راية الحب الشعر
26كانون22008
جميل صالح
راية الحب الشعر
من أدب السجون
جميل رفيق أحمد صالح - جنين
سَـلِيْ قَلْبِي سَلِي رُوْحِي سَلِيْنِي سَـأَحْـمِلُ مَا تَبَقَّى مِنْ حَيَاتِي يَـزُورُ خَـيَـالُـكِ الفَتَّانُ لَيْلاً إِذَا مَـا سِـرْتُ مُـتَّجِهَاً يَسَارَاً وَيَقْطَعُ صَمْتِيَ المَأْلُوفِ هَمْسٌ حَـبِـيْـبِي هَمْسُهُ يُحْيِي بِقَلْبِي أَغِـثْـنِـي يَا خَيَالُ كِفَا فَلَيْلِي أَمَـا يَدْرِي الخَيَالُ بِأَنَّ شَوْقِي أَنَـا فِـي الحُبِّ ذُو قَلْبٍ عَمِيْدٍ كَـم اخْـتَـرْنَا مِن الدُّنْيَا أَمَانٍ وَطَـاوَلْـنَا السَّمَاءَ بِمَا غَرَسْنَا قَـطَفْنَا مِنْ زُرُوعِ الحُبِّ وَرْدَاً وَتَـقْـطِـفُ زَرْعَهَا الأيَّامُ مِنَّا نُـغَـافِـلُهَا وَنَخْتَلِسُ اخْتِلاسَاً لَـعَـمْـرُكَ صَوْلَةُ الأيَّامِ تَأْتِي وَإِنْ مَوْجُ المَصَائِبِ سَارَ نَحْوي وَإِنْ كَـانَـتْ مَـصَائِبُنَا سِهَامَاً أَنَـا قَـيْـسٌ وَمَـجْنُونٌ بِلَيْلَى أَنَـا عُـمَـرٌ يُشَبِّبُ في جَمَالٍ سَأَرْفَعُ رَايَتِي في الحُبِّ شِعْرَاً إِلـى حُـبٍّ تَـمَرَّغَ في شَقَاءٍ إِلى رُوحٍ لَهَا في الحُبِّ رُوحِي فَـهَـذي يَا خَيَالُ "كِفَا" هُمُومِي | فَـلَـنْ أَسْلُو وَلَو قَطَعُوا عَـلَـى قَلْبٍ تَخَضَّبَ بِالأَنِيْنِ يُـسَـائِـلُنِي هُمُومَاٍ تَعْتَرِيْنِي يَـشُـدُّ رَوَاحِـلِي نَحْوَ اليَمِيْنِ يُـشَنِّفُ مَسْمَعِي يُدْمِي سُكُونِي مُـنَـىً يُقْتَلْنَ فِي ظُلَمِ السُّجُونِ يَـلُـفُّ ظَـلامُهُ نُورَ العُيُونِ يُـؤَجِّجُ فِي الحَشَا نَارَ الجُنُونِ وَمِـنْ نَارِ الصَّبَابَةِ فِي شُجُونِ قَـطَـفْنَا بَعْضَهَا دُونَ الحُزُونِ مُـطَـاوَلَـةَ النَّخِيْلِ سَمَا جِنِيْنِ يَـفُـوحُ عَـبِـيْرُهُ كَاليَاسَمِيْنِ فَـمَـا يَـومٌ يَعُودُ مِن السِّنِيْنِ شِـفَـاءَ الـحُبِّ لِلدَّاءِ الدَّفِيْنِ فَـأَلـقَـاهَـا كَمَا أَسَدِ العَرِيْنِ حَـمَـلْتُ حَبِيْبَتِي فَوقَ السَّفِيْنِ حَـمَـيْـتُـكِ إِذْ تَلَقَّتْهَا يَمِيْنِي أَنَـا العَبْسِيِّ أَدْفَعُ عَنْ حُصُونِي وَقَـلْـبُ جَمِيْلَ في بُثْنٍ قَرِيْنِي تُرَفْرِفُ في السَّمَا تَحْكِي حَنِيْنِي إِلـى قَـلْـبٍ يُـعَـذِّبُهُ أَنِيْنِي وَتَـحْـمِلُ بَيْنَ أَحْشَاهَا جَنِيْنِي إِذَا مَـا غِبْتُ يَومَاً عَن عَرِيْنِي | وَتِيْنِي

