ذو القرنين

عبد الله رمضان

[email protected]

في أَوْطَانٍ

تغربُ عنها الشمس ..

وتُشرق ..

يأتيها البدر ..

ويرحل

وتدورُ الأيامُ دوائرَها المرسومة ..

لا تتعب

وتحجُّ الأنهارُ إلى أشجارٍ باسقةٍ ..

وزروع

ومقامٍ لا يأتيهِ الجوع

من بين يديه ولا ..

من خلفه

وتفيضُ الآبارُ بما لذَّ وطابَ ..

وما يطلبه الشبعانون

نرمُقُها بعيونْ

لم تشهدْ إلا اللونَ الأحمرَ يرسُمُ أجسادَ الشهداء

لم تشهدْ إلا الموتَ الأسودَ ..

يجثمُ فوقَ مناراتِ جوامِعِنَا

وسطوحِ منازِلِنَا

ومدارِسِنَا

فننادي حتى ملتنا الأرجاءُ..

أفيضوا بعضَ الماء

وننادي ..

تكفينا كسرات

أو بعض التمرات

وننادي .. يا ذا القرنين

أنقذنا من يأجوجَ ومأجوج

اهدم ما بقي من السدَّ ..

فنحن المحبوسون

يأجوجُ ومأجوجُ على مرآكَ يروحون

ويجيئونَ ..

ونحن هنا خلف الجدرانِ ..

نموج

....

تختلط الصرخات بأصوات الغاراتِ ..

وذو القرنين يدق الفولاذ

ويمد خطوط الغاز

ليشرب يأجوجُ ومأجوجٌ من دمنا

ما خلاه الجوع

يا ذا القرنين

ماذا تبني؟

لا تُفرِغ قِطْرًا

نحن المظلومون

لسنا يأجوجَ ومأجوج

يا ذا القرنين

اكسر قرنيكَ ..

فنحن الغَزِّيُّون