كيف أرجو غير الحبيب
02كانون22010
د. محمد العشاب
د. محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
[email protected]
| كَـيْـفَ أَرْجُـو غَيْرَ الحَبِيبِ حَبِيبَا زَادَكَ اللهُ فَـيْـضَ حُـبٍّ فـزِدْنِي إِنَّـمَـا الـنـورُ مِنْ هُدَاكَ فزِدْنِي زِدْ و زِدْ و احْمِنِي بِهِ ، و اسْقِنِي شَهْ ثُـمَّ زَكِّ الـوِجْدَانَ و ارْشَحْ حياتي أَسَـرَتْـنِـي الآثـامُ قَـبْـلَكَ أَسْرًا كَـمْ تَـوَجَّـسْـتُ خِيفَةً مِنْ فُؤادي و لِـمَـنْ عـانـقَ الـحياةَ عَذابٌ و تَـجَـشَّـمْـتُ مِنْ عَنَاهَا هَوَانًا و أنـا اخْـتَـرْتُ مَسْلَكَ التِّيهِ ظَنًّا فـأَقِـلْـنِـي مـنـها بحُبِّكَ حتى غَـرَّبَـتْـنِـي نفسي فذُقْتُ صَغَاًرا سَـطَـعَـتْ أنوارُ الحبيبِ فبُشْرَى إنـمـا أنـتَ لـلـعـقولِ سِرَاجٌ كـلـمـا جِـئْـنَـاهُ سُـقِينَا ضِيَاءً أو رَغِـبْـنَـا إلـى هُـدَاهُ سَمَوْنَا و رَغِـبْـنَا عَنْ ذلك النورِ فاعْجَبْ | أَوْ أُرَجِّـي غَـيْـرَ الَـحبِيبِ طَبِيبَا فَـيْـضَ حُـبٍّ و مِنْ هَوَاكَ وَجِيبَا مِـنْ ضِـيَـاءٍ كالشمسِ أَحْيَى قُلُوبَا دَكَ ، و امْـلَأْ مِنْ طِيبِكَ القلبَ طِيبَا مِـنْ عَـذَابٍ عَانَيْتُ حتى يَذُوبَا 1 و تَـحَـمَّـلْـتُ في حِمَاهَا لُغُوبَا 2 كُـلَّـمَـا عَـانَـقَ الحياة َمُنِيبَا 3 إن فـيـهـا مـن العذابِ ضُرُوبَا و تَـحَـرَّيْـتُ أَنْ أَعِـيشَ غَرِيبَا أَنَّ فـيـمـا نَـشَـدْتُ أُفْقًا رَحِيبَا تَـرْغَـبَ الروحُ للهدى و تَثُوبَا 4 قـبـلَ أن يُشْرِقَ المُنَى و يَطِيبَا 5 و اطْـمَـأَنَّـتْ بـه الحياةُ فطُوبَى بـهُـدَاهُ الـمُـبِـيـنِ قُدْنَا شُعُوبَا و غَـدَا الـعِـزُّ مِـنْ حِمَانَا قَرِيبَا كـيـف لا يَـسـمو مَنْ أَتَاهُ مُجِيبَا كـيـف صَـارَ الهوى علينا رَقِيبَا |
اللغة
(1) وارْشحْ حياتي : بمعنى صَفِّهَا.
(2) اَللُّغُوب : الإعياءُ والتَّعَب، ومن ذلك قوله تعالى في سورة فاطر : " اَلَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوب " .
(3) مُنِيبًا : مُقْبِلاً عليها، في سورة الزمر: "وَإِذَا مَسَّ الْاِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ".
(4) ثَابَ يَثُوبُ أي يرجِعُ.
(5) اَلصَّغَار : اَلرِّضَى بالضَّيم أو الذِّلَّةُ، ومنه قوله تعالى في سورة الأنعام :" سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ الله " .
(6) المُدَام : الخمر .
(7) الخُطُوب : جمع خَطب : يغلُبُ على معناه الأمر الشديد المكروه .
