حـبـاها والــعــوادي وقــد أنـاخَ أذاهـا أُفْـقَ شـوقـي عـجـاجُـها أو شذاها بــدروبِ الـنَّـوى يـشـمُّ ثـراهـا مـن عـنـاءٍ يـلـفُّـه فـي مـداهـا وبـوادي الـسَّـبـعـيـن هاجَ هواها لـيـس قـلـبـي الذي يطيقُ جفاها !! بــالـمـودَّاتِ والـوفـاءِ فـتـاهـا بـبـنـيـهـا شـأوًا ومـن قـد بناها ... الـتَّـسـامـي ، وقـد أطـعْنَ الإلهَ مـاجـداتٍ وقـد حـفـظْـنَ عـلاها ... الـشَّـيـاطـيـن ، أو تبعْنَ خناها مـن خـصـالٍ وصـدقُـهم... أسماها أو جـهـادٍ حـيـن الـعـدوُّ غـزاها أو أذلُّـوا فـي الـنَّـازلاتِ الـجِـباها نـهـرُهـا الـعـذْبُ لـم يـزلْ تيَّاها والـحـقـولُ الـفِـسـاحُ طابَ جناها ... جــودًا ، ومــن بـوارٍ وقـاهـا جـلَّ ربِّـي مـن فـضـلِـه أغـناها والأمــاسـي بـالأُنـسِ قـد أولاهـا ورواحٍ ، والـنَّـفـسُ طـابَ خُـطاها أُمـنـيـاتٌ لـهـم يـرفُّ سـنـاهـا دفـئُـهـا ، نورُها الذي في ضُحاها !! إذْ تـراءتْ فـي عـيـنِـه حُـلَّـتاها لـيـس يـدري فـخـارُهـا مـنتهاها لـم يـغـادرْ قـلـبـي الخفوقَ رضاها يـوم بـشَّـتْ خُـطـايَ فـي مسعاها وبــكــأسٍ ديـريـةٍ ... أجـراهـا هـو بـاقٍ فـي مـائِـهـا وثـراهـا وربـوعُ الـفـراتِ حُـلْـوٌ هـواهـا إذْ بـرا ( الـدَّيـرَ ) بـلـدةً ... وقراها إنَّـمـا لـن تـعـمـى بـه مـقـلتاها لـبـنـيـهـا ، ولـن يـضـرَّ رؤاها نـازعـتْـنـا عـلـى الـهوى يَمناها ... وهـيـهـاتَ أن يـغـيـبَ سناها حـائـرًا شـاخـصًـا عـلـى ذكراها قـصَّـةَ الـعـيِّ بـعدُ ... ماجدواها !! أحـرفَ الـشَّـوقِ ، فـاستمعْ لصداها أو تعامتْ ــ بئس العمى ــ عيناها !! عَـضْـبُ دهـرٍ بـه تـدورُ رحـاها لـيـس يُـنـسَـى ، وأُمُّـه في علاها ... ضِـرابٌ ، ولـن يـفِـلاَّ عـراها ... عـن الـحـقِّ مـاونـى أو تلاهى عـاثَ فـي رحـبِ أُنـسِـهـا فبراها حـولَ رحـلـي تـرصَّـدتْ مَنْ قلاها وأرانــي جـمـوعَـهـم أشـبـاهـا إنَّـهـا ( الـدَّيـرُ ) جـلَّ مَـن سمَّاها لاتـلـمـنـا إن لـم نـمِـلْ لـسواها إذْ رُويـنـا مـحـبَّـةً مـن مُـناهـا فــطـرةَ اللهِ لـم يُـشـوَّهْ بـهـاهـا ومــسـاءً بـأمـنِـه يـغـشـاهـا ... والــرَّاوي لــلـهـدى نـاداهـا لــك ديـنُ الإسـلامِ قـد أحـيـاهـا وأنــلــهـم كـرامـةً تـرضـاهـا وأجــرنـا مـمَّـا دهـى وعـراهـا | !!
ماعفا الرَّسمُ ياكريمُ ، ولكن = قدمانا ــ في الرَّسفِ ــ أو قدماها