عاصفة الحزم

محمد نادر فرج

[email protected]

آنَ الآوانُ لكي يَهيجَ مَضاءُ

ولكي يُرفرفَ في السَّماءِ لواءُ

يا أيُّها العَربيُّ أيقظْ مُنيَةً

عَبرَتْ على غَفواتها الأنواءُ

طالَ الرُّقادُ. وقد تكلَّلَ بالأَسى

أملُ الأباةِ. وهاجَنا استحياءُ

فاليأسُ أطبقَ.. كادَ يقتلُهُ الضَّنى

والحَزْمُ كادَ يَهدُّهُ الإعياءُ

وولاةُ أمركَ مديةٌ فتَّاكةٌ

يَلهو بها في قَتلِكَ الأعداءُ

طَرِبَ الزَّمانُ لِهَيعَةِ الحقِّ الذي

في راحتَيهِ القَتلُ. والإحياءُ

وإذا به يلتفُّ حولَ جُزورِهِ

ويَهيجُهُ من نَومِهِ الإقزاءُ

فيهبُّ مُقتلعاً جُزورَ تَقاعُسٍ

ويثورُ مُحتدماً لهُ هَيجاءُ

يا ثورةَ الغَضَبِ الرَّصينِ مُجلِّلًا

ها قد تَقاطرَ حولَكَ الفُضَلاءُ

*****

يا أُمتي.. والمَجدُ نَبضٌ خالدٌ

في راحتَيكِ. ومشعلٌ وضَّاءُ

هذا أوانُ الحَزمِ فابتدري العُلا

لِيَهيجَ في قُلَلِ الفَخار لواءُ

يا أُمَّةَ الأجوادِ يَجمعُ شَملها 

خَطبٌ. ويَبعثُ عَزمَها الإطراءُ

لا زِلتُ أَنشرُ في هَواكِ قَصائدي

ويهزُّني طَرباً بك الإحياءُ.

ها أنتِ والأملُ المُطلُّ يَهيجُني

ويُثيرُ بي ألقاً له أصداءُ

يا عاصِفَ الحَزْمِ المُجلِّلِ هاجَهُ

عَزمُ الرِّجالِ.. وثورةٌ هَوجاءُ

لا تَنثني إلا وقدْ هَجعَ الأُلى 

زاغوا. وقد حكمتهم الأَهواءُ

في بَهوِ صَعْدَةَ يَربُضُ الذئبُ الذي

ضاجَتْ لِهَوجِ عُوائِهِ الأَفناءُ

لا زالَ في اليَمنِ السَّعيدِ مَواطنٌ 

للخَيرِ. عامرةً بها الأَرجاءُ

هذي رُبا صنعاءَ تَرفُلُ بهجةً

وتَهوجُ في عَبَقٍ لهُ اصداءُ

مَزهوَّةً بهديرِ عاصفةِ المُنى

بالحَزْمِ تَمسَحُ ما جَنى الأعداءُ

وهناكَ في أرضِ الشآمِ مَخالبٌ

للغدر.. غائرةً بها الأجواءُ

هذي الشَّآمُ تهلَّلتْ مَوفورةً

بالبِشرِ . إذْ للعَزمِ فيكِ مَضاءُ

تَغفو على حُلُمٍ. وترقبُ هَيعَةً

وتَهيجُ ناظرةَ لك الفَيحاءُ