لو كان الفقر رجلاً !

لو كان الفقر رجلاً !

شعر : د . كمال أحمد غنيم

لم أسمع غير أنين الخطوة تتلوها الخطوة

وصرير الليل يدوي في الأذنين

وبكاؤك ينبت في جوفي

ويردد قولك:

" لو كان.. قتلته!"

وتسيل الدمعة فوق الخدين

***

آه يا سيد قلبي

آه ما أعجز صبري

وأنا مازلت أشاهد خوفي يجتاح الجنبات

يتحالف مع فقري ودموعي

والسيف بكفي مكسور في وجه أزيز الطلقات

***

ناداني..

 (من أنت لترفع صوتك؟!

ولماذا تقحم نفسك في الأهوال؟!

هون من غضبك..

عجزت من دوني الأبطال!)

***

راحت تتململ في صدري الكلمات

"لو كنت.. قتلتك!!"

أدركت بأن السيف سلاح الضعفِ

وأن الدمع سلاح الخوفِ

وأن كلامي محض موات!

***

وانبجست من روحي شعلة نار

ناديتك يا سيد روحي

ناديتك ليلَ نهار

كم أحتاج إلى بارودٍ

كي أنسف هذا الخوفَ؛

وهذا الفقرَ؛

وأنسف نفسي؛

كي تتخلص من هذا العار

***

ورأيتك سيد روحي

تأتيني..

هل جئت تواسيني؟!

ناشدتك ألا تمسح من صدري

أثر النار!

شاهدتك تجمعني بين ضلوعك

ويمينك تمسح فوق القلبِ؛

تهز يميني

وأقبل عينيك وأبكي

ويقينك يجتاح يقيني:

***

(لو كان الفقر يزول لزال

لكن الفقر يُزال !!

ما كان.. سوى شرٍ

والشر رجال!!

ما عجزت عنه الأبطال!

يهزمنا اليوم؛  فنهزمه

والحرب سجال!).