غربة المجد
09حزيران2007
شريف قاسم
غربة المجد
شريف قاسم
أنـا الـغـريـبُ وأهـلـي أُمَّةُ كـأنَّـنـي عـن نـهـارِ الفتحِ محتجبٌ وكـنـتُ أمـتـلـكُ الـدنيا ، فلو سُئلتْ ومـا انـثـنـيتُ ، فزهوي في مرابعِكم أنـا الـعـروبـةُ والإسـلامُ طـرَّزنـي أصـالـتـي مـن سـنى دفَّاقِ مصحفِه ورايـتـي مـعْ طلوعِ الشمسِ إذْ بزغتْ أسـعـى ، فـأوقـفـتموني في مفاسدِكم وعـشـتُ فـي مضضِ الأكدارِ يخنقني وفـوقَ شـوكِ الأسـى أمـشي لراحتكم وصـرتُ أنـقـلُ مـن هـمٍّ إلـى وجعٍ يـذوبُ فـي وهْـجِـه قـلـبـي بمُتَّئَدٍ فـمـن خـريـفٍ جنى ما اصفرَّ من قيمٍ وضـعـتُ فـي حـيرةٍ من تيهِ حسرتكم كـأنَّـنـي مـن يتامى العصرِ يمضغُني وأنـقـلُ الـعـيـنَ مـن سهلٍ إلى جبلٍ أفـرُّ كـالـطـيـرِ لـمَّا انسلَّ من قفصٍ تـركـتُ نـهـرَ دمـي الـفـوَّارِ تبلعُه وعـذْبُ قـولـي عـن الآمـالِ قـطَّعَه وفـي الـظـلامِ أُنـادي لـيس يسمعني تـهـفـو إلـيـكـم وفي أسماعِكم صممٌ ولـلـعـزائـمِ فـي أحـنـائـكـم كللٌ وأفـدحُ الـخـطـبِ : مـجروحٌ تداعبُه تـلـهـونـ بـئـسَ وللأحداثِ زلزلةٌ طـوى عـلـى مـهـجٍ مـافـي تقلُّبِها وفـي الـضـلـوعِ نـهـارٌ ضجَّ ملتهبًا وإنْ هـجـعـتُ فـنـومـي كـلُّه قلقٌ حُـمَّـى مـن الأرقِ الـمـلحاحِ جمرتُها وقـد ثـويـتُ بـظـلِّ الـهـمِّ يسترني وقـد هـتـفـتُ وقـومـي في تردُّدِهم فـوامـصـيـبـةَ مَنْ هانوا ومَن وهنوا مـيـدانُـهـم عـربداتٌ أو هوى عبِثٍ فـأيـن عـلـيـاؤُهـم والـعنفوانُ بها وأيـن فـرسـانُـهـم فـي كـلِّ نازلةٍ وأيـن أبـرارُهـم والأولـيـاءُ عـلـى وأيـن تـكـبـيـرُهـم تعنو الجبالُ له ويـنـجـلـي الأفـقُ عـن إيثارِهم قيمًا أكـادُ أُنـكـرُ مـجـدا كـان يـصحبُهم أيـنـفـضـون غـبارَ الوهْنِ عن هممٍ فـدعـوةُ اللهِ أغـنـتْ أُمـتـي فسعتْ سـيـسـتـعـيـدون رايـاتٍ مـرفرفةً ويـهـزمـون أعـاديـهـم ، فلا سلمتْ شـدَّتْ عـلـى صـهـواتِ الفتحِ عزَّتهم فـوجـهُـهـا نـضـرٌ فـي كلِّ مكرمةٍ ولـيـس تـخـشى جيوشَ البغيِ إنَّ لها فـمـا تـرامتْ غصونُ الفخرِ إذْ عصفتْ ومـا أضـرَّتْ بـهـا فاللهُ يـكـلـؤُها والـعـزُّ يـسـكـبُ فـي أحناءِ أربُعِها سـتـخـرجُ الـطيرُ من أعشاشِها لترى فـالـدِّنُ يـبـقـى بـأنـوارٍ ومـرحمةٍ الـنـاشـرون عـلـى الدنيا حضارتَهم الـحـامـلـون لـواءَ الـحـقِّ يرمقُهم تـبـعـثـروا ويـحـهم واللهوُ أقعدهم فـلا تـراهـم رأوا فـي الخطبِ رأيَهُمُ فـتـلـك بـلـدانُـهـم بـاتـتْ مقطَّعةً ذرنـي عـلـى كـلِّ شـلـوٍ في مقاتلهم لأحـرقَـنَّ ثـيـابًـا صـاغَ زخـرفَها واحـسـرتـاه عـلـى قـومٍ لـهم نسبٌ عـروبـتـي بـكـتـابِ اللهِ عـزَّتُـها ومـا اسـتـفـامَ فخارُ العربِ في حقبٍ ومـا الـعـروبـةُ إلا جـسـمُ مـغتربٍ ولـيـس تـنـهـضُ من ديجورِ كبوتها فـكـيـفَ تُـنـكـرُ عـلياها عروبتُنا ولـيـس فـي الـوَهَـنِ الممقمتِ عزَّتُها * * * لـلـسـائـلـين عن الدربِ الطويلِ ألا بـيـنـي وبـيـنَ خـطاكم ألفُ داجيةٍ وألـفُ كـهـفٍ مـن الأرزاءِ خـبَّـأها إنـي أنـا الـمـجـدُ أنـعاكم فما وجدتْ قـد كـنـتـم الـروحَ والريحانَ إذْ عبقا فـهـل وجـدتُـم بـدارِ الهونِ راحتكم ؟ وكـان سـيـفُ عـلاكـم في يَدَيْ بطلٍ ويـحَ الـرجـال الـذيـن السَّاحُ تعرفُهم وإنْ مـشـى الـموتُ في إعصارِ ملحمةٍ وتـشـهـدُ الأنـجـمُ الـلألاءُ أنَّـكُـمُ وكـم هـتـفـتُ وأعـيـانـي بساحتكم وكـم بـكـيـتُ وقـلـبـي فيه من ألمٍ فـيـاخـسـارةَ قـومٍ : جـمرُ غضبتِكم أكـادُ مـن بـرزخِ الأقـدارِ أخـرجُ لو لـقـد قـطـعـتُم حبالَ العهدِ فانصرمتْ هـلاَّ رجـعـتُـم إلـى الـدَّيانِ خالصةً إذنْ : لـعـدتُـم كـمـا كـنتم جحاجحةً أرى الـبـلادَ بـلادَ الـمـسـلمين على وفـي حـنـايـا قـلوبِ المسلمين هوىً كـأنَّـنـي ألـمـحُ الـفجرَ القريبَ بهم وتـشـرئـبُ إلـيـهـم فـي المدى أُممٌ يـا أُمَّـةً أهـمـلـتْ رايـاتِ رفـعتِها قـومي اسجُري في لهيبِ العزمِ ما صنعتْ | العربِوالـمـسـلـمـون بأصقاعِ المدى فـلـم أَرَ الـيـومَ إلا ظـلـمـةَ الكُرَبِ عـن غـيـرِ فـخريَ لم تنطقْ ولم تجبِ كـالـنُّـورِ يـسـري بأُفقٍ غيرِ محتجبِ بـأجـمـلِ الـحُـللِ الفيحاءِ في الحقبِ فـلـيـس تـذوي ، ولم تأفلْ ، ولم تخبِ تـطـوفُ بـالـنِّعمِ الأخرى ، وبالرَّغبِ عـلـى سـفـاسـفِ سـوقٍ بائرٍ خَرِبِ خـطـبٌ تـثاقلَ في نفسي وفي عصبي وكـم أعـانـي مـن الأرزاءِ والوصبِ خـطـوي ، ومـن لـهبٍ عاتٍ إلى لهبِ مـن الـكـآبـةِ والأشـجـانِ والـنُّوبِ إلـى شـتـاءٍ عـوى فـيـه فمُ العطبِ وضـاعَ سـعـيي ، فدربي غيرُ مقتربِ شـدقُ الـلـيـالـي بـلا ذنبٍ ولا سببِ فـلا أرى غـيـرَ نـاعينا على الهضبِ إلـى شـواظِ فـضـاءٍ مـاجَ بـالشُّهبِ رُقْبُ الأفاعي ، وكم في الغابِ من رُقُبِ !! حـهـشُ الـثَّـكـالـى فما أبقى لمُرتقبِ إلاَّ الـخـلـيُّ ، وذو هـزءٍ وذو لـعبِ فـتـنـثـنـيـ كلماتي حيثُ لم تثبِ أنـاخَ حـولَ ضـجـيجِ اللهوِ والطَّربِ بـنـتُ الهوى ، ودماءُ الأهلِ قي صببِ عـلـى مـضـاربِ فـخرٍ آهِ منتَهَبِ إلاَّ مُـدة ظـالـمٍ مـسـتـهـترٍ و غبي بـكـلِّ جـرحٍ سـخـيـنٍ دون مستَلَبِ حـتـى الرؤى في مطافِ الحلمِ لم تطبِ عـبـرَ الـوتينِ كوهجِ النارِ في الحطبِ فـمـا رآنـي أخـيـ في غمرِه وأبي فـضاعَ صوتي بما في الدربِ من صخبِ ومَـنْ رضـوا بـالأذى والـذلِّ والسَّلبِ يـديـنُ لـلـزيـفِ والـلـذاتِ والكذبِ والـبيضُ يوم اللقا ، والذكرُ في الكتبِ ؟؟ وفـي مـنـازلـةِ الأعـداءِ بالقُضُبِ ؟؟ مـغـنـى محاريبِهم بالقُربِ والقُربِ ؟؟ ويـسـتـجيبُ الصَّدى في كلِّ مُنتّدَبِ ؟؟ تُـغـنـي أخـا حـاجةٍ بالخيرِ والنَّشبِ لـولا الـمـصـاحفُ عند العُجمِ والعربِ لايـرهـبـون ولا يـعـنـون للنُّوبِ ؟! بـيـن الأنـامِ بـمـا يسمو مدى الحقبِ عـلـى خـمـيـسٍ شـجاعٍ مؤثرٍ لجبِ يـدٌ تـخـونُ عـهـودَ اللهِ بـالـهربِ تـعـدو بـهـا الخيلُ من نصرٍ إلى غلبِ وأهـلُـهـا مـن بطونِ العزِّ في النسبِ مـايـدفـعُ الـظـلمَ رغمَ الموجِ والعُبُبِ ريـحُ الخطوبِ ، ولم تُسقطْ سوى الشَّذبِ والله يـحـمـي بـنـيها من أذى الرُّقُبِ مـن الـرحـيقِ المصفَّى فاضَ كالسُّحُبِ رحـيـلَ مـافـي مـغـانيها من الغُرُبِ والـكـفـرُ يـفـنى مع الطغيانِ والذَّهبِ فـشـمـسُها عن رحابِ الأرضِ لم تغبِ أهـلُ الـمـآسـي لـصبحٍ مشرقٍ شنبِ بـلا عـزيـمـةِ مَـنْ ينأى عن الريبِ ولا هُـمُ ابـتـعـدوا عـن سوءِ منقَلَبِ نـهـبَ الـغزاةِ ، ومرمى الشرِّ عن كثبِ أذرفْ دمًـا قـبـلَ دمـعِ العينِ والعتبِ حـبُّ الـحـيـاةِ ، وكرهُ السّيفِ واليلبِ فـي الأوَّلـيـنَ مـن الإقـدامِ والـرُّتبِ وفـي سِـواهُ ، عـراها الذُّلُّ لم يغبِ !! إلا عـلـى مـنـهـج القرآنِ في الحقبِ مـقـرَّحٍ لـفـحـتْـهُ الـريحُ بالوصبِ إلا عـلـى سـاعـدٍ من روحِها الضَّربِ وكـيـف تـشمخُ في الدنيا بلا حسبِ ؟ظ وإنـمـا الـعـزُّ بـالـتـقوى وبالأدبِ * * * شـدُّوا الـمـطايا ففجري غيرُ مقتربِ !! وألـفُ وادٍ مـن الأهـوالِ والـحـجبِ إبـلـيـسُ أهـوائـكـم مسعورة اللهبِ عـيـنـي لـكـم أثـرا في ساحةِ الغلبِ فـفـي روابـيـكـم الفيحاءِ نورُ نبي r أم غـرَّكـم مـا بظلِّ العيشِ من قصبِ ؟ فـكـيف ترضون بالأسيافِ من خشبِ ؟! يـوم الـتـلاحـمِ ذا رمـحٍ وذا قُـضُبِ أتـوا إلـيـه بـلا خـوفٍ ولا رُعُـبِ خـيـرُ الـبـريَّـةِ في روحٍ وفي أُهُبِ طـولُ الـوجومِ ، وطولُ الحزنِ والعتبِ عـلـى مـنـازلِـكم أخوتْ على النُّوبِ أمـسـى رمـادًا فـواحزني و واغضبي شـاءَ الإلـهُ بـقـلـبٍ جـدِّ مـكـتئبِ بـيـضُ الـلـيـالي بعصرٍ شائكٍ أشبِ قـلـوبُـكـم مـن غـثاءِ الزُّورِ والرِّيبِ ويـومـهـا يـامُـنـى قلبي وياطربي ! خـيـرٍ وفـخـرٍ إذا نـودوا لـمنتسَبِ لأعـذبِ الـصِّـيـغِ الـحسنى لمنتخِبِ أتـى بـحُـلـوِ الـنَّدى والسَّعدِ والرَّغبِ مـن مـسـتـجـيرٍ ومن عانٍ و منتحبِ ولـم تـزلْ خـافـقـاتٍ في عُلا الشُّهبِ يـدُ الـتـوانـي ، وبالدينِ الحنيفِ ثبي | نسبي