أنا والشعر
21أيار2005
د. عبد الحق حمادي الهواس
أنا والشعر
د. عبد الحق حمادي الهواس
دعِ الـمـلامـة هـيـماناً بها قـد أسرف الشوقُ في وجدٍ يؤجّجه إنْ كـان مـتـسـعـاً للقول تقطعُهُ طـريقكَ الراحلُ المسجورُ ما برحتْ كـأنـمـا عشقتْ من صبرها جلَداً أو أنّـهـا احـتضنتْ في عينه ألقاً يـسـمـو فيشمخُ في تصميمه زمنٌ مـن ذا تضاءل من عزٍّ ومن شرفٍ إنْ لـم يـكـن قدراً ما أنت حاملهُ مـن لـمحةِ الصدِّ تعلو فوق هامتها لـن تـخفيَ العينُ مجداً أنت تصنعُهُ بـيـن اثـنتين تواري حكمها عجباً تـرجـو بـهذي وهذي ليس يقنعها لا تـخـتزلْ زمناً أو تصطبرْ أملاً قـطـعـتَ شـوطَ حياةٍ مُرَّةٍ وكما أزمـمْ ركـابـكَ نِـعم الأينُ تحملُهُ عـصـرتَ لـهـفـةَ أحلامٍ تقلِّبها مـن كـلِّ راحـلـةٍ زُمَتْ ركائبُها أرَّقـتَ وعـدَك لا فـجراً تصاحبُهُ دعِ الـخـيـالَ ولا تـكـثر تعلُّقَهُ لـو أبـصـرتْ قدمٌ من أختها أثراً مـن قـلَّةِ الخيلِ شدّوا سرجها بدلاً لا تـبـتـئسْ ربما أخلت شواهقها فـمـا تدانى هبوطُ الصقر من شممٍ إن نـحـتـكـم مرةً فالشعر شاهدنا أو نـجـعـل اللفظ شوطاً تستقيم به هـل يستوي البحر موجاً دافقاً ومدىً لـو قلتُ يا أيها الشعرُ العظيمُ ومَنْ الـقـائـلـونَ ومـا تدري مقالتهم والـشـاعـرونَ ولا حسٌّ يحركهم والناطقونَ سخيفَ الحرف إن نطقوا والـساقطونَ على نظم البحور سدىً والـمـرجـفـونَ وقد بانت معايبهم والـكـاذبـونَ ولا حـدٌ لـكذبتهم والـتـافـهـونَ كما قالت بهم حكمٌ والـبـائـعـونَ كلام العُقمِ من عدمٍ والـمـكـملونَ لنقصٍ من نقائصهم والـسـابحونَ وأقصى عومِهم غرقٌ والـطـائـرونَ ولا جنح يطير بهم يـا أمَّ عـمـروٍ غريباتٌ مقاصدهم أو أقـدموا أحجموا أو أسرعوا وقفوا أو شـكّـلوا أشكلوا أو أعربوا لحنوا أو ردّدوا صـمتوا أو سبّحوا كفروا أو أنـشـدوا نهقوا أو علموا جهلوا أو أفـصحوا موهوا أو موهواً كشفوا يـخـلِّـطـونَ خليطَ المسِّ أنّ لهم ويـرتـدونَ لـبـاسـاً عارياً خلقاً ويـكـتـبـونَ وما تُحصى مآثرهم لـو قلت مهلاً صفوا لي كومَ مزبلةٍ يـا ربُّ هـذا ابتلاءٌ أنْ نرى زمناً فـالـشمسُ تغربُ دوماً في مشارقها إذا تـشـابـه هـذا النورُ يا وطني فـقـلْ سـلامـاً على دهرٍ بلا كرمٍ وأنـتِ يـا أمَّ عـمروٍ لستِ عاذلتي يـا أمَّ عـمروٍ دعيني فالمصيبةُ لو تـلـك الـحـياةُ حكيمٌ صامتٌ ويدٌ | الندمُكـفـاك نزف جوىً يُطوى به وأحـرق الـصـبُّ دمعاً قد براهُ دمُ فـانـزف دمـاءكَ إكباراً لما حلموا أشـواكـه تـحتفي في وخزها القدمُ كـأنـمـا ولـدتْ مـن نزفها الشِّيمُ أو أنـه سـكـنـتْ في عينه القيمُ يـعـلـو فـتـجلسُ في أعتابه أمم وكـيـف تـنكر طوعاً هامها القممُ فـفـي الـتـأسي شفيعٌ حين نقتسمُ ومُـنـتـهـاكَ عزيزٌ إنْ همُ حكموا هـيـهـاتَ هيهاتَ ألاّ يخفق العلمُ مـن اكـتـوائـكَ فيها كيف تلتئمُ؟ لـيُّ الـذراعِ إذا مـا النفسُ محتكمُ لـن تـسـتـحيلَ سراباً هذه الديمُ بـدأتَ يـومـاً فما زالتْ بكَ الهمَمُ لـن تستكين ولن تهوى الذي زعموا وعـدتَ مـنـها وحيداً زادُك الحممُ تـجـوبُ وحـدكَ دنـيا كلها غممُ ولا مـسـاءً إذِ الـسُّـمار قد سئموا فـأنـتَ وحـدك صـدياناً وهمْ هِيَمُ لأنـكـرتْ أخـتها ما أبصرت قدمُ ظـهـرَ الكلاب وأنّى تستوي الزِمَمُ شـمُّ الـصـقور وأعلتْ طيرَها قُتُمُ ولا تـعـالـى عـلـيـه قاتمٌ قَزِمُ وهـلْ يـقـدّمُ شـيـئاً من به عدَمُ كـلُّ الـشـواهـد مـاذا تلفظُ البُكمُ والـقـاحـلات ومـهما أوهمَ الطَّمَمُ أزرى بـك الـقولَ أوهاماً لقالَ همُ والـمـدعـونَ خـيالاتٍ بما وهموا والـمـحـتفونَ بليدَ القولِ لو فهموا والـنـاشـرونَ عـقيماً حظُّه السَّقمُ والـفـاقـدونَ حـيـاءً كلما زعموا والـضاحكونَ على نفسٍ وقدْ علموا والـمـقـسـمونَ وقد أخزاهمُ القسمُ والـعـاجزونَ وكلُّ العجزِ ما نظموا والـتـائـهونَ نهاراً حيثما اقتحموا والـمـسـقطونَ لأدنى خَصْلَةٍ تَصِمُ والـلاهـثـون ولا جـهدٌ ولا هرمُ والـراكـبـونَ لـعـودٍ أنـه سنمُ إذا مـشـوا قعدوا أو عمّروا هدموا أو مـجّـدوا أنزلوا أو أسمحوا نقموا أو قـطّعوا كسروا أو حركوا جزموا أو أعـلـنوا سكتوا أو قُطعوا سَلِموا أو أسهبوا اختصروا أو غادروا قدموا أو أجـملوا فصَّلوا أو أغدقوا حرموا قصداً ومعنىً فقلْ لي كيف يرتسمُ؟! ظـنـاً وجهلاً فقلْ لي كيفَ نبتسمُ؟! وقـد تـبـراَ مـنها الحرفُ والقلمُ لأقـسـمـوا رأيَ عـينٍ أنها الهرمُ لا فـرق فـيه إذا الجهَّال قد حكموا والـصـبـحُ لـيلٌ فلا نورٌ ولا قيمُ وأنـكـرتْ عـامداتٍ سودَها الظُّلَمُ وانـفـضْ يـديكَ فلا جود ولا كرمُ قـد شـابَ دهـركِ لا حبٌّ ولا نغمُ تـدريـنَ أعـظـمُ قـولاً أنهم خَدَمُ هـذي تـشـير وتلك الصامتاتُ فمُ | الألمُ