أنا والشعر

د. عبد الحق حمادي الهواس

أنا والشعر

  

د. عبد الحق حمادي الهواس

دعِ الـمـلامـة هـيـماناً بها iiالندمُ
قـد  أسرف الشوقُ في وجدٍ iiيؤجّجه
إنْ كـان مـتـسـعـاً للقول iiتقطعُهُ
طـريقكَ الراحلُ المسجورُ ما برحتْ
كـأنـمـا  عشقتْ من صبرها iiجلَداً
أو  أنّـهـا احـتضنتْ في عينه iiألقاً
يـسـمـو فيشمخُ في تصميمه iiزمنٌ
مـن  ذا تضاءل من عزٍّ ومن شرفٍ
إنْ  لـم يـكـن قدراً ما أنت iiحاملهُ
مـن  لـمحةِ الصدِّ تعلو فوق هامتها
لـن تـخفيَ العينُ مجداً أنت تصنعُهُ
بـيـن اثـنتين تواري حكمها iiعجباً
تـرجـو بـهذي وهذي ليس iiيقنعها
لا  تـخـتزلْ زمناً أو تصطبرْ iiأملاً
قـطـعـتَ  شـوطَ حياةٍ مُرَّةٍ iiوكما
أزمـمْ ركـابـكَ نِـعم الأينُ iiتحملُهُ
عـصـرتَ  لـهـفـةَ أحلامٍ iiتقلِّبها
مـن  كـلِّ راحـلـةٍ زُمَتْ iiركائبُها
أرَّقـتَ  وعـدَك لا فـجراً iiتصاحبُهُ
دعِ  الـخـيـالَ ولا تـكـثر iiتعلُّقَهُ
لـو  أبـصـرتْ قدمٌ من أختها iiأثراً
مـن  قـلَّةِ الخيلِ شدّوا سرجها iiبدلاً
لا  تـبـتـئسْ ربما أخلت iiشواهقها
فـمـا  تدانى هبوطُ الصقر من iiشممٍ
إن نـحـتـكـم مرةً فالشعر iiشاهدنا
أو نـجـعـل اللفظ شوطاً تستقيم به
هـل يستوي البحر موجاً دافقاً ومدىً
لـو  قلتُ يا أيها الشعرُ العظيمُ iiومَنْ
الـقـائـلـونَ  ومـا تدري iiمقالتهم
والـشـاعـرونَ  ولا حسٌّ iiيحركهم
والناطقونَ  سخيفَ الحرف إن iiنطقوا
والـساقطونَ على نظم البحور iiسدىً
والـمـرجـفـونَ وقد بانت معايبهم
والـكـاذبـونَ  ولا حـدٌ iiلـكذبتهم
والـتـافـهـونَ  كما قالت بهم حكمٌ
والـبـائـعـونَ كلام العُقمِ من iiعدمٍ
والـمـكـملونَ  لنقصٍ من نقائصهم
والـسـابحونَ وأقصى عومِهم iiغرقٌ
والـطـائـرونَ ولا جنح يطير iiبهم
يـا  أمَّ عـمـروٍ غريباتٌ مقاصدهم
أو أقـدموا أحجموا أو أسرعوا iiوقفوا
أو شـكّـلوا أشكلوا أو أعربوا لحنوا
أو  ردّدوا صـمتوا أو سبّحوا iiكفروا
أو  أنـشـدوا نهقوا أو علموا iiجهلوا
أو أفـصحوا موهوا أو موهواً كشفوا
يـخـلِّـطـونَ  خليطَ المسِّ أنّ iiلهم
ويـرتـدونَ  لـبـاسـاً عارياً iiخلقاً
ويـكـتـبـونَ وما تُحصى iiمآثرهم
لـو  قلت مهلاً صفوا لي كومَ iiمزبلةٍ
يـا  ربُّ هـذا ابتلاءٌ أنْ نرى iiزمناً
فـالـشمسُ تغربُ دوماً في iiمشارقها
إذا تـشـابـه هـذا النورُ يا iiوطني
فـقـلْ سـلامـاً على دهرٍ بلا iiكرمٍ
وأنـتِ يـا أمَّ عـمروٍ لستِ iiعاذلتي
يـا  أمَّ عـمروٍ دعيني فالمصيبةُ iiلو
تـلـك  الـحـياةُ حكيمٌ صامتٌ iiويدٌ
























































كـفـاك  نزف جوىً يُطوى به iiالألمُ
وأحـرق الـصـبُّ دمعاً قد براهُ iiدمُ
فـانـزف دمـاءكَ إكباراً لما iiحلموا
أشـواكـه تـحتفي في وخزها iiالقدمُ
كـأنـمـا ولـدتْ مـن نزفها الشِّيمُ
أو  أنـه سـكـنـتْ في عينه iiالقيمُ
يـعـلـو فـتـجلسُ في أعتابه iiأمم
وكـيـف  تـنكر طوعاً هامها iiالقممُ
فـفـي الـتـأسي شفيعٌ حين iiنقتسمُ
ومُـنـتـهـاكَ عزيزٌ إنْ همُ iiحكموا
هـيـهـاتَ  هيهاتَ ألاّ يخفق iiالعلمُ
مـن  اكـتـوائـكَ فيها كيف تلتئمُ؟
لـيُّ  الـذراعِ إذا مـا النفسُ iiمحتكمُ
لـن  تـسـتـحيلَ سراباً هذه iiالديمُ
بـدأتَ  يـومـاً فما زالتْ بكَ iiالهمَمُ
لـن تستكين ولن تهوى الذي iiزعموا
وعـدتَ مـنـها وحيداً زادُك iiالحممُ
تـجـوبُ  وحـدكَ دنـيا كلها iiغممُ
ولا مـسـاءً إذِ الـسُّـمار قد iiسئموا
فـأنـتَ وحـدك صـدياناً وهمْ iiهِيَمُ
لأنـكـرتْ  أخـتها ما أبصرت iiقدمُ
ظـهـرَ  الكلاب وأنّى تستوي الزِمَمُ
شـمُّ الـصـقور وأعلتْ طيرَها iiقُتُمُ
ولا  تـعـالـى عـلـيـه قاتمٌ iiقَزِمُ
وهـلْ يـقـدّمُ شـيـئاً من به iiعدَمُ
كـلُّ الـشـواهـد مـاذا تلفظُ iiالبُكمُ
والـقـاحـلات ومـهما أوهمَ iiالطَّمَمُ
أزرى  بـك الـقولَ أوهاماً لقالَ iiهمُ
والـمـدعـونَ خـيالاتٍ بما iiوهموا
والـمـحـتفونَ بليدَ القولِ لو iiفهموا
والـنـاشـرونَ عـقيماً حظُّه iiالسَّقمُ
والـفـاقـدونَ حـيـاءً كلما زعموا
والـضاحكونَ  على نفسٍ وقدْ iiعلموا
والـمـقـسـمونَ وقد أخزاهمُ القسمُ
والـعـاجزونَ وكلُّ العجزِ ما iiنظموا
والـتـائـهونَ  نهاراً حيثما iiاقتحموا
والـمـسـقطونَ لأدنى خَصْلَةٍ iiتَصِمُ
والـلاهـثـون ولا جـهدٌ ولا iiهرمُ
والـراكـبـونَ  لـعـودٍ أنـه iiسنمُ
إذا  مـشـوا قعدوا أو عمّروا iiهدموا
أو مـجّـدوا أنزلوا أو أسمحوا نقموا
أو قـطّعوا كسروا أو حركوا iiجزموا
أو أعـلـنوا سكتوا أو قُطعوا iiسَلِموا
أو أسهبوا اختصروا أو غادروا قدموا
أو أجـملوا فصَّلوا أو أغدقوا iiحرموا
قصداً  ومعنىً فقلْ لي كيف iiيرتسمُ؟!
ظـنـاً وجهلاً فقلْ لي كيفَ iiنبتسمُ؟!
وقـد  تـبـراَ مـنها الحرفُ iiوالقلمُ
لأقـسـمـوا رأيَ عـينٍ أنها iiالهرمُ
لا  فـرق فـيه إذا الجهَّال قد iiحكموا
والـصـبـحُ لـيلٌ فلا نورٌ ولا iiقيمُ
وأنـكـرتْ  عـامداتٍ سودَها iiالظُّلَمُ
وانـفـضْ يـديكَ فلا جود ولا iiكرمُ
قـد شـابَ دهـركِ لا حبٌّ ولا iiنغمُ
تـدريـنَ أعـظـمُ قـولاً أنهم iiخَدَمُ
هـذي  تـشـير وتلك الصامتاتُ فمُ