رسالة شوق
08آب2009
رائد عبد اللطيف
رائد عبد اللطيف
- بمناسبة (القدس عاصمة الثقافة العربية)
يـا ضِـدَّنـا لِـمْ يَعْتَرِيكَ عُرَامُ؟ وكـأنَّـمَـا أنـتَ الإمَـامُ بـذي الدُّنا أَقْـصِـرْ، فـإنِّـي مـا رأيتُ ضَغِينَةً الـنَّـاسُ حُـبُّ واشْـتـيَـاقٌ كـلُّهُم الـشَّـوقُ خَـمْـسَةُ أسْطُرٍ في خَافِقِي - سَـطْـرٌ: لأمـي- يا لَقلبي- غارِقٌ أمِّـي، ومَـدْرَسَـةُ الـحـيـاةِ كتابُها فـي راحـتَـيْـهـا كَمْ صنعْتُ سفينةً فـي راحـتـيـهـا رَتَّبَتْ ليْ أَنْجُمِي - ثانِي سُطورُ الشَّوقِ أكتبُ نَصَّها لـحـبـيـبـةٍ يـحيي الوُرودَ عَبيرُهَا تـتـبـادُلُ الأطْـيَـارُ هَـمْسَ حَدِيثِنَا نَـرْعَـى نـجـوماً في السماءِ خيامُهَا -والـثَّـالِـثُ: الأقْصَى على جُدْرَانِهِ يـا لـيـتَ شِـعري هلْ أنامُ بروضِهِ وأَعـيْـشُ فـي الأقْـصَى أقبلُ أرضَهُ وألـمـلـمُ الآهـاتِ بـيـنَ ضلوعِه - والـرَّابـعُ الـمـخفيُّ بين أَجِندَتِي: ضـاقـتْ بـهِ أرضٌ فَصاحَ مُزمجراً لـمْ يـخـشَ إلا اللهَ.. يـخطِبُ مجدَهُ - والـقـدسُ خـامِـسُهَا- وإنْ أخَّرْتُهَا يـا قـدسُ كـمْ أشـعَـلتِ قلبيَ، لوعةً لا تـحـزنِـي فـيـهودُ تلبَسُ عارَهَا حَـطُّـوا حـمَـالَ حديدِهَمْ، لَمْ يَعرفُوا فـمَـضُـوا حـفـاةً لا حـديدَ يضمُّهُمْ قُـصِّـي ثـيابَ الحزنِ فوقَ رُؤوسِهِمْ مـرَّتْ عـلـى هاماتِ صخْرِك أرجلٌ كـمْ كـانَ أثـقـلَـكِ الـزمانُ بعابِرٍ شُـدِّي عـلـى حـمِمِ الظلامِ عَصائباً يـا قـدسُ يـا أمَّ الـثَّـقـافةِ أبشرِيْ تـعِـبَ الـفـؤادُ مـن الـبِعادِ وقبلَكُم كُـنَّـا عـلـى سُـحُبِ الشَّآمِ نزورُهَا "ثـمَّ انـقـضَـتْ تلكَ السُّنونُ وأهلُها | (1)وكـأنَّـنَـا فَـحْـمٌ، وأنـتَ أو قَـسُّـهـا، أو أنَّـكَ الـحَـاخَـامُ! إلاَّ وفـيـهـا لـلـحـقـودِ ضِـرَامُ إنْ كـانَ (سـامٌ) جـدَّهُـمْ أَوْ (حَـامُ) ضَـاقَـتْ بِـنَـسْـجِ حُـروُفِهَا الأقْلامُ بـدمُـوعِـهَـا يـبْـكِي، ولاتَ فِطَامُ تـحْـنُـوْ ، فـيَـخبُتُ في الفؤادِ سَقامُ أبـحـرتُ فِـيـهـا، والـصِّبَا أوْهَامُ فـنَـمَـا بـأسـودَ خـافـقـيْ الإلهامُ دَنِـفَـاً- وعُـذراً- فـالـحديثُ غَرامُ فـيـمـوتُ شـوقاً- في الكلامِ- كَلامُ فـيـنُـمُّـنَـا بـينَ الغُصونِ حَمَامُ والـحـبُّ فـوقَ الـعـاشقين خِيَامُ كـمْ هَـزَّنـا مـن جـانـبـيهِ سَلامُ فـتـلـفُـنـي فـي حضْنِها الأنْسَامُ؟ وأعــافُــهَـا وتـعـافُـنـي الآلامُ وأضـمُّ مـن صَـلُّـوا بـهِ أو صَامُوا بـطـلُ الـوَغَـى، والـسَّيِّدُ الضِّرْغَامُ حـتـى اهـترتْ من عزمِهِ الأجْسَامُ حـتَّـى ولـو قـيـل الجزا: (إعْدَامُ) فـلِأنَّ مِـسْـكَـ الـعَـاشِقينَ خِتامُ وا حـرَّ قـلـبٍ فـي هَـواكِ يَـهـامُ وسـلـيـلُـهـمْ بـيـدِ الـفداءِ يُضامُ كـمْ حـطَّ فـوق ترابِكِ الأطغَامُ؟! (2) وبـقـيـتِ سـيـفاً والرُّؤوسُ حُطَامُ خـسـئَـتْ يـهـودُ، وشعبُها الأقزامُ فـتَـفَـطَّـرَتْ فـي قَـصدِكِ الأقدَامُ حـتـى أتََـتْـكِ بـنـصـرِهَا الأيامُ وتـحـزَّمِـي فـالـحـقُّ لـيسَ ينامُ فـالأرضُ صِـدْقٌ، والـعـداةُ مَـنامُ قـدْ أوسـعـتْـهُ- سِـهامَها- الأعوامُ فـتَـضُـمَّـنـا وكـأنَّـنَـا أيـتـامُ فـكـأنَّـهـا وكـأنَّـهـم أحـلامُ"(3) | رُخَـامُ!
(1) العُرام: الشدة بالرجل، والمعنى هنا التكبُّر.
(2) الطغام: الوغد، وهو يتطغم على الناس أي يتجاهل عليهم.
(3) البيت لأبي تمام.