حرية!

حرية!

مرزوق الحلبي*

أشقى كيْ تكوني حرةً معي

تكتبين الروايةَ حتى آخرٍ الحروفِ

على ضفاف اللغاتْ

وتسكبين الحبرَ جزافاً

في ظلالِ المدى..

وأشقى كي تكوني حرةً مني،

من صدى الصوتِ ومن رجعِ الصدى

 من ليلِها، ترحل النجومُ تِباعاً

ومن فجرِه، يطيرُ الندى

فاقطعي حبالَ المراسي التي تعرفينْ

وتلكَ المراسي التي لا تعرفينْ

فكلُّ ما في المعاني وخلفَ المعاني

مضى وانقضى.

واحملي السؤالَ وكلَّ الخطايا

زادَك الوحيدَ إلى نقطةِ المُبتدى.

 

صمت!

 

وأعرف الآن أن الصمت بيننا

فسحة لاحتمالات مفتوحة العددْ

وموج يرسم على الشطآن حقول الزبدْ

صمتنا نجمة زادت عن حاجة السماءْ

أو غيمة نأت عن حدود الشتاءْ

لا همّها الموسم

لا راعها أحدْ

 

صمتنا لغة

اليمام على سطوح الغمامْ.

صمتك نعس على كتفي

وصمتي صلاة كي يطيب المنامْ.

 

أحاور الصمت نصا يدحرجُ

أمامه بعض المجاز وفتنة الاستعارَة

وينبني في ذاته شرنقة للحريرِ

ونجمة في محارة.

              

*شاعر وكاتب وناشر

ناشط في مجال حقوق الإنسان

من فلسطين