نذير!

د. محمد ياسين العشاب

د. محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب

[email protected]
مـن  ذا الـذي مَزَّقَ الدُّنْيَا iiوأَوْصَالِي
اَلـنَّـفْـسُ  قَدْ أَعْقَبَتْنِي أيَّ قَاصِمَة iiٍ
يَـالَـيْـتَ  لِـي هِمَّةً أَسْمُو بِهَا iiأَبَدًا
يَـارَبِّ  آلَامُـنَـا زَادَتْ iiورَوْعَـتُنَا
دَهَـا  الْـبَـرِيَّـةَ يَـوْمٌ شَانَهُ iiحَزَنٌ
وجَـلَّـلَ  الأرضَ لَـيْلٌ لا مَثِيلَ iiلَهُ
وَأَدْرَكَ الْـبَـغْـيُ مُـخْـتَالًا iiفَأَهْلَكَهُ
*                *                ii*
يَـا  أُمَّـةَ الْمُصْطَفَى الْهَادِي وَعِتْرَتَهُ
لَـوْ  مَـا فَطِنْتُمْ لِمَا قَدْ حَلَّ iiفَاعْتَبِِرُوا
نَـامَ  الـرِّجَـالَ حَيَارَى وَاسْتَبَدَّ iiبِهِمْ
كُـرْهًـا  لِكُلِّ ضِيَاءٍ سَاطِعٍ، iiوَرِضًى
وَيَـا  بُـنَاةَ صُرُوحِ الأَمْسِ قَدْ iiهُدِمَتْ
فـأَصْـبَـحَـتْ لا تُـرَى إلا مآثرُها
وَأَيْـنَ مَـا كَـانَ يَـا أَحْـبَابُ iiبَيْنَكُمُ
ومـا رَأَيْـتُ كـأَهْوَاءِ النُّفُوسِ رَدًى
مـا  كنتُ أَحْسِبُ أَنْ أَحْيَى iiفيُدْرِكَنِي
وَهَـذِهِ أُمَّـتِـي بَـاتَـتْ iiمـجَـلَّلَةً
تَـهُـدُّ  بـالـيَـدِ بُـنْـيَانًا بَنَتْهُ iiيَدٌ
كَـمْ  هِمَّةٍ ضَعُفَتْ فاسْتَسْلَمَتْ iiوهَوَتْ
ومـن نَـأَى عـن سَبِيلِ اللهِ كيف iiله
*                *                ii*
يَـا  أُمَّـةَ الْمُصْطَفَى الْهَادِي وَ عِتْرَتَهُ
دَعَـاكُـمُ اللهُ لـلـخَـيْرَاتِ iiفالْتَمِسُوا
و  لَـوْ أَتَـيْـتُمْ حبيبَ اللهِ إِذْ iiنَسَفَتْ
وإذ ظَـلَـمْـتُـمْ بسُوءِ الظَّنِّ أنفسَكم
لَاسْـتَغْفَرَ  المصطفى البَرُّ الأَمِينُ iiلَكُمْ
تُـوبُـوا  إِلَـيْـهِ وعُودُوا يَهْدِ iiأَفْئِدَةً
لَـوْ مـا سَـأَلْتُمْ بنُورِ الخَلْقِ iiرَحْمَتَهُ
سـيـرُوا إِلَـيْـهِ فَـإِنَّ اللهَ ذُو iiكَرَمٍ
إن الـذيـن تَـوَلَّـوْا عنهُ ما iiعَلِمُوا
"إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ" وَإِنْ تَرِدُوا































وضَـيَّعَ الْفَهْمَ مِنْ عَقْلِي وَمِنْ بَالِي ii؟!
غَـدَوْتُ  مِـنْ شَرِّهَا فِي شَرِّ iiأَحْوِالِي
إِلَـى الْهُدَى، وتُقِيمُ الخَيْرَ في حَالِي ii1
عَـادَتْ  وأَهْـوَاؤُنَـا نَـادَتْ iiبِأَهْوَالِ
وحَـمَّـلَ  الْـخَـطْـبُ دُنْيَانَا iiبِأَثْقَالِ
وحـطَّـمَ  الـذُّلُّ فينا عِزنَا الْعَالِي ii2
وَاحْـتَـلَّ ظـلْـمًـا وَإِذْلاَلاً بِإِذْلاَلِ !
*                *                ii*
يَـا صَفْوَةَ النَّاسِ كُنْتُمْ خَيْرَ أَمْثَالِ ! ii3
فَـإِنَّ  هَـذَا الـثَّـرَى يَا قَوْمَنَا iiغَالَي
هَـمُّ اْلَـحـيَـاةِ وَقـلْبٌ بِالأَسَى بَالِي
بـكُـلِّ  ظَـنٍّ سَـقِـيـمٍ غَيْرِ iiفَعَّالِ
تِـلْكَ  الصُّرُوحُ وَضَاقَ الْحَالُ iiبِالْحَالِ
كــأَنَّ زَاهِـيَـهَـا أَدْرَاسُ iiأَطْـلَالِ
ضـيَّـعْـتُـمُـوهُ  فـضُيِّعْتُمْ بإِهْمَالِ
وَلَا  حَـيَـاةَ لِـسَـاهٍ شَـارِدِ iiالْـبَالِ
عَـهْـدُ الْـهَـوَانِ وَقَلْبِي فَارِغٌ iiخَالِي
بِـالْـعَـارِ بَيْنَ الْوَرَى تَمْشِي iiبِأَغْلاَلِ
جـادت بـعِـزٍّ ، وتُرْدِي مجدَ iiأجيال
سـرى  بـها الذُّلُّ مِنْ وَهْنٍ إلى iiتَالِي
لا يـسـتـكـيـن لـوَهْن منه iiقَتَّالِ
*                *                ii*
ويـا  أَحِـبَّـاءَهُ يـا خـيـرَ آمال !
هُـدَى الـصِّـرَاطِ بـإِقْـبَالٍ iiوإِقْبَالِ
آمَـالَـكُـمْ  ضَـيْـعَةُ الأفكارِ والقَالِ
ظُـلْـمًـا  عـظيمًا وزُلْزِلْتُمْ iiبزِلْزَالِ
فـاسْتَغْفِرُوا  رَبَّكُمْ ذَا الطَّوْلِ والنَّالِ ii4
تَاقَتْ  إلى النُّورِ نُورِ الصَّحْبِ iiوالآلِ!
أَذَلَّـكُـمْ شَـرُّكُـمْ فـي كُـلِّ iiأَحْوَالِ
واسْـتَـغْفِرُوهُ  وتُوبُوا تَوْبَةَ الجَالِي ii5
وأَحْـدَثُـوا  فـي الـبَرَايَا شَرَّ iiأَفْعَالِ
مَـوَارِدَ الـنَّصْرِ تَغْدُوا خيرَ أَبْطَالِ ii6

              

الكلمات:span>

  1)1)اَلنَّاصِيَةُ هنا مجازٌ أعني به نفسي، ومن ذلك قوله تعالى في سورة العلق: "كَلاَّ لَإِن لَّمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَة" فنَاصِيَةٍ الثانيةُ مجاز يرادُ به صاحبها، يقالُ فلانٌ ناصيةُ قومه أي رأسهم وعَينُهُم، وأصل الناصية قصاصُ الشعر كقول عائشة رضي الله عنها: ما لكم تَنْصُونَ ميِّتَكُم، أي تمُدُّونَ ناصيَتَه.

    2)جَلَّلَ الأرضَ ليلٌ: عَمَّها.

  3)أي يا أمَّةَ المصطفى عَامَّةً و عِتْرَتَهُ من آل البيت المُنتسبينَ له خاصة، وصَفْوَةُ الناس خِيرَتُهُم، والأمثالُ هنا: الْمُقْتَدَى بهم.span>

&n    4)ذا الطَّوْل: ذا الفضل والمَنِّ، وهي من قوله تعالى في سورة غافر: "شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوِل"، و النَّالُ: الجود والعَطَاء.

    5)الجَالي: من معانيها المُهاجِر .

    6)سورة محمد صلى الله عليه وسلم الآية 7: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّت أقْدَامَكُمْ ".