رسائل الغضب
رسائل الغضب
بوعلام دخيسي /المغرب
[email protected]
اكـتـُبْ عـلى ظهر الجبال رسائلي
و اغرف من النيل القديم من الفرات
عـن قـصـة تـرويها دوما جدتي
هـي قـد رَوَتـْها لنا بـِليلٍ خِلسة ً
و أنـا سـأعـلنها على رأس الشهود
سـأقـص عـن أمـس بلا قيد فلي
سـأقـص عـن مـاض تـَبَدَّدَ بَينا
أحكي من المفعول في سِفـْر الجدود
سـأقـص عـن مـجـد تمزق بيننا
و ترى السجود كذا المناسك و الحجيج
و طـواف بـيت في العواصم قربة
و ترى الفضيلة فوق عمدان الصليب
و الـفـضل في الميزان طاش لبابه
و الـناس في سوق النـِّخاسة تهتف
و الـذئـب راع لـلقطيع فهل غفت
مـن أي أمـس يـا بـنـي سـأبدأ
و صـفـاتنا في الوحي غير صفاتنا
يـا أمة الوسط اختفى صوت اليمين
بـأبـي صـدقـت رسول حق إننا
نـلـج الـجـحور فلا سبيل و إننا
الـنـاس فـي مـائـة تقول و إننا
لا الـمـوج أيقضنا و لا اقتلعت ريا
غـيـر الـكرامة و يْحَني ماذا أقول
إنـنـي أحـدثـكم بالفصيح و عندنا
أن الـحـضـارة مـن وراء حدودنا
و الـحـق فـي دار المزاد و ما لنا
و الـفرض ما فرضوا بمجلس أمنهم
أن الـشـجـاعـة و الـبطولة بيننا
أن الـشـهـامة في المتاحف سُيِّجت
هـذي الـفـقـيدة من قديم حُنـِّطت
لـو أنـهـا نـطقت و صاح بيانها
و لـوَ أنـَّها نشرت بيانها لا الشريط
لـتـعـود تـرسم في الشريط بشارةو امـلأ دَواتـَك مـن غـدير سائل
و امـزُج خـلـيـجا بالمحيط لسائل
لـنـراهـا حُـلما في الظلام السَّادِل
لـنـنـام فـي عـزم لِصُبح آجـِل
صُـبـحـا تراها العين دونما حائل
غـضب يمزق في الخطوب سلاسلي
فـمـلأنـا حـاضـرنا رثاء بوَاسِل
لـتـقـوم لـلـمـفعول همة فاعل
لـتـرى الـفـخامة و الجلال لِسافِل
مـن كـل فـج تـنـحـني للعاهل
و الـرجـم وعـدك إن رأوك تماطل
و الله يـرفـعـهـا لـيـوم قـابل
و الـسـيف لا القرآن افصل فاصل
نِـعـم الـحياة و عاش سيف القاتل
عـيـن الـرعـاة و لا رعاة لغافل
و صـبـاحـنـا عن كل أمس مائل
و شـمـائـل الـعدنان غير شمائلي
و خـلـطـنا أيمانا بـِفـَرْطِ شمائل
نَـلِـج الـجـحـور تـأسيا بالداخل
تـيـه و بـيـن القوم دون رواحل
مـثـل الرمال على رصيف سواحل
ح البحر غيرَ خـُطىً مضت لقوافل
إنـي أحـدثـكـم حـديـث العاقل
أن الـفـصـاحـة من بيان الجاهل
تُـشـرى إذا بـِعـنـا الخلود بزائل
غـيـرُ الجـِوار لِجَوْر أنصف باطل
و الأمـن فـي طـوع و طول نوافل
و لِـغـيـرنـا كالميْت في يد غاسل
و عـلـى شـريـط جاء قول القائل
و الـدهـر حـطـَّمها بدون معاول
لـبـكـت لـمـعـتصم بدمع وابل
لـرمـت عـواصـمـنا بشر قنابل
و تـزفـه خـبـرا لـنصر ٍعاجل