انتصارٌ للحبّ الطَّاهر
انتصارٌ للحبّ الطَّاهر
عبد الله ضرَّاب - الجزائر
[email protected]يـا أيـهـا الزَّمن الموبوء بالوَهَن
أسـعـفـه قد عبثت ريح البغاة به
ألـطف بصاحبه المكبوت من كتموا
حسبي من الوجع المخبوء ما عملت
حـسبي فقد سكنت في القلب محرقة
مـالـي أخـوض بـيـم كنت آنفُه
مالي اصبُّ قريض الضَّاد في عبث
* * *
قـد هزَّ جسمي وروعي دمع والهة
صـادت فـؤادي بلحظ ظل يرشقه
فـانـهـال حـبا كما سالت مدامعها
مـن لـي إلـيـها فقد عُلّقتها رَغِمًا
واكـم كـتمت وكم صابرت محتسبا
هـيـهات غيَّر طول الصدّ طيبتها
بـانـت وبِـنَّـا فـلا الأيام تجمعنا
كـانـت مـلاكـا كأنَّ الرُّوح أدَّبها
بيضاء خفراء قرص الشمس وجنتها
إذا تـكـلَّـمَـت أو قـامت مولِّية
فـعـل خطاها بروعي حين مشيتها
خـرِّيـدة الـبيت محصان مصدَّفة
عـنـد المسير تحطُّ الرأس مطرقة
أرنـو لـمـسـكنها شوقا وفي وله
عـلِّـي اخـفـف اشجاني برؤيتها
عـلِّـي أبـث إلـيـها قبل خاتمتي
يـا حسرة العمر ما قرَّت مضاجعنا
هـمُّ الـتَّـفـرُّق مـا ابقي لنا أملا
يا بسمة السَّعد عودي في الهوى دنِفا
اوا فـتـاتـاه هـا قد جئت معتذرا
لا تـحـسـبيني بخلت بالهوى ابدا
وانـت بـنـت بـيوت الدلِّ ناعمة
رفـقا فخصمك هان اليوم من شغف
تـلـكـم دموع الذي ضلَّت صبابته
تـلـكم حشاشة متبول يموت هوى
تـلـكم عصارة قلب ذاب من دنف
* * *
الـحـبُّ حـقٌّ فـربُّ الناس قدَّره
يـحـدو الأنـام إلى ملئ الدنا بشرا
إنـيّ صـدوق اعـزُّ الحِبَّ محتسبا
فـان وصـلـت فشرع الله جامعنا
حُـبٌّ طـهـور وتـقوى الله غايته
إنَّ الـمُـحـبَّ بصدق صائن حذر
تـبـا لـجيل أهان الحُب من سفه
كـالحُمْر أضحى بلا ذوق ولا خُلق
زَعْـمُ الـتَّـحـرُّر والتَّطوير أورده
زعـمُ الـتـقـدم ويح الجيل انزله
كـلا وكـلا بنات الوحش ما ركبت
* * *
قـم لـلفضيلة يا جيل الهوى فزِعا
شـرّق بـنـفسك فالتغريب مذبحة
قـم قـبـل ليل من الإخزاء مُعتكر
يـا نـاظـم اللغو والتخريف مبتدرا
هـلا سـمـوتـم لأشـواق مقدَّسة
بـثُّوا الفضيلة ردُّوا الليل عن غدكمقم واحتضن قلما قد ذاب في الحزَن
اردتـه فـي حـفر الأدناس والعفَن
فـي صـدره شـجن الآلام والإحن
يـد الـمصائب في قلبي وفي بدني
جـمـر الـصبابة لا يبلى ولا يبن
مـالـي غرقت بذا المستنقع الأسِنِ
لا لـست اعبث حرُّ الوجد زعزعني
* * *
تـذري الـدموع تسابيحا من الجفُن
وحَـبّ طـلٍّ عـلى الخدين مُحتتن
وشفَّ جسمي حريق الشوق والشجن
والـشـوق أوَّاهُ إشـجاني وعذبني
لـكـن حشرجة الأشواق تفضحني
فـدام هـجـرها والهفي وواحزني
ولا الـتَّـصـبُّرُ بعد الهجر يسعفني
تـنـهـلُّ حـسنا كورقاء على فَنَنِ
بالسَّمت والصَّمت والأخلاق تأسرني
هـزَّت جوانحي هزَّ الريح للغصُنِ
فـعـل الغوارب يوم الرَّوع بالسفن
لـبـاسـها الستر والتقوى فلا تَهُنِ
كـيـمـا تجانب عينيها عن العيُنِ
عـلِّي أصادف حول المسكن سكني
مـن رام رؤيـتـهـا يشقى ويفتتن
عـذري لـتـرحمني يوما وتعذرني
مـنـذ افـترقنا وفرَّ النَّوم من جفُنِي
فـي هـوة الـبؤس وارانا بلا كفن
يـرجـى شفاؤه من بسَّامك الحسن
إنـي قـسـوت لان الـدَّهر قيَّدني
إنِّـي خـشـيت عليك الكاشح الأفن
وكـنـت حـرًّا قـليل المن يقتلني
مـن رام وصـلك قد يهنا وقد يهُن
تـذري الـقوافي مثل الوابل الهتِنِ
قـد صـار منزويا في حفرة الغِبَنِ
اهـدي لـقاتلتي ... وهل ستعرفني
* * *
يـحـدو البرايا من الجنسين للسَّكَنِ
لـكـن بـشرع من الآيات والسُّننِ
صبري ووجدي ونار الشوق تحرقني
وان حُـرمت فحبل الصبر يعصمني
حـب الـحـليلة دينٌ وارف المنن
يـفـدي الـحبيب ولا يرميه للظنُنِ
كـالحُمْر ياتي شنيع الفعل في العلَنِ
حِلْسَ المخازي صفيق الوجه بالعفَنِ
خـزي الـرذيـلة والإسفاف والفتنِ
بـيـن الـبهائم في المستنقع الأسِنِ
حـمـقا كهذا على مرأى من العُيُنِ
* * *
وابـغ الـسَّلامة في آياتك الحُصُن
لـلعرض والدين والأخلاق والوطن
قـد حـطَّ حـقًّا بكلكال على الدّمَنِ
بـث الـرَّذيلة عبر الأرض والزمن
عواطف النُّبْل عطرُ المنطق الحسَن
صـدُّوا الرَّذيلة درب الموقف النَّتن