رثاء الحياء
*رثـاء الحياء
شعر :فيصل بن محمد الحجي
قبل طغيان (موضة) لـُبْـس المرأة للبنطلون في هذا الزمان ... عندما كان الشاعر الفرنسي / فيكتور هوجو / سائراً في طريقه رأى على الرصيف نساءً يرتدين البنطلون فاشمأزّ منهن ، فنظم فيهن أربعة أبيات من الشعر .. هذه ترجمتها : ( هـؤلاء النسوة منظرهـنّ مخيـف ، يلبسن أنابيـب كالمداخـن ، إنـّنـي لا أرضى بذلك ، ولكنـّنـي أقول يا بولون : لم أفهم قط فينوس في بنطلون ... )
تلك كانت نواة ما يُسمّى بالفتاة العصريّة التي تؤثر الشارع على المنزل ، والشهوات على الأخلاق ، والفوضى على النظام ، والدنيا على الآخرة .....:
نـفـرَ الألِـيـفُ مِـنَ مــاذا تــرى عـيـنـايَ – وا هـلْ أنـتِ لـيْـلـى ؟ أوْ جـذو سـاقـاكِ مِـدْخـنـتـان ِ في ال عَــيْــنـاكِ غـائِـرَتـان ِ أُغ قـدْ كـانَ لـحْـظ الـعَيْن ِ يَصْ فــغــدا يُــقـزِّزُ مَـنْ يَـرا وَ الـوَجْـهُ .. أيْـنَ الوَجْهُ ؟ صا الـوَجْـهُ كَـالـدَّرْبِ الـمُـلـط بــغـرائِـبِ الأصْـبـاغ ِ أشْ وَ الـجـسْـمُ شـاهَ مِـنَ الـتعرِّ مـا عـادَ- يَـعْـصِفُ بي – لهي مِـنْ أجْـل ِ مـاذا يَـعْـبَثُ (السَّ وَحِــذاؤكِ الـعـالِـي الـعـري لِـلـمَـشْـي ِ تـنـتـعِـلـينَ أمْ قــدْ فــرَّ ( قــيْـسٌ ) إذْ رآ تــبــاً لِـحِـسٍّ مُـسْـتـعـا قـالـوا : هُـوَ الـجـنسُ اللطِي لــيْــلـى ! وَدَاعـاً قـدْ ذوَى أنــا لا أُريــدُكِ لــعــبـة ً تـلـهـو بـهـا أيْـدي ( الـكُفيْ وَ كـأنـمـا (الـمُـودَيْـلُ ) مَع وَ (الـمـوضـة ُ) الـرَّعـناءُ قدْ أيْــنَ الأُنــوثـة ُ وَ الـحَـيَـا أنـا لا أُريـدُ ُ سِـوَى الـتـقـى أنــا لا أُريــدُ سِـوَى الـوئـا خـدَعُـوكِ فِـي دَعْـوَى الـتحَرُّ وَ جُـنِـنـتِ فـي دُنـيا ( المَظا صِـرْتِ الـغـريـبَـة َ يـا قري سَــلـبُـوا جَـمـالـكِ و اتـزا وَ غــدَتْ زيـاراتُ (الـصَّـوا تــدْعـو وَ تـدْعَـى .. إنـمـا رُحْــمــاكِ فـي زَوْج ٍ وَ فـي أ نــعِـيـشُ كَـالـغـرَبـاءِ دا فـي بَـيْـتِـنـا نـحْـنُ الضُّيو لــيْـسَـتْ كَـرَبـةِ مَـنـزل ٍٍ حَـتـى عَـرانـا مِـنْ (طـعـا فــبَـنـوكِ يَـفـتـقِـرونَ يـا ثـوبـي لِـرُشـدِكِ .. وَ اخرُجي تـوبـي إلـى الـرَّحْـمـن ِ - يا عُـودي إلـى إلـدَّرْبِ الـقـوي لــوْ ضـمَّـنـا كَـهْـفٌ وَ مـا وَ هَـمـى الـصَّـفـاءُ على القلو لــرَأيْـتُ كَـهـفِـي جَـنـة ً فـانـأيْ عَـن ِ الـزَّيْـفِ الـمُقن وَ خـذي الأصـالـة َ مَـنـهـجَاً |
الألِـيفْ
|
لـمـا رأى الـشّـبَـحَ عَـجَـبَاهُ – في الزّمَن ِ الطريف؟! عُ الـنـخـل ِ في فصْل ِالخريف؟ بـنـطـال ِ فـي الـزِّيِّ السّخِيفْ رقـتـا ب (مِـكْـيَـاج ٍ) كَـثِيفْ رَعُ كَـالـسِّـهـام ِ أوْ الـسُّيُوفْ هُ .. وَهَـكَـذا الـبَـلوى صُنوفْ رَ مُـنـكـراً .. وَ الـشَّـعْرُ لِيفْ خ ِ .. حَـوْلـهُ ألـفـا رَصِـيفْ بَـهَ وَجْـهُـهَـا وَجْـهَ الـخرُوفْ ي .. يَـطـرُدُ الـثـوْبَ الخفِيفْ بُ الـشِّعْر ِ لوْ (سَقطَ النصِيفْ)(1) بَّـاكُ) بـالـجـسْـم ِ الرَّهِيفْ ؟ ضُ ِ كَـأنـهُ ( ضـبٌّ) مُـخِـيفْ لِـلـرَّفـس ِ وَ الضرْبِ العَنِيفْ ؟ كِ .. وَ راحَ يَـصْرُخُ : يا لطِيفْ ! ر ٍ أوْرَثَ الـبَـدْرَ الـخـسـوفْ فُ .. وَ قـدْ غـدا الجنسَ المُخِيفْ حُـبِّـي .. وَ فـي قـلـبي نزيفْ بَـيْـنَ الـوَصِـيـفةِ وَ الوَصِيفْ ر ِ) تغوصُ في الشعر ِ الصَّفِيفْ(2) بُــودٌ .. وَ عـابـدُهُ كَـفِـيـفْ نـابَـتْ عَـن ِ الـدِّيـن ِ الحَنِيفْ ءُ ؟ وَ أيْـنَ مَـنهَجكِ الحَصِيف ؟ وَ الـوُدِّ وَ الـحُـسْـن ِ الـنظِيفْ م ِ يَـصُـونـهُ قـصْـدٌ شـريفْ ر ِ .. إنـهُ شَـرَكُ الـضـعِـيفْ هِـر ِ) .. شَـدَّكِ الـمَوْجُ العَنِيفْ بَـة ُ.. كَـمْ بَـكَى قلبي الأسِيف ! نـكِ .. وَ اشْـتـكَى مالي النزيفْ حِــبِ) شـاغِـلَ الأُمِّ الـرّؤوفْ أطـفـالـهـا رَهنُ الصُّروفْ(3) طِـفـل ٍ يَـضِـيعُ على الرَّصِيفْ خِـلَ بَـيْـتِـنـا رغمَ الأنوفْ ؟ فُ .. وَ لا نـكَـرَّمُ كـالـضيوفْ تـرْفـو وَ تطهو .. أوْ تضِيفْ(4) م ِ الـسُّـوق ِ) زُهـدٌ أوْ عـزوفْ لـيْـلـى إلـى الأُمِّ الـعَـطوفْ فـوْراً مِـنَ الـتـيـهِ الـمَخوفْ لـيْـلـى – إلـى الـرَّبِّ اللطِيفْ م ِ فــإنــهُ أوْفـى حَـلـيـفْ فــي كَـهْـفِـنـا إلاّ رَغِـيـفْ بِ وَ خـيَّـمَ الـظـلُّ الـوَريـفْ تـرْبـو عـلـى القصر ِ المُنِيفْ ع ِ بـاسْـم ِ (إبْـداع ٍ طـريـفْ) إنَّ الأصــالــة َ لا تــزيـفْ |
الـمُخِيفْ
نـفـرَ الألِـيـفُ مِـنَ مــاذا تــرى عــيـنـايَ – وا هــلْ أنـتِ لـيْـلـى ؟ أوْ جـذو سـاقـاكِ مِـدْخـنـتـان ِ فـي الـ عَــيْــنـاكِ غـائِـرَتـان ِ أُغـ قـدْ كـانَ لـحْـظ الـعَـيْن ِ يَصْـ فــغــدا يُــقــزِّزُ مَـنْ يَـرا وَ الـوَجْـهُ .. أيْـنَ الـوَجْهُ ؟ صا الــوَجْـهُ كَـالـدَّرْبِ الـمُـلـط بــغــرائِـبِ الأصْـبـاغ ِ أشْـ وَ الـجـسْـمُ شـاهَ مِـنَ الـتـعرِّ مـا عـادَ- يَـعْـصِفُ بي – لهيـ مِـنْ أجْـل ِ مـاذا يَـعْـبَثُ (السَّـ وَحِــذاؤكِ الـعـالِـي الـعـريـ لِـلـمَـشْـي ِ تـنـتـعِـلـيـنَ أمْ قــدْ فــرَّ ( قــيْــسٌ ) إذْ رآ تــبــاً لِــحِـسٍّ مُـسْـتـعـا قـالـوا : هُـوَ الـجـنـسُ اللطِيـ لــيْــلــى ! وَدَاعـاً قـدْ ذوَى أن_ـا لا أُري_ـدُكِ ل_ـع_ـب_ـة ً تـلـهـو بـهـا أيْـدي ( الـكُفيْـ وَ كـأنـمـا (الـمُـودَيْـلُ ) مَـع وَ (الـمـوضـة ُ) الـرَّعـنـاءُ قدْ أيْــنَ الأُنــوثــة ُ وَ الـحَـيَـا أنــا لا أُريـدُ ُ سِـوَى الـتـقـى أنــا لا أُريــدُ سِــوَى الـوئـا خـدَعُـوكِ فِـي دَعْـوَى الـتـحَرُّ وَ جُـنِـنـتِ فـي دُنـيـا ( المَظا صِـرْتِ الـغـريـبَـة َ يـا قريـ سَــلــبُـوا جَـمـالـكِ و اتـزا وَ غــدَتْ زيــاراتُ (الـصَّـوا تــدْعــو وَ تـدْعَـى .. إنـمـا رُحْــمــاكِ فــي زَوْج ٍ وَ فـي أ نــعِــيـشُ كَـالـغـرَبـاءِ دا فـي بَـيْـتِـنـا نـحْـنُ الـضُّيو لــيْــسَـتْ كَـرَبـةِ مَـنـزل ٍٍ حَــتـى عَـرانـا مِـنْ (طـعـا فــبَــنـوكِ يَـفـتـقِـرونَ يـا ثـوبـي لِـرُشـدِكِ .. وَ اخـرُجي تـوبـي إلـى الـرَّحْـمـن ِ - يـا عُــودي إلـى إلـدَّرْبِ الـقـويـ لــوْ ضــمَّـنـا كَـهْـفٌ وَ مـا وَ هَـمـى الـصَّـفـاءُ عـلى القلو لــرَأيْــتُ كَـهـفِـي جَـنـة ً فـانـأيْ عَـن ِ الـزَّيْـفِ الـمُقنـ وَ خـذي الأصـالـة َ مَـنـهـجَـاً |
الألِـيـفْ
|
لـمـا رأى الـشّـبَـحَ ـعَـجَـبَاهُ – في الزّمَن ِ الطريف؟! ـعُ الـنـخـل ِ في فصْل ِالخريف؟ ـبـنـطـال ِ فـي الـزِّيِّ السّخِيفْ ـرقـتـا ب (مِـكْـيَـاج ٍ) كَـثِيفْ ـرَعُ كَـالـسِّـهـام ِ أوْ الـسُّيُوفْ هُ .. وَهَـكَـذا الـبَـلـوى صُنوفْ رَ مُـنـكـراً .. وَ الـشَّـعْـرُ لِيفْ ـخ ِ .. حَـوْلـهُ ألـفـا رَصِـيفْ ـبَـهَ وَجْـهُـهَـا وَجْـهَ الـخرُوفْ ي .. يَـطـرُدُ الـثـوْبَ الـخفِيفْ ـبُ الـشِّعْر ِ لوْ (سَقطَ النصِيفْ)(1) ـبَّـاكُ) بـالـجـسْـم ِ الرَّهِيفْ ؟ ـضُ ِ كَـأنـهُ ( ضـبٌّ) مُـخِـيفْ لِـلـرَّفـس ِ وَ الـضرْبِ العَنِيفْ ؟ كِ .. وَ راحَ يَـصْـرُخُ : يا لطِيفْ ! ر ٍ أوْرَثَ الــبَـدْرَ الـخـسـوفْ ـفُ .. وَ قـدْ غـدا الجنسَ المُخِيفْ حُـبِّـي .. وَ فـي قـلـبـي نزيفْ بَـيْـنَ الـوَصِـيـفـةِ وَ الوَصِيفْ ـر ِ) تغوصُ في الشعر ِ الصَّفِيفْ(2) بُــودٌ .. وَ عــابـدُهُ كَـفِـيـفْ نـابَـتْ عَـن ِ الـدِّيـن ِ الـحَنِيفْ ءُ ؟ وَ أيْـنَ مَـنـهَجكِ الحَصِيف ؟ وَ الـوُدِّ وَ الـحُـسْـن ِ الـنـظِيفْ م ِ يَـصُـونـهُ قـصْـدٌ شـريـفْ ر ِ .. إنـهُ شَـرَكُ الـضـعِـيـفْ هِـر ِ) .. شَـدَّكِ الـمَـوْجُ العَنِيفْ ـبَـة ُ.. كَـمْ بَـكَى قلبي الأسِيف ! نـكِ .. وَ اشْـتـكَـى مالي النزيفْ حِــبِ) شــاغِـلَ الأُمِّ الـرّؤوفْ أطـفـالـهـا رَهـنُ الصُّروفْ(3) طِـفـل ٍ يَـضِـيـعُ على الرَّصِيفْ خِـلَ بَـيْـتِـنـا رغـمَ الأنوفْ ؟ فُ .. وَ لا نـكَـرَّمُ كـالـضـيوفْ تـرْفـو وَ تـطهو .. أوْ تضِيفْ(4) م ِ الــسُّـوق ِ) زُهـدٌ أوْ عـزوفْ لـيْـلـى إلـى الأُمِّ الـعَـطـوفْ فـوْراً مِـنَ الـتـيـهِ الـمَـخوفْ لـيْـلـى – إلـى الـرَّبِّ الـلطِيفْ ـم ِ فــإنــهُ أوْفـى حَـلـيـفْ فــي كَــهْـفِـنـا إلاّ رَغِـيـفْ بِ وَ خــيَّـمَ الـظـلُّ الـوَريـفْ تـرْبـو عـلـى الـقصر ِ المُنِيفْ ـع ِ بـاسْـم ِ (إبْـداع ٍ طـريـفْ) إنَّ الأص_ـال_ـة َ لا ت_ـزي_ـفْ |
الـمُـخِيفْ
الهوامش:
* من ديوان (دموع الرجال) الماثل للطبع.
(1) سقط النصيف : إشارة إلى قول النابغة الذبياني : سقط النصيف ولم ترد إسقاطه فتـنـاولـتـه واتّـقـتـنـا بالـيـد ...........
(2) الكفير :أيْ الكوافير وهو مـُزيِّن النـِّساء .
(3) الصروف : أحداث الزمان .
(4) ترفو : تـُصلِح الثياب .
تـُضِيف : تهتم بالضيوف