الْعَشِيقُونْ
الْعَشِيقُونْ
السمّاح عبد الله
سوف يمر العشاق على حال الوردةِ
حتى آخرِ جرح ٍ في دمهم
أو
حتى يبكوا ما يكفي للفرقانْ
وقتٌ يتخشب
ومواعيدٌ لا تحصى
ودموع أبيضها جاف ٌ
وحواليها ثَم تجاعيدٌ
تنمو أكثر مما يفترض الوقت الجوعان ْ
مرت سنةٌ
والعشاق يمرون على حال الوردة ِ
والوردة لا تدرك أن دماء العشاق ِ
حرامٌ
وَلُزُجَتَهَا سهوٌ
وفضيحتها أن يختصم الطيرُ النقار على أجواء روائحها
ويحاصره الدخانْ
مرت سنةٌ
مرت سنتانْ
مرت عشرون سنة
دُسُّوا أذانكمُ
واسترقوا السمع إلى قول القُوَّالِ من العشاق القتلةِ
والعشاق المقتولين
أيمضون إلى عُرْىِ الماءِ
أيقتلعون الكلأ الرخوَ
ويحتكمون إلى نارٍ مطفأةٍ
وهواء عريانْ ؟
أم يعترضون طريق البدوِ الرُّحَّل ؟
أم يختطفون الضيفانْ ؟
بعد قليلٍ
تقترض الوردة ُ من حال العشاق دما
لفضيحته أن يختصمَ الطير النقارُ
وتسرب للبدو الرُّحَّل بعضا من سهو
لُزُوجته
وتقيد به نارا للضيفان ْ
بعد قليلٍ
ستقول الواحدة لمن يتشهّاها في حالات السهو
وفي وقت الخفقانْ
أنت خصيمي
أنت مديح النهدين
وربيب جنوني
جوّالٌ في خائنة العين ِ
وما تذروه الريح
لكني
بعضٌ
من حال الوردةِ
بعض أريجٍ
من عطرِ الريحانْ .
* * *
ألوردةُ
تكبر بعض الشىءِ
وتنحو طرقٍ متعرجةٍ
وتعاين خطوَ الرُّحَّلِ والركبانْ
والعشاقُ القتَلةُ
والعشاق المقتولون
يرومون الوقت الآفل بين دمائهمُ ودمائهمُ
ويسوقون قرابين القُربَى
للآلهةِ الجوعى
حين يفاجئهم قيظٌ
أو بَرَدٌ
لكنهم ُ
مازالوا
يتَّبِعون الوردة .