ما كنت احرس قافيتي دون نزفي

بهاء الدين الخاقاني

ما كنت احرس قافيتي دون نزفي

بهاء الدين الخاقاني

[email protected]

[email protected]

بغبار نزيفي تضيع ملامح وجهْي

تعلمت استعبد الحزنَ

والصرخات بداخل دمّي

لابدو بحريتي

فاتقيت بلائي واصممت فمّي

تعلمت بلحظة تضحيتي

بدءافراح مخلوقة ٍ ما ...

فما كنت ُ .. ياحب ..ّ يوما كأني الغبار برحلته للهباء

فاعطيت صمتى قواه المعاني

لاسمع تلك الخطى للمنية ِ

اسمع عالم موتي

اطوف بما اعتصر الدم من مهجتي في الحياة

لكي امنع الصدأ المستديم لذاتي

تمزق روحي

تجفّف دمّي

لاملكها شهوة الارض في شهواتي

ليعتصر الشمس كفي

يذوبها في متاهات فكري

فلا يعرف المرء الام خلق ٍ

لحتى يلامس وخز السكاكين والحرب ِ

ما كنت احرس قافيتي دون نزفي

لامسك فلسفة الحب ِ

انتِ التي قد عرفت ِ تشرد عمري بهذي الجراح

يتيم قبائل اهل ضحايا الوفاء

وبئر المنايا تروى به الناس في وطني

باستلاب الدماء

لابقى على عطشٍ والبلاد تنوح

وتنور ريفيّة دون نار لتطعم طفلا رضيعا

تلملم سر الخلاص بطهر الحليب ِ

والا الخيانة تكشف ثديا وضيعا

تجحفل من رضعه جحفلٌ قاد امّته للصليب ِ

لتخنق صرختنا الغصّة المميتة ُ

يا حب هذي القصيدة صرخة من عاش دونك بين اللهيب ِ

ايا حب ّ ...

اني تعلمت ان الجيوش تحاصرني

والمحبة في عطش ٍ قد تموت بخلف بابي

تعلمت احتراقات دنيا شبابي

فصلى اليها جنوني

وكم صفق الدمع منها بساح جفوني

يسوح بعمر ٍ بجنح ٍ كسير ِ

لاستجمع النزف من سيف ظلم مطير ِ

تسربلت هم غريب اطهِّر ذاتي

ليستوطن في مقلتي

كما كنت ِ رحمة ربي

ماذن في انصداع الصباح

تملكت ِ بين الاضالع اعصار شوق ٍ بريء ٍ

بمحراب ترتيل عشق ٍ

لاُعْتق من قيد جسمي

ولكن اضفت ِ لاهات عمري

اضفت ِ تغاريد طير ٍ

يلاعب في راحتي من حرارة نفسي

عصرتُ بها للمنام شرابا تعتق حزنا

تناولته للنعاس بكأس ِ

وانتِ ابتسام التنوِّر بين الظلام

فلامست ِ شعلة نيران دمّي وزهرتها في نشيدي

لك الاثرُ المستطيرُ على وجنتي

ذكريات مطر ٍ حافر الوجنات ِ

دم ٌ بات يحترق الان والقلب في عطب ٍ

والزمان غريب يجمِّد شرْيان دمّي

اذن قد قرأت فؤادي

فلست ُ الصديق .. وما كنت ُ ضيفا

لان المضيّف لايقرأ الضيْف

كنت ُ وكنت ِ تموّج َ ناظرِ عين ٍ بحرّ السهاد ِ

فانت الحبيب ُ

فاودعت ُ في الحدق ائتلاقي يشيّد محبته كالمنار

تلذذت ِ حرف كلامي كما العطر بين الشفاه ِ

بوجه الرمال العطاشا باعتاب دربي

على نشْوة الماء ينساب في راح كفي

تهاديت ُ بالحب معراج نور ٍ يعرّي الظلامَ

ويهجر من جسد لينسل بين الرمادِ

توهُّج جمْرته يوقِض الشعراء وينهض بالشاعرات ِ

فهل صِرْت ِ محض الصدى لي على الذكرياتِ

وانِّي تحولت فيك ِ غناء ً تطاول به الطير لحنا

تروى بالهوى في الاذان ِ

باحة ُ محْرابه روضة ٌ تسكِن كل ّ الجياع ِ

تدفِّي اليتاما وتهدي المساكين لمسة ربي

لنعرف لايصنع الحرف خبزا

ولكن يشيّد منه المخابز عند بلادي

يشيد منه الضمائر َ

كيما تعالج عظما غصصت به

يا حبيبة عمري

كفى دهرُ دجلة صلب َ المسيح ِ

وارض الفرات طفوف َ الحسين ِ

كفى الرافدان اعتلالا بليلى

وقيس الحبيب بعيدٌ

الا فارحميني فاني عجين الغرام بماء ٍ وطين ِ

تذكرني عينك الحب ديوان قهوتنا

اومجالس صحوتنا

لا تضيفي بهجرك عصر احتراقاتها

لا تديمي عصور الخراب ِ

الا فاعرفي في المنية ِ لون ولادة يومي

وحين يفرش جنحا لينسل ّ ترتيله من هوى حدق للحبيب

فلا اسف ٌ سوف يجدي

ولا امل ٌ يمكن الشفا من طبيبِ