أقسمت أن أعطي المزيد
أبو المعتصم بالله يوسف النتشة
[email protected]
بيت لحم :ليلة 23/ 24
- 1-2009 ، في زنزانة من صنع عربي
على امتداد موطني
يقيم ألف مجرم ٍ ومجرمة ْ
وألف آبق و سارق ومدمن ِ
وألف مارق منافق ِ
على جبينه مسيلمة ْ.
وفي فؤاده شظية ٌ لقلب كل مؤمن ِ
وفي عيونه شهية بكل حقد الأرض مفعمة ْ .
*****
وألف متراس ٍ
وألف كاتم ٍٍ للصوت ِ
ألف حجرة ٍ معتمة ٍ
تـُزَج ّ ُ فيها كل روح ٍ مؤمنة ْ .
يطوف فيها ألف شيطان مريد ْ
بألف ألف ِ مـَظلمة ْ .
****
على امتداد موطني
كتائب للظلمة الحمراء ِ
حلت بالسواد .. كالجراد ِ
روعّت كل صعيدْ!
عاثت بأنسام الأقاحي والورود ْ
داست بأحلام الوليدْ
وأمسكت من موطني حبل الوريد ْ !
لكنني في وحشة الليل المديد ْ
أقسمت أني لا أحيد ْ
أقسمت أن أبقى الأكيـد ْ
****
وفي شعاب قريتي
وفي زقاق حارتي
وبين كل خيمة وخيمة ِ
عشرون ألف راية ِ
وطنـة ٍ ورنـة ِ
تهب ّ كالإعصارِ
تغتال النهار َ
تلفح النـُوّ ار َْ ََ
تزاحم الحسون والزيتون و الصبار ْ
غريبة كالغرقد ِ
تروى بماء ٍ من صديد ْ
من كل قلب ٍ أسود ِ
وكل جبار ٍ عنيد ْ
لكنني أقسمت أن أبقى الأكيدْ .
****
ومن سفوح تلتي
ومن شذى الدحنون والريحان ِ
في ربيع ضيعتي
وفي تفتح الرمانْ
يفوح عطر رايتي
بأنسم الفجر الوليدْ
*****
هذي دموعي فانثروها
كل صبح ٍ
كل ليل ٍ
في غلالات الحديدْْ
واستمتعوا بالجرح يسري في ضلوعي
واطلبوا منه المزيد ْ
وأرعِدوا وأزبدوا
وارشفوا حتى الصديدْ !
روِّعوا زنزانتي بالشبـْح ِ
بالقدح ِ .. وبالسوط الحقود ْ
بلفحة السيجار تنهشن ّ أعظمي
ومنشار الحديدْ
لكنني في حر ّ هذا المستبد المستزيد ْ
أقسمت أني لا أحيد ْ
أقسمت أن أعطي المزيدْ
*****
يا كل من كان له قلبٌ
وألقى السمـع َ
يا كل الشهود ْ.
يا أيها المسخ المسمى دولة ً
يا أيها العار المُعرّي أمــة ً
يا أيها المليار يجثو في محاريب القرود ْ
ويازمان َ الجرذ يزهو كالفهود ْ
يا شـرّ العهود ْ
لو عاث في شلوي المسجى ّ ألف شيطان مريدْ
لو فاض لي في كل يوم ألف روح ٍ
أو يزيـد ْ
لأ ُبعثــَن من جديـد ْ
لأطلعـن ّ من جذور النخل ِ
من هجير الرمل
من كل صعيد ْ
لأ ملأن السهل والوديان َ
والشطآن َ .. والأرض الهمود ْ .
عشقا وشوقا لانبلاج النور ِ والفجر الوليد ْ
أنا الشهيد الحي .. والحي ّ الشهيــدْ
وحدي أنا الغائب والحاضرُ
والقريب والبعيد ْ
وحدي أنا المليار في هذا الوجودْ
والرقم الأكيــد ْ
لاأ ُستذل أو أبيد ْ
****
يا كل حقد الأرض
يا كل حـَـقـودْ
يا كل جبار عنيد ْ
يا أيها المرتد والمعتد بالوهم البعيد ْ
كن ما تريـد ْ
كن حاجب السلطان ِ
في القصر المشيد ْ
كن في الموالي والعبيد ْ
كن قارئ الفنجان ِ
وانسج ماتريدْ
أما أنا .. فابـن الوليــد ْ
في كل رِدة ٍ أعود ْ
في كل شدة أسود ْ
سيـف الخلــود ْ
فلا أكل ّ .. لا أمل ..ّ أو أحيد .ْ
إني على الدرب العتيــد ْ
أقسمت أن أبقى الأكيــدْ .
أقسمت أن أعطي المزيــدْ .