دمي رويدك
ابن الفرات العراقي
[email protected]رويـدكَـ يا دمي .فالروحُ نزفُ
وغـادرَ مـاءكَ الـرقـراق بَحرٌ
وشـيَّـعـتِ الغيومَ سماءُ صمتي
وَفـتـقـتِ الـمرارةُ في القوافي
سـمـاؤك غـربـةٌ ذوتِ احتراقا
رويـدك فـالـتـرابُ طـواهُ مدٌّ
وضـمَّ قـنوطَ شمسِك وهي تعبى
وسـافـرَ كـانفلاتِ الصبحِ وجهٌ
ولـمْـلمَ عن ضفافِ الرملِِ خطوٌ
تـمـهـلْ فـانكسارُ العمرِ كَسر ٌ
رويـدكَ.فـالـليالي السودُ حُبلى
سـيـسْـرِقُ ليلَنا عطشُ المآسي
بـنـا يـحـيا اغترابٌ مَدَّ جسراً
تـفـتشُ عن فمي ضحكاتُ أمسي
وتـسـال عـن مواني الحلم كنا
أضـعـنـا مـا بـأيدينا وضعنا
ونـبـحثُ عن طريق الأمن حلماً
ونـأمـلُ أن يـغادي الروحَ سحَّا
ويـطـردُ غـيهبَ الإرهاقِ فجرٌ
ويـغـرقُ بـانحسارِ الوعد شعبٌ
مـتـى والـعـمرُ غادٍ كم ْنعاني
ويـصـحبُ أضلعي صوتي نقيّاً
وأحـضنُ أضلعي فأرى ارتمائي
وَلـفـتْ سـاقـهـا فينا الدواهي
رويـدك يـا دمي ستشيلُ روحي
ويـجـري في الدوالي ماءُ يأسي
وتـشـربـنـا الـمـآتمُ عارياتٍ
رويـدك فـالدروب تسير عطشى
وتـنـقـلُ نـحو بابِ التيهِ ظِلاً
وتـلـبـسُ فـيه جلبابَ الحزانى
وتـسـعـى فالصحارى مُتربات ٌ
وأوديـة الـمـواجـعِ فـاغراتٌ
تـمـهـلْ فـالـمدى قلقٌ بأفقي
وأشـرعـةُ الـلـيـالي متعَباتٌ
ليمسك َ صدري المكسور ضلعي
رويـدك مـتـعَـبٌ قدمي انتثارٌ
طـريـقـي بالفراغ تسير خلفي
لـتـشربَ غابةُ الصحراءِ قطري
وحـيـداَ مـرقـمي عُلقتَ سيفاَ
تُـرصَّـعُ بـالـعـقيقِ لعين راءٍ
وكـنـتَ بـحسم ِ معتركٍ كراها
لـتـصـنـعَ فجرَ ميلاد العوالي
وفـيـك مـلاحمُ الأبطالِ خُطَّتْ
دمـي إعـصـارُ ميدانِ الرزايا
رمـالـي قَـحطُها وجعُ الحزانى
تـمـهـل مـا تبقّى غيرُ بعضى
أفـاجـيْ كـلَّ أرضٍ فـيّ تمشي
تـشـظّـتْ قامتي ورقا انطفائي
فـبـاتَ الـليتُ يسكرُ في شفاهي
فـؤادي والـمدى صرخاتُ يومي
فـغـنـتْ تـحت شرفتنا المعالي
وضـاقـتْ فـي مداري ذكرياتٌ
وسـاورَ مـقـلتي غرقُ الدياجي
وانـي مـا كسرت زجاج عمري
رويـدك كـانَ حـلـماً فيه حُلمي
فـيـا قـلبي اتئدْ فالنبضُ نبضي
وتـرحـلُ عـن غدٍ لا وعدَ يبقى
رويـدك يـا دمـي أنـبتْ فراشاً
وكُـن فـوق الطروسِ شواظَ نارٍ
فـمـهـمـا حـثتِ الأرزاءُ فينا
ومـهـمـا أثـمرتْ دُجُرُ الرزايا
أرحْ جـنـبيك والمسْ تيهَ قفري
أنـا آتـيـكَ حـشـداً من جراحٍ
فـمـاذا قد جَرى فجَرى ارتعافي
فـرُبـةَ لـفـظـةٍ صنعتْ لهيباً
وربّـةَ قـولـة ٍ ألـقـتـك دهراً
فـرُحْـتَ تـفسِّرُ الأحلامَ مُلقىً
وقـد أُنـسيتَ . حتى جاسَ حلم ٌ
وانـكَ مـا اقـتـرفتَ لأيِّ ذنبٍ
تـعـلّـمْ كـيـفَ تَصنعُ كرنفالاً
ولـلـفـاديـنَ حـاشدةُ المعاني
وتـحـشـدُ فـالـوقائع ندْبُ جَدٍّ
فَـصَـوْنـاً لـلترابِ إذا تهاوى
وتـجْـبـهُ أي أمـر فاض مدّا ً
تـرجّـلْ يـا دمي عن كلِّ نزف ٍ
غـداً تـطـويكَ في فمها اللياليوقـلـبُـك ماتَ في جنبيه حَرْفُ
وفـيـهِ تـصـارعُ اللاشيءَ كفُّ
وسـلـسلَ غَصّة َ الشهقاتِ لهفُ
قـرابـيـناً غدتْ مُذْ صاحَ عُنفُ
مـغـانـيـها .ومنها غابَ رِدْفُ
وعـجَّـلَ دورةََ الأنـفاسٍ قََطْف ُ
عـلـى أنّـاتهِ في الصمتِ جُرْفُ
ولـم يـرحـلْ مع الأوهامِ ضَيفُ
بـقـايـا سـاقِ أحـزاني تَخفُّ
بـه آهـآت لـيـلاتـي تـرِفُّ
مـآسـيـهـا وألـقـت ما يسِفُّ
ويـذبَـحُـنـا بها الوعدُ الأشَفُّ
لـغـربـةِ مـوطنٍ تبكيهِ صُحْفُ
ويـسـأل عن عيون الحب طيفُ
نـدامـى .والـظـلال بنا تحف ُّ
فـفـاضـت عـلة فانبتَّ سَعْف ُ
يـكـحِّـلنا .ويدمي الوقتَ ذَرْف ُ
بـقـفـرِ حياتنا في الوهمِ وَكفُ
تـسـامـى .بالرواعدِ يَستخِفُّ
ويـنـأى عـن مواني العمرِ إلف
نـلـوذُ بـفـيئنا والودّ يصْفو ؟
ويـعـلـو فوق طبلِ الموتِ دُفُّ
فـيُـعـقـدُ بينها والروحَ حِلفُ
عـلـى سـاقٍ .وخاصَمنا الأعفُّ
سـواقـي الحزن فيها ضاقَ حتفُ
ويحْفرُ في ضفاف الروح سَيفُ
ويـحْـرقُ واحةَ الأنداءِ قصْف ُ
مُـدمّـاةَ الـخـطى وجعاً تزَفّ ُ
بـهِ بـعـض الـبـقايا تستَشفُّ
ويَـرْسُـمُ لـوحةَ المجهولِ خَوْفُ
ويـطـمَسُ بالرمالِ السمرِ كهفُ
وَحضنُ الصمتِ فيه الوقتُ نِصْفُ
وفـي عـيـنيّ توقا ذاب خَطف ُ
عـلـى أطـلالـها للحزنِ وَقفُ
وفـيـه هـديـرُ نـفسي يُسْتدَِفُّ
عـلـى الـربوات فالأصداء لفُّ
فـلا قـدمي مَشَتْ آو شتَّ خَلفُ
ويـرقصُ في ندى الأوراقِ عزْفُ
عـلى الحيطان فيك الخوفُ يغفو
ويـسـكـنه ببرج الرعب ضعفُ
ويـحـلـو مـنك بالأَعلاجِ ندْفُ
سـمـوّاً.بـالـدمِ الـغالي ترَفُّ
نـضـالاً لا تـمِـلّ ولا تـكفُّ
ويـكـتـبُـه بسطرِ الخلدِ (طَفُّ)
ودمـعـةُ مـتـعَبٍ في الخد تهفو
بـه شـذراتُ أنـفـاسـي تلفُّ
يـمـوتٍ، فـيـه للسارين نوْفُ
وعـاقـرنـي بـسفحِ اليتم قرْفُ
وفـي أنـفاس سوفَ اعتلَّ جوفُ
وأمـسـى يُـستباحُ .فمَنْ يَخِفُّ ؟
بـمـا فـينا اكتوى فاعتلّ وَصْفُ
وكـسّـرَ لـحظةَ النزوات كَشفُ
ولآوى غـربـةَ الـساعاتِ قَذفُ
سـوى أنـي لـنفسي رحت أقفو
عـلى سطحِ الجراحِ الحمرِ يطفو
وأنـتَ مـغـادرٌ فالصمتُ كَيف ُ
وتـلْـقـى عند قبرِ اليوم سُجْف ُ
لـيـهـدأ فـي بلاد الروحِ رَجْفُ
بـه يـنـداحُ في العزماتِ حيفُ
خـطـاهـا . والردى حيناً يَذِفُّ
فـلـنْ يُطفي سراجَ الروحِ وَحفُ
فـكـلّ سـنـيـنِنا مينٌ وَزيفُ
فـأيّ جـراحِ نـفسك سوف ترفو
وَمِـخـلـبُ عـاهتي لدمي يشفُّ
وفيها زلزل الأعداء رَضْفُ (1)
بـجـبٍّ الـوقت واعتقلَ الملَفُّ
وتـنـطرُ مَنْ لك البُشرى يزفُّ
كـرى عـيـن ٍ يـراودُها فخفوا
سـوى كِـبْـراً لِـمَا راموا تعفُّ
وتـحـسِنُ في مدادِ الروحِ رَصْفُ
يُـخـاصِمُ رَهبةَ الأوزانِ صَرْفُ
لـيـجـهض َبالسنا القدسيِّ جلفُ
عـلـى الساحاتِ حيث ُانْهدَّ سَقفُ
ويجْدَع ُ في ارتجاجِ الزحف أنف ُ
فـمـا يُـجْديك في الأمواتِ نزْفُ
ويـبـقـى الـشعرُ حيا لا يَجفُّ

