زيارات مصورة
01كانون22005
فيصل بن محمد الحجي
زيارات مصورة
شعر :فيصل بن محمد الحجي*
ولـدي يـزورُ حـديقةَ الحيوانِ ويـقـولُ يا أبتي رأيتُ مشاهداً إنـي رأيـت الذئبَ يُظهر بأسهُ ورأيـتُ ديـكاً مُتخماً شبعاً.. ولم وَرَأيـتُ لـيـثـاً خائراً متخاذلاً وَرَأيـتُ صـقـراً غـافـلاً.. وَرَأيـتُ عجلاً.. كمْ يظنُ خواره وَرَأيـتُ دبـاً كـالكثيب ضخامة وَرَأيـتُ ثـيـراناً تشتتَ شملُهم وَرَأيـتُ لـلـحِرباءِ ألفَ عباءةٍ والـثـعلبُ المكارُ يمشي خاشعاً فصرَختُ: فارحلْ يا بنيَّ ولاتزرْ * * * ولـدي يـزورُ مـجالسَ الإنسانِ ويـقـول: يا أبتي رأيتُ مشاهداً إنـي رأيـتُ الجارَ يسرقُ جارَهُ وَرَأيـتُ خِـلاً لا يـكفُ لسانهُ وَرَأيـتُ أسـتـاذاً يـبثَّ جهالة ورأيـت أُمّـاً أهـمـلتْ أبناءَها وكـذا وَرَأيـتُ أبـاً رمى أبناءهُ وَرَأيـتُ جـنـداً غافلين بِلهوهِمْ وَرَأيـتُ ذا مـال يَـضِنَّ بمالهِ وَرَأيـتُ (بـيـاعاً) يغشُ زبُونهُ وَرَأيـتُ شـعروراً يروجُ شعرهُ وَرَأيـتُ بـين الناسِ كيداً فاشياً فصرختُ: فارحلْ يا بنيَّ ولا تزُر * * * ولـدي يـزور مـكاتبَ الأعيانِ ويـقـولُ: يا أبتي رَأيتُ مشاهداً إنـي رأيـتُ الـوغدَ ينشرُ بغيُهُ وَرَأيـتُ أفـاكـاً يـروجُ إفـكهُ وَرَأيـتُ سـلـطاناً بَنى سُلطانَهُ وَرَأيـت مـحكمةً جرتْ أحكامُها وَرَأيـتُ من زعمَ الهداية مغرماً وَرَأيـتُ (مسؤولاً) شرى أوطانهُ وَرَأيـت عـنـترةً يفرُ ويختفي وَرَأيـتُ (فـرعونَ) استبدَّ برأيهِ وَرَأيـتُ قـائد جيشهم في خلوةٍ وَرَأيـتُ مُـؤتمَناً يعبُّ (خزينة) فصَرختُ: فارحلْ يا بنيَّ ولا تزرْ * * * ولـدي يَـزورُ مـساجدَ الإيمانِ ويـقـولُ يا أبتي رأيتُ مشاهداً إنـي رأيـتُ الطفلَ ينسى لهوهُ وكـذا رأيتُ الشيخَ ينسى عجزَهُ وَرَأيـتُ داعـيـةً سرتْ أفكارُه وَرَأيـتُ فـتياناً تُضيء وجوهُهم مـنْ دونـهـا الإنسانُ كالحيوان هـذي قـلاعٌ لـلهدى مذ شيدتْ مـنْ هـا هُنا شق الهدى أكمامهُ مـنْ ها هُنا انطلقتْ بكل عَزيمة مـنْ ها هُنا (سعدٌ) مَشى متحدياً منْ ها هُنا قد سارَ (خالدُ) صادماً مـنْ هـا هُـنـا تبدو لنا آمالُنا بَلْ ها هُنا نُصِبتْ موازين التقى فـيـهـا رجالٌ لا يبالون الوغى سـلهمْ.. وسلْ (جينينَ) كمْ جنوا؟ دَعْ عـنكَ كلَّ الناسِ في أهوائهم هـي أولٌ في كلِّ حال في المدى فـيـهـا العلاجُ لجاهلِ أو جانٍ فالذئبُ أرقى من بني الإنسانِ إن | ويـعودُ يحكي لي كوصفِ عِيانِ تـدعُ الـحـليم هناك كالحيرانِ فـي نـعـجـة مـنهدةِ الأركانِ يـرمِ الـفُـتاتَ لِجارهِ الجوعانِ وعـريـنُـه بـقـيادةِ الجُرذانِ وإنـاثـهُ مفتونة بالبومِ والغربان شـدواً كـشـدوِ بـلابلِ البستانِ ويـظـنُ قـامـته كغصنِ البانِ فـمـحا الهزبرُ عصابةَ الثيرانِ لـتـبـدلِ الأحـوالِ والأزمانِ مـتـظـاهـراً بالزهدِ والإيمانِ فـي العمرِ غيرَ مجالسِ الإنسانِ * * * ويـعودُ يحكي لي كوصف عِيانِ تـدعُ الـحـليم هُناك كالحيران! فـي غـفـلةٍ من أعينِ الجيرانِ عـن غـيـبةِ الأحبابِ والخلانِ بِـمـسـامـعِ الطلابِ والوِلدانِ وتَـشـاغـلتْ بمجالس النِسوانِ بـمـجـاهل التقصيرِ والنسيان وعـدوُّهـم فـي هِـمـةٍ وتَفانِ عـنْ حـاجةِ المسكين والجوعانِ دومـاً ويـسـتـر ذاكَ بالأيمانِ فـي مـدحِ أهل الظلمِ والطغيانِ وتـحـاسـداً وتـنابذَ الأضغانِ فـي الـعمرِ غيرَ مكاتب الأعيانِ * * * ويـعودُ يحكي لي كوصفِ عيانِ تـدعُ الـحـليمَ هُناك كالحيرانِ ويـقولُ: هذا البغيُ من إحسانيِ ويـقـولُ: هذا الإفكُ في القرآنِ بـجـماجمِ الأحرارِ في الأوطانِ بـالـجَـورِ والـتزوير والبهتان بـعـبـادة الإصـنـامِ والأوثانِ ورجـالَـهُ بـالأصـفـر الرنانِ خـوفـاً مـن الفِئران والجُرذانُِ ورمـى بـآراء النَّصوح الحاني ويـقـابـلُ الأعـداء بالأحضانِ كـالحوت..! ثم يقولُ: ما أتقاني! فـي الـعمرِ غير مساجدَ الإيمانِ * * * ويـعودُ يحكي لي كوصف عيانِ تـدعُ الـحـليمَ هُناكَ كالحيرانِ مـتـرنـمـاً بـتـلاوة القرآنِ ويـهـبُ لـلـطاعاتِ كالفتيانِ فـي الناس كالتِرياق في الأبدانِ يـتـمـسـكونَ بِطاعةِ الرحمنِ وإذا ارتـقـى فيصيرُ كالشيطانِ ركـعَ الـضـلالُ لها بكلِّ هَوانِ لِـتـعـمَّ رَحـمتُهُ بني الإنسانِ رايـاتُ فـتـح طـاهرٍ ربْاني كـسرى..! وأطفأ جذوةَ النيرانِ بـالـحق كِبرَ القيصرِ الروماني غـراءَ نـاطـقـة بـكل لسانِ فـتـحـطـمتْ أُحبولةُ الشيطانِ إن جـاء صـهيوني وأمريكاني وسلْ (فلوجَة) الأبطال والفرسانِ والـزمْ رياضَ الخيرِ والإحسانِ دوماً.. وكل الأرضِ صنف ثان! وهـدايـة الـدهـماء والأعيانِ عـاشـوا بـغير المنهجِ الرباني |
* شاعر سوري يعيش في المنفى