حبّذا فرحتُه
03تشرين22007
خالد البيطار
حبّذا فرحتُه

خالد البيطار
"بمناسبة زفاف أحد أبنائي وقد كنت غائباً يوم الحفلة".
| طـائرٌ في روضتي ربّيتُه كان في المهد صغيراً ناعماً كـلـما جئتُ بدتْ بسمتُه ولـكـم ناغى سروراً فهفا شـعرُه الأزغب كم داعبته يـده فـي فـمه يرضعها وإذا حـاولـتُ أن أمـنعه * * * بـيـدي أطعمته حتى غدا بـيدي أمسكته حتى مشى وغـدا يـقـفز كي أحملَهُ ويـنـادي لألـبـيه فإنْ * * * يـغمضُ العينين يُبدي أنه غـيـر أني حينما أرفعه وتـرى الفرحةَ في أقدامه * * * أمـه كـم تعبتْ من أجله نـالـها السقمُ وكم من ليلة وانـثنت تدعو ليحيا هانئاً * * * لـم يزل ينمو وينمو وأنا ثـم أضحى رجلاً مكتملاً * * * طـائـرُ الأمس نمت قوته طار في الآفاق يبغي سكناً ورآهـا غـضـة مزدانة وانـتقى وردتَه من سهلها * * * كـم تـمـنيتُ بأن أشهده وأتى الأصحاب يدعون له وتـنـادوا.. بارك الله له بـارك الله لـه فـي دربه | وعـلى حب الهدى نشّأتُهُ وعـيونُ الأهلِ أرجوحته وإذا رُحـتُ عَلَتْ صيحتُه نـحـوه قلبي وكم ناغيته كـفّه الراعشُ كم أمسكته بَـدَلَ الـثدي ولو أشبعته ازداد حرصاً وهَمَت دمعته * * * يُـمـسك الخبزَ الذي فَتْفتَه دون خوفٍ واستوت مشيته وهـو لا تـرفـعه قفزته أنـا لَـبَّيتُ عَلتْ ضِحكته * * * نـائـم غافٍ ولو حركته تـتـبـدّى عـندها حيلته ويـديـه.. حـبذا فرحته * * * لـتـراه اكـتـملت بنيته سـهرتْ حتى غفتْ مقلته سـالـمـاً وافـرة صحته * * * لم أزل أضوى وما أشعرته أتُرى يمضي لما أعددته؟! * * * وحَـلتْ في الأفق أنشودته فـرأتْـه حـائراً روضته فـارتضاها وانتهت حيرته والـتُّـقى والطُّهْرُ أمنيتُه * * * حـينما العرس بدت بهجته وتـنـدّت لـؤلـؤاً لمّتُه واسـتـنارت فرحاً بسمته بـوركت في دربه خطوته |
![]()