قصة وقصيدة
قصة وقصيدة
[email protected]
قرأت هذه القصة في أحد المنتديات وتأثرت بها ثم كتبت القصيدة
أحد الأطفال كان يلعب في
داخل المنزل وأثناء اللعب كسر زجاج النافذة ..جاء أبوه إليه بعد أن سمع صوت تكسر
الزجاج وسأل: من كسر النافذة؟ قيل له: ولدك. فلم يتمالك الوالد أعصابه فتناول عصا
غليظة من الأرض وأقبل على ولده يشبعه ضرباً على يديه وسائر
جسمه
أخذ الطفل يبكي ويصرخ وبعد
أن توقف الأب عن الضرب جرّ الولد قدميه إلى فراشه وهو يشكو الإعياء والألم فأمضى
ليله فزعاً
أصبح الصباح وجاءت الأم
لتوقظ ولدها, فرأت يداه مخضرّتان فصاحت في الحال وهبّ الأب إلى حيث الصوت وعلى
ملامحه أكثر من دهشة! وقد رأى ما رأته الأم...فقام بنقله إلى المستشفى وبعد الفحص
قرر الطبيب أن اليدين متسممتان وتبين أن العصا التي ضرب بها الطفل كانت فيها مسامير
قديمة أصابها الصدأ, لم يكن الأب ليلتفت إليها لشدة ما كان فيه من فورة الغضب, مما
أدى ذلك إلى أن تغرز المسامير في يدي الولد وتسرّب السمّ إلى جسمه فقرر الطبيب أن
لا بدّ من قطع يدي الطفل حتى لا يسري السم إلى سائر جسمه فوقف الأب حائرا لا يدري
ما يصنع وماذا يقول؟؟؟
قال
الطبيب: لا بدّ من ذلك والأمر لا يحتمل التأخير فاليوم قد تقطع الكف وغداً ربما
تقطع الذراع وإذا تأخّرنا ربما اضطررنا أن نقطع اليد إلى المرفق ثم من الكتف, وكلما
تأخّرنا أكثر تسرب السم إلى جسمه وربما مات
لم يجد الأب حيلة إلا أن
يوقّع على إجراء العملية فقطعت كفي الطفل وبعد أن أفاق من أثر التخدير نظر وإذا
يداه مقطوعتان فتطلّع إلى أبيه بنظرة متوسلة وصار يحلف أنه لن يكسر أو يتلف شيئا
بعد اليوم شرط أن يعيد إليه يديه
لم يتحمل الأب الصدمة
وضاقت به السُبُل فلم يجد وسيلة للخلاص والهروب إلا أن ينتحر, فرمى بنفسه من أعلى
المستشفى وكان في ذلك نهايته
قطعت يداي أنا الذي قطعت يدي
لـما رأيتك في الفراش بلا يديـ
مـا عدت أكسر يا أبي شيئا فأر
ألـهـو وأكتب بالأصابع واجبي
وأصـافـح الأطفال عند لقاءهم
ولـدي حـبـيبي خذ حياتي كلها
تـبَّـت يـدٌ مُـدت إليك بقسوةٍ
فـاشتدّ يضرب بالعصا مستأسدا
وصدى صراخك لا يزال بمسمعي
ذكـرى تـقـلـبني بأسياخٍ على
فـأذوب مـحـترقا بنارٍ سُعّرت
قـسـمات وجهك بالبراءة تشتكي
خـذ مهجتي واترك أباك يفر من
جـئـت الـعيادة راجيا وتركتها
وهويتُ مثل عصاي حين تركتها
في جمرة الغضب الذي أرداك يا
لـتـعيش مكسور الجناح محطما
تـرنـو إلـيـهم يأكلون طعامهم
ولـدي وداعـا ليتني أفدي يديـ
ووصـيـتي في عبرةٍ من قصتي
إن الـذي يـحـيـا بنور محمدٍ
لـو عـشـت مهتديا بنور محمدٍ
لن يُسعد الإنسان في الداريـن ياوقـتـلـت نفسي من أليم المشهدِ
ـن تقول بالنظرات عفوا والدي
جـع لي يديّ لكي أغادر مرقدي
حـتى أعود إلى الدراسة في الغدِ
ولـكـي أكبر في صلاة المسجدِ
فـالموت أهون من صباح أسودِ
وبـريق عينك يستغيث بساعدي
- والسم يجري في صباك الواعدِ
يـعـلـو كـأنك تستجير بحاقدِ
مـقـلاة زيـتٍ فوق نار الموقدِ
ولـهـيـبـها أني عليك المعتدي
ظـلـم الذي يحنو عليك ويفتدي
ذاك الـعـذاب إلى العذاب الخالدِ
مـتـرديـا مـنـها ولست بعائدِ
تـهـوي عـليك بشدة المستأسدِ
ولـدي صريعا في شباك الصائدِ
والـطـيـر بـين محلقٍ ومغردِ
وأكـفـهـم تـمـتد فوق موائدِ
ك بـمهجتي وبكل ما ملكت يدي
لـلـبـاحثين عن الحياة الأسعدِ
مـسـتمسكا لهو السعيد المهتدي
مـا كنت أشقى في مصابك فاقتدِ
ولـدي - ختاما-غير دين محمدِ