قصة وقصيدة

قصة وقصيدة

حسام خليل

[email protected]

قرأت هذه القصة في أحد المنتديات وتأثرت بها ثم كتبت القصيدة

أحد الأطفال كان يلعب في داخل المنزل وأثناء اللعب كسر زجاج النافذة ..جاء أبوه إليه بعد أن سمع صوت تكسر الزجاج وسأل: من كسر النافذة؟ قيل له: ولدك. فلم يتمالك الوالد أعصابه فتناول عصا غليظة من الأرض وأقبل على ولده يشبعه ضرباً على يديه وسائر جسمه

أخذ الطفل يبكي ويصرخ وبعد أن توقف الأب عن الضرب جرّ الولد قدميه إلى فراشه وهو يشكو الإعياء والألم فأمضى ليله فزعاً

أصبح الصباح وجاءت الأم لتوقظ ولدها, فرأت يداه مخضرّتان فصاحت في الحال وهبّ الأب إلى حيث الصوت وعلى ملامحه أكثر من دهشة! وقد رأى ما رأته الأم...فقام بنقله إلى المستشفى وبعد الفحص قرر الطبيب أن اليدين متسممتان وتبين أن العصا التي ضرب بها الطفل كانت فيها مسامير قديمة أصابها الصدأ, لم يكن الأب ليلتفت إليها لشدة ما كان فيه من فورة الغضب, مما أدى ذلك إلى أن تغرز المسامير في يدي الولد وتسرّب السمّ إلى جسمه فقرر الطبيب أن لا بدّ من قطع يدي الطفل حتى لا يسري السم إلى سائر جسمه فوقف الأب حائرا لا يدري ما يصنع وماذا يقول؟؟؟

قال الطبيب: لا بدّ من ذلك والأمر لا يحتمل التأخير فاليوم قد تقطع الكف وغداً ربما تقطع الذراع وإذا تأخّرنا ربما اضطررنا أن نقطع اليد إلى المرفق ثم من الكتف, وكلما تأخّرنا أكثر تسرب السم إلى جسمه وربما مات

لم يجد الأب حيلة إلا أن يوقّع على إجراء العملية فقطعت كفي الطفل وبعد أن أفاق من أثر التخدير نظر وإذا يداه مقطوعتان فتطلّع إلى أبيه بنظرة متوسلة وصار يحلف أنه لن يكسر أو يتلف شيئا بعد اليوم شرط أن يعيد إليه يديه

لم يتحمل الأب الصدمة وضاقت به السُبُل فلم يجد وسيلة للخلاص والهروب إلا أن ينتحر, فرمى بنفسه من أعلى المستشفى وكان في ذلك نهايته

قطعت  يداي أنا الذي قطعت iiيدي
لـما  رأيتك في الفراش بلا iiيديـ
مـا  عدت أكسر يا أبي شيئا iiفأر
ألـهـو  وأكتب بالأصابع iiواجبي
وأصـافـح  الأطفال عند iiلقاءهم
ولـدي حـبـيبي خذ حياتي iiكلها
تـبَّـت  يـدٌ مُـدت إليك iiبقسوةٍ
فـاشتدّ  يضرب بالعصا iiمستأسدا
وصدى صراخك لا يزال بمسمعي
ذكـرى تـقـلـبني بأسياخٍ iiعلى
فـأذوب  مـحـترقا بنارٍ iiسُعّرت
قـسـمات وجهك بالبراءة iiتشتكي
خـذ  مهجتي واترك أباك يفر من
جـئـت  الـعيادة راجيا وتركتها
وهويتُ  مثل عصاي حين iiتركتها
في  جمرة الغضب الذي أرداك iiيا
لـتـعيش مكسور الجناح iiمحطما
تـرنـو إلـيـهم يأكلون iiطعامهم
ولـدي  وداعـا ليتني أفدي يديـ
ووصـيـتي في عبرةٍ من iiقصتي
إن  الـذي يـحـيـا بنور iiمحمدٍ
لـو عـشـت مهتديا بنور iiمحمدٍ
لن  يُسعد الإنسان في الداريـن iiيا






















وقـتـلـت نفسي من أليم المشهدِ
ـن  تقول بالنظرات عفوا iiوالدي
جـع  لي يديّ لكي أغادر iiمرقدي
حـتى أعود إلى الدراسة في iiالغدِ
ولـكـي  أكبر في صلاة iiالمسجدِ
فـالموت  أهون من صباح iiأسودِ
وبـريق  عينك يستغيث iiبساعدي
- والسم يجري في صباك iiالواعدِ
يـعـلـو  كـأنك تستجير iiبحاقدِ
مـقـلاة  زيـتٍ فوق نار iiالموقدِ
ولـهـيـبـها أني عليك المعتدي
ظـلـم  الذي يحنو عليك iiويفتدي
ذاك الـعـذاب إلى العذاب iiالخالدِ
مـتـرديـا مـنـها ولست iiبعائدِ
تـهـوي  عـليك بشدة iiالمستأسدِ
ولـدي  صريعا في شباك iiالصائدِ
والـطـيـر بـين محلقٍ iiومغردِ
وأكـفـهـم  تـمـتد فوق iiموائدِ
ك  بـمهجتي وبكل ما ملكت iiيدي
لـلـبـاحثين  عن الحياة iiالأسعدِ
مـسـتمسكا  لهو السعيد iiالمهتدي
مـا  كنت أشقى في مصابك iiفاقتدِ
ولـدي  - ختاما-غير دين iiمحمدِ