أوتذكرين؟

أوتذكرين؟

شعر : غازي الجمل

"مهداة إلى أم الشهيد (مهند الطاهر) رحمه الله"

أوتذكرين؟

ومهند في مثل عمر الياسمين

لمّا مسحت له الجبين

قم يا حبيبي للصلاة

فالفجر آذن بالدخول

ويهبّ كالشبل الهمام

يسعى ليلحق بالإمام

يتلو بآيات الكريم على الكرام

وهناك قد عرف الحسام

     

أوتذكرين؟

ذاك الجبين

قد شعّ من نور اليقين

قد صار مئذنة الكفاح

فالفجر آذن بالدخول

واليوم صار هو الإمام

يتلو بآيات الجهاد على الأنام

وعلى صخور صموده قد حطّمت كل السهام

فمهند كمهند في الساح ما عرف اللثام

     

أوتذكرين؟

كم كان يحيا بالحنان

فحنانك الفيّاض من نور الجنان

ومضى.. إلى قمم الجبال

ليعلم الأسد النضال

وإذا غلى الشوق الدفين

لحبيبة القلب المصون

واغرورقت منه العيون

يأوي إلى دفء الحنين

أو ذكر شبل من جنين

     

أوتذكرين؟

بحر الرضا

قد غاص في أعماقه.. حتى مضى

فارضي بأحكام القضا

*  *  *

أوتذكرين؟

دعواتك الحرّى له

يا قلب أمك.. يا قمر

يرضى عليك الله تعداد البشر

يرضى عليك الله تعداد المطر

وعداد أوراق الشجر

وإذا بأبواب السماء تفتّحت.. لتلمّه.. وتضمّه.. وتشمّه

كما لممت.. كما ضممت.. كما شممت

لتشعّ أنوار القمر

واهتزّ بالوجد الشجر

دمع السماء قد انهمر

والأرض تبكي والحجر

كما بكى كل البشر

     

أوتذكرين؟

كم كان يعشق أن يصوم؟!

فيقوم في نور النجوم

وتحضّرين له السحور

ويشعّ وجهك بالحبور

ويقوم للماء الطهور

وهو الطهور ابن الطهور

والجوّ في برد شديد

ما زال في عمر الورود

لكنها همم الأسود

     

أوتذكرين؟

تلك الجموع توافدت منذ الصباح

للمسجد الأقصى يناديها بـ (حيّ على الفلاح)

فتغذّ في خطو سريع بانتشاء

أملاً بتلبية النداء

ومهند الطفل الصغير سعى إليه من المساء!!

     

أوتذكرين؟

ومهند في السجن قد شدّوا إساره

ويطل من خلف الحديد عليك يرتقب الزيارة

وتحدثيه عن المنى.. وتحدثيه عن السعادة

ويجيب بالأدب الرفيع

(أمّاه أحلم بالشهادة)