الوجع المجيد!!
فراس حج محمد
لأول مرة تبكي الزهور دما مقدسْ
ما أحلك النور المعمم في أزقتنا القديمة
يشدو بألحان الجنود الغارقين
بوهمهم ويطاردون الجو كي يهدأْ
فتهب ريح الليل تصرخ
تستجدي النيام والشجر الحزين والزهر المعمد
وتعد بهجتها شرابا في كؤوس الساهرين
لهم حنين جارف
يحكي عن الحساسين التي اغتيلت
من فوق سرحتها السعيدة
وأول جملة بدأت بها تلك المروج رواية
هي:
"الزهور الراعفات على غصون الموج تسبح في الفضاء"
كل أيام الحساسين التي طارت تعود تبدأ
في الجوى سرا دفين
وتعود تبحث من جديد
من دماها كيف ارتوى
من زهرة العيد الرغيدْ
يا أيها العيد السعيد!!
الناس عند زهورها تستأذن الجلاد
كي تنمو وتفرح من جديد
يا أيها العيد البليد!!
إن كانت الدنيا ملبدة بأحزان القمر
فالبحر يغسلها
وبالموج الشديد
نام الصدى
واستسلمت آهاته
فلعلها تصحو غدا
إذا ما هزها الوجع المجيد!!