من وحي البردة الشريفة
08أيار2010
غالب مصري
غالب مصري
إنـي عـلى الحب معجون ومجبول هـل شـام مـنكم فؤاد الصب بادرة قـد سـاقـه الشوق حتى شَفَّهُ دنَف مـنـه اشرأبت إلى رضوى لواعجه لاحـت له من ذُرى "فارانَ"* بارقةٌ بـأن خـاتـمَ رُسْـلِ الله قـاطـبةً مـن بـطـن غار حراءٍ شعّ لؤلؤُهُ إذْ جاءه الرّوحُ قال ’اقرأْ‘، فما لبثتْ مـن كفِّهِ ارتَوَتِ الصّحراءُ فانتعشتْ وبـثّ آيَ كـتـابِ اللهِ فـي فـئةٍ وإذْ بـهـا أمّـة بـالـعـلمِ عامرة دعـا إلـى الحق في صبرٍ وفي كَبَدٍ هـذي الـرِّسـالـةُ تتويجٌ لما بدأتْ كـلُّ الـنّـبـيّين بالإسلام قد سبقوا بُـشـرى الـمسيحِ وإبراهيمَ مِنْ قِدَمٍ بـبُـرْدِه اصـطلحَت من قومِهِ أُمَمٌ مـن بـعـد أن ثارتِ الشحناءُ بينهمُ بـبـرده حُـرِّرتْ مـن رِقِّها أَمَةٌ بـا بُـرْدةً سَـعِدَتْ من عطرِها أُمَمٌ يـا بـردةً عطّرت شعرَ الفحول فكمْ يـا خاتمَ الرُّسلِ أنتَ الحُسْنُ مكتملاً يـا دانـةً سـطعت في جيد كوكبنا نـوّرْتَ بـالـشِّرعةِ السّمحاءِ عالمَنا فـمـكّـةُ الـيـومَ للإيمانِ منطَلَقٌ يـا رحـمـةً هـطلتْ فالعالَمون بها حـمـلـتَ للناس في الدّنيا هدايتَهم إنْ يجهلِ النّاسُ قدر المصطفى ويُسئْ الله كـرّمـه واجـتـثَّ شـانِـئَـهُ عـلـيـكَ يا مصطفى مني مباركةً صـلّـى عـليك الذي أولاك منزلةً | ومـن سـلاف الهوى بالعَلِّ أو شـم مـنـكـم قبولا فهو مجذول وأرقـتـه مـسـافـات لـها طول وشـنـفـت أذنـه آي وتـرتـيل بـهـا مـن الـكُتُبِ الأُولى تفاصيلُ مـسـتـعـلنٌ نورُهُ منها وموصولُ فـزيّـن الـكـونَ ترصيعٌ وتكليلُ أنْ شـعَّ لـلـعـلمِ في الدُّنيا قناديلُ فـالـقـفْـرُ مزدهرٌ والأمنُ مكفولُ أُمّـيَّـةٍ عـشـعشت فيها الأضاليلُ حـجّـت إلـيها من الدنيا البهاليلُ© ولـم يـجـبِّـنْـهُ تـهديدٌ وتهويلُ بـه الـنـبـيّونَ من هَدْيٍ وتكميلُ بــه تـقـدَّم تـوراةٌ وإنـجـيـلُ فـالأرضُ زاهـيـةٌ والكَوْنُ مجذولُ فـي سـاحـة البيتِ فالتحكيمُ مقبولُ فـالـرّمـحُ مُمْتَشَقٌ والسّيْفُ مسلولُ حـتّـى غـدَتْ أُمَّنَا·، عزٌّ وتبجيلُ وكـان مـنـهـا لـكعبٍ ثَمَّ تنويلُ غـنّـى بـها مغرمٌ في الحبِّ متبولُ كـالـبـدرِ مـؤْتلقاً والليلُ مسدولُ فـحـاجـبُ الكونِ بالأنوارِ مجدولُ لـمّـا أتـاكَ بـبـطنِ الغارِ جبريلُ وطـيـبـةٌ مـنـهلٌ بالنُّور مجبولُ سـبـيـلُهُمْ لهدى الرّحمنِ موصولُ وأنـت شـافـعُـهُم إن حلَّ تهويلُ¨ إلـيـه جـاهـلُـهُمْ فالجهلُ مرذولُ لا يَـنْـقُصُ البدرَ مهووسٌ وضِلِّيلُ تـحـيّـةٌ مـلـؤُهـا شوقٌ وتبجيلُ فـوق الـنـبيين، والتسليم موصولُ | مشغول
* فاران: هي جبال مكة.
© بهاليل: جمع بهلول، وهو السيد الجامع لكل خير.
· هي صفية أم المؤمنين لما ألقى الرسول صلى الله عليه وسلم بردته وحررها وتزوجها.
¨ إشارة إلى أهوال يوم القيامة حيث له شفاعتان، شفاعة للناس جميعاً للتعجيل با لحساب، وأخرى للمؤمنين خاصة.