مرثاة أخيرة

 

فراس الأتاسي

كلما قلنا عاش الوطن

مات وطن

غريب كم يعشق شعبنا

تجهيز الكفن !!

أيا شعباً عاش على الأغنيات

يكفيك شجن

آلآن حان وقت حساب طغاةٍ

من شعبٍ انسجن

 اليوم يا وطني .. يموت الوطن

وغداً جنازة كبرى يذكرها الزمن

القدس والرافدين حصيلة اليوم

وغداً نشيع دمشقَ وعدن

ماتت النخوة .. وصدئت السيوف

إن فسد الرأس يا وطني ...

لن يقاتل البدن

أتحلمون بيوم فتح قريب وسلاحكم

سرج على ظهوركم وفي الرقبة رسن ؟؟!!

هذه أمة عاهرة

استلذها كل أفّاق بلا سكن

ما وجدت وقتاً لتغتسل

وعشش في إبطيها العفن

اليوم يبكيك خالد والقعقاع

وينتحب سيف بن ذي يزن

أين لك من طبيب يداوي

وقد أصاب أطبائك الوهن ؟؟

هذي مرثاتي الأخيبرة لك

فأنا لا أعلم لماذا أرثيك .. ولمن ؟؟

هذه الدمعة الأخيرة عليك

فلن أبكي من بيعت للصعاليك بلا ثمن 

عربٌ .. شممٌ .. إباءٌ وعزةٌ !!!

مللت قصائد فخركم ورقصكم وقت المحن

أليس الرجال زمن الملمات قد وجدوا ؟

واليوم أتيتم انتم .. بلا زمن !!! 

أيا أولاد الزنا قد ماتت أمكم

وأقفل بيت الدعارة .. كفى نحيباً ..

فابحثوا عن سكن

ليس لكم اليوم في الأمر ناقة ولا جمل

ليس لكم اليوم سوى التصفيق لمن رقص فحجل

الأمر اليوم لكلك أفاق أتى

الأمر اليوم لعباد العجل والوثن

أيا شعبا تربى على الأمنيات ..

 كفاك خنوعاُ و شجن

انتفض .. كن آية ...

اليوم تعرف الرجال

اليوم وقت المحن

27/يناير/كانون الثاني/2003