كتابٌ إلى الحبيب

أنمار محمد محاسنة

صلى الله عليه وسلم

أنمار محمد محاسنة *

[email protected]

بحر الطويل

أنـخـتُ عـلى باب الحبيب iiمطيتي
أتـيـتُ وعـنـدي لـلحبيب iiرسالةٌ
دمـوعٌ وأشـواقٌ ... وغـصَّةُ مؤمنٍ
أتـيـتَ إلـى الـدنـيا لتحمل iiأهلها
وتـنـشـر  فـيـنا الدين نهجاً iiكأنه
وتـوسـع  بـالأخـلاق قلباً تراكمت
تـركـت  كـنوزاً في البرايا iiعظيمةً
أسـائلُ قومي اليوم عنك ... فلا iiأرى
فـكـنزك  مرصودٌ ... وفكرك iiمقفلٌ
أيُـطـلـب مـجـدٌ فـي البلاد iiبذلةٍ
سـكـرنـا ... شربنا الذلَّ حتى كأننا
نـبـيـح دماء الحمل ... فهي iiحقيرةٌ
ونـعـبـد  أقـوامـاً يبيحون iiعرينا
نـطـأطـئ رأسـاً عـند كل iiرذيلةٍ
أُحِـلـت ديـارٌ ... واستحِلت iiمحارمٌ
فـيـجـثو  ابتهالاً تحت أقدام iiمومسٍ
وآخـرُ يـلـهـو بـالـنـقود iiتحيلهُ
وشـخـصٌ مـن البترول يصنع iiأمةً
فـقد  صدق العادون في الجهل iiعندما
أيـنـفـع إيـمـانٌ فـؤاداً iiفـجاجهُ
يـظـلّ بـلا خـيرٍ ... يقاتل iiقحطه
سـقـى الله أرضـاً لـلكرامة iiأينعت
وتـسـعف  مكلوماً يرى الموت iiقادماً
تـركـت خـيولي في البلاد جريحة iiً
وجـئـتـكَ  ظمآناً .... وقلبي iiقاحلٌ
فـلـلـدمع  أرواحٌ ... وحسٌّ أثارني
وأجـمـل مـا في الدمع صدق كلامه
فـيـا ربّ ألـبـس أمتي ثوب iiعزّةٍ




























وأنـزلـتُ  حـملاً طالما كنتُ iiأحمله
تـنـوحُ عـلى عصرٍ أناخت iiنوازله
وقلبٌ  من الأحزان ... ما صاح iiبلبله
إلى عالمٍ في الغيب .... أنى iiنطاوله!!
سـحـابة  غيثٍ .... أسعدتنا هواطله
عـليه الخطايا ... وقت زادت iiرذائله
وأولـجـت فـيـنا الفكر كثرٌ iiمناهله
سوى الصمت في الأفواه حطَّت iiقوافله
ولـلـقلب  أسرارٌ ... عصتنا iiغلائله
ويُـنـصَر جيشٌ قد أُبيدت iiجحافله؟!!
نـنـامُ  ... وفي أحضان ذئبٍ iiنثامله
ونـسـجـد إجلالاً ... لمن كان iiقاتله
فـبالعُري نحيا .... والهوانُ iiيجمله!!!
فـالـعيش  يحلو إذ تموت iiفضائله!!!
وشـعـبيَ  سكرانٌ ... نساءٌ iiتغازله!
كـقـطٍّ سكينٍ ... منظر اللحم iiيَشغله!
إلـهـاً  مـن الجاه ... قد بان iiكامله!
يـبـيع  بلاداً ... كي تصان iiمنازله!
أذاعـوا بـأنـا ... خـير من iiيمثله!
كوادٍ من الصفوان .. صلبٌ جنادله(1)
ويـنكر فضل الغيث ... إن هلّ iiوابله
رجـالاً تـذود الـبـغي إن جاء iiأوّله
وكـلّ نـساء الأرض صارت iiأرامله
تـصارع  نزفاً .... لا تجفّ iiسواحله
ودمـعـيَ بـكاءٌ .... ولست iiأخاجله
وصوتٌ  من الألحان ... تشدو iiعنادله
إذا ذاق ثـغـر الـقـلب ما هو iiقائله
ومـجـداً  رفيعاً لا تطال سمائله ii(2)

              

*هندسة اتصالات

(1) الصفوان: الصخر الأملس      الجنادل: الصلب القوي الشديد

(2) سمائل : ما ارتفع من الظلال