رسالةُ أُمِّي تَعَلَّمَ ...
29آب2009
شريف قاسم
شريف قاسم
أمـسـيْـتُ أقـرأُ مـا أُريـدُ كـلُّ الـحـروفِ عـرفْـتُها ، ونظمتُها وأعـدْتُ أيَّـامـي الـتـي أَودعْـتُـها أرأيْــتَ أُمِّــيًّــا أفــاقَ ، وشـدَّه فـمـضـى بـخـطـوٍ ثابتٍ لـم يُثْنِه يـحـدوهُ إنْ ذهـبَ الـنَّـهـارُ بشمسِه وأتـى الـضِّـيـاءُ بـأنـسِـه وبعلمِه ورضـيـتُ دنـيـاهُ الـكـريـمـةَ إنَّه إنِّـي أنـا الأمـيُّ نـادتْـنـي الـعلى لـبَّـيْـتُـهـا ، وأتـيتُ أستسقي الهدى فـالـعـلـمُ أسـمى غايةٍ تُرجَى . فَمَنْ ولـقـد كـفـانـي مـامضى من غفلةٍ وأسـيـرُ كـالأعـمـى ، فما أدري لمَن حـسـبـي سـؤالُ الـنـاسِ عمَّا أبتغي والــيـومَ أقـرأُ مـا أراهُ كـأنَّـنـي كـم ذا أسِـفـتُ عـلـى زمانٍ لم تزلْ إذْ فـاتـنـي ركـبُ الـتَّعلُّمِ ، وانقضى وجـلـسْـتُ والآهـاتُ تـنـبـئُ أنَّه هـاهـم أُصَـيْـحـابُ الـطـفولةِ إنَّهم بـالـعـلـمِ قد نالوا المراتبَ ، وارتقوا أٍفـي عـلـى نـفـسي أضعْتُ فخارَها كـم قـيـل لي : هذي المدارسُ أشرعتْ والـعـلـمُ نـورٌ ، والـجـهـالةُ ظلمةٌ كـم مـن أخٍ ، وأبٍ أتـانـي نـاصحًا لـكـنَّـنـي مـاكـنتُ أسمعُ نصحَهم حـتَّـى فُـجـعـتُ عـلـى أذى أُمِّيَّةٍ فـقـضـيْـتُ أيَّـامـي بـمهمهِ وحشةٍ أمـيَّـةُ الإنـسـانِ تـلـغـي وعـيَـه فـهـي الـقـيـودُ الـمـثقلاتُ لسعيِه فـالـجـهـلُ والأمـيًَّـةُ انـكـفأَ العَلا ومَـن ارتـضـى هـذيـن أدركَ فيهما ويـرى بـسـوقِـهـمـا الـتَّبارَ لرفعةٍ مـنـحَ الإلهُ ــ وجلَّ في عليائه ــ وأمـدَّ كـلَّ الـخـلـقِ مـن لألائـهـا أُمِّـيَّـةٌ : ومـضـتْ مـسـاحبُ ليلِها كـانـت لأمـتِـنـا شـعارًا ، وانطوتْ وأتـى الـهـدى ، والـعـلمُ فيه فريضةٌ جـعـلـوا الـمـساجدَ والبيوتَ مدارسًا واسـتـفـتـحـوا بـالنُّورِ منهجَ سعيهم وإذِ الأعـاربُ سـادةُ الـدنـيـا ، وإذْ وبـه ارتـدى الأمـيُّ أجـمـلَ حـلَّـةٍ هـاهـم كـبـارُ الـسِّـنِّ لمَّـا جاءهم عـادوا وبـالـصَّـبـرِ الـطويلِ تعلموا وإذا بـشـيـخٍ جـاوزَ الـخـمسينَ في ويـقـولُ ، والأمـلُ الـوريـفُ يُـظلُّه والـيـوم والأقـلامُ تـمـلأُ جـعـبتي ووجـدْتُ نـفـسـي قـارئًـا أو كـاتبًا فـرفـعْـتُ شـكـري لـلإلـهِ مع الثَّنا جـلَّ الـذي جـعـلَ الـتَّـعـلُّمَ واجبًا فـالـعـلـمُ يـحـيي مايبورُ من النُّهى فـإذا بـه يـفـتـرُّ أخـضـرَ زاهـيًا ولَّـى الأُوامُ ، وطـيَّـبـتْ أفـنـانَـها والـمـرءُ زيـنـتُـه الـعلومُ ، ومنطقٌ يـهـفـو لأعـلاقِ الـلآلـئِ نُـضِّدتْ يُـغـنـي مـن الـعـلـمِ المفيدِ يراعَه يــتــلــدَّدُ الأمـيُّ فـي إقـدامِـه لـكـنَّـه بـالـعـلـمِ يُـهـرعُ فارعًا قـد بـارك الـرحـمـنُ بـالـعلمِ الذي وبـه يـعـيـشُ مـكـرَّمًـا فـي قومِه ونـبـيُّـه الأُمـيُّ جـاءَ مـعـلـمًـا | وأكـتبُويـدي عـلـى الـكـلماتِ بابتْ جـمـلاً سـيـقـرؤُها الصّديقُ ويطربُ زمنَ الطفولةِ ــ ويحها ــ كم تعذبُ !! حـبُّ الـتَّـعَـلُّـمِ ، والـتَّعلُّمُ مركبُ !! كـبـرٌ يـلازمُـه ، وشـعـرٌ أشيبُ !! لـيـلٌ بـأوَّلِـه الـمـعـارفُ تـطلبُ وبـدا بـيـسـؤدُدِه فـأدبـرَ غـيـهبُ مـا أبـتـغـي فـي غـدوتي أو أرغبُ هـيـهـاتَ يـنـكـرُها الفتى المتوثبُ فـلـديـهِ لـلـقـومِ الـظِّماءِ المشربُ لـفـخـارِه طـولَ الـمدى لايطلبُ !! وعـن الـتَّـعَلُّمِ ــ ويحني ــ أتنكبُ هـذي الـكـتـابـاتُ الجميلةُ تُنسَبُ !! وأظـلُّ مـن وهـمٍ طـغـى أتـهـيَّبُ أبـصـرْتُ مـن بـعدِ ألأ‘مى ما يُحجبُ فـي الـحـلقِ غصَّتُه تجيءُ وتذهبُ !! عـهـدُ الـشَّـبـابِ ، وعمرُنا يتقلَّبُ !! غـيـري تَـعَـلَّـمَ إذْ جـفاني الموكبُ صـاروا رجـالاً شـأوُهـم لايُـركـبُ أمَّـا أنـا فـمـع الـجـهـالـةِ ألـعبُ والـفـخـرُ فـي القيمِ الرفيعةِ يُطلبُ أبـوابَـهـا ، فـعـلامَ مـنها تهربُ !! والـقـلـبُ مـن نـبـعِ التَّعلُّمِ يشربُ وأحبتي ــ واحسرتي ــ كم أسهبوا !! بل كنتُ ــ واأسفي ــ عليهم أغضبُ مـمـقـوتـةٍ مـنـهـا المثالبُ تُحربُ وعــلـيَّ كـلُّ سـهـامِ÷ا تـتـألَّـبُ وتــردُّ مَـن لِـسُـمُـوِّه يـتـأهـبُ وبـهـا الـمـآخـذُ إنْ سـعى والمثلبُ بـهـمـا ، فـدربُـهما : العنا والغيهبُ مـاكانَ ــ ويكَ ــ عليهما يترتبُ !! تُـرجَـى لأربـابِ الـعـقولِ وتُرغَبُ نـورَ الـحِـجـى لـلناسِ نعمى توهبُ فـمـباعدٌ ــ عن خيرِها ــ ومقرِّبُ والـجـهلُ ــ بالعلمِ المُحفِّزِ ــ يغربُ وإذِ الأنــامـلُ غـاديـات تـكـتـبُ وعـلـى الـهـداةِ الـصِّـيدِ ما يتوجبُ وإلـى يـنـابـيـعِ الـعـلـومِ تواثبوا إنْ شرَّقوا ــ بين الورى ــ أو غرَّبُوا لِـعـلاهُـمُ فـي كـلِّ أُفْـقٍ كـوكـبُ ولـعـلـهـا مـن قـومِـنـا لاتُـسلَبُ ركـبُ التَّعلمِ ــ قبلُ ــ هم لم يركبوا والـيـومَ وافاهم ــ وربِّكَ ــ مركبُ ثـوبِ الـشَّـبـابِ ، وعـزمُه لايُغلبُ قـد نـلْـتُ مـن فيضِ الضِّيا ما أرغبُ والـدفـتـرُ الـمـحـبـوبُ فيه أكتبُ ولـئـن سُـئِـلـتُ فـبـالإجابةِ أُطنبُ فـمـعـلِّـمٌ ربـي الـكـريـمُ مـؤدِّبُ وأثـابَ مَـنْ لـطـريـقِـه يـتـحببُ كـالـمـاءِ فـي قـفـرِ البسابسِ يُسكَبُ وإذا بـأكـنـافِ الأبـاطـحِ تـعـشبُ بـيـدِ الـبـهـارةِ إذ تـفوحُ وتُخصبُ عـذبٌ بـه يـمـلـي الحديثَ ويُطربُ قـولا بـلـيـغـا بـالـفصاحةِ يُعربُ فـبـنـانُـه لـيـراعِـه تـتـحـبَّبُ وتــراه رغـمَ شـبـابِـه يـحـدودبُ يـعـدو ، وتـلـحـفُـه الـمآثرَ هيدبُ يـجـنـيـه مـن بـسـتـانِه المتأدبُ وبـه عـلـيـهـم بـالـمـنافعِ يُحدبُ لـلـعـالـمـيـن ، وهـديُـه لايغربُ | تدأَبُ

