سَـلاماً أَيُّهَا الوَطَن
15أيار2004
د. عبد الحق حمّادي الهوّاس
سَـلاماً أَيُّهَا الوَطَن
شعر : د. عبد الحق حمّادي الهوّاس
سلاماً أيُّها الوطنُ وأذَّن مسجدٌ وهفتْ قلوبٌ ونوَّر طالعٌ وسرى نسيمٌ وصفَّق طائرٌ وصفت سماءٌ ورنَّم شاعر وشذا عبيرٌ وعطّر فجرنا غيمٌ بليلٌ سلاماً حين تحضن سابحاتٌ وحين ينير أو يغفو قميرٌ فتشدو في هواك مردداتٍ سلاماً حين تذبحني وتقسو لأرضك حين يغزوها يبابٌ لفلاحٍ بمحراثٍ قديم لنجمك بازغاتٍ آفلاتٍ لأقلامٍ إذا خطت فآيٌ لناي إن تهادى في رباها لزيتون الحقول وبرتقالٍ لليمونٍ تسربله دمانا لأطفالٍ حجارتهم سهامٌ لثلكى زغردت لما تنادوا لأهلي لفَّهم في الليل دربٌ وتشربهم مدائن كاسَ مُرٍّ لعين تاهت الأحلام فيها سلاماً حين تُذبح محصناتٌ لوجهك ذابلات الورد خجلى فتجثو عند عزمك حافياتٍ ونخبك من دمي معصورُ قهرٍ سلاماً حين يعصرنا أنينٌ وماجت طافحاتٍ من أسانا لطفلٍ عقدة الحكام منه لقبلتك التي أدمت قلوباً * * * سلاماً أيُّها الوطنُ المرامُ سلاماً حين يصمت كلّ شيء سلاماً حين يطوينا سبات وحين يعيد أحمد نبض قلبٍ لأحمد تنحني الدنيا وتجثو لأحمد تكتب الأيام سفراً لأحمد أمةٌ ترنو إليه لأحمد يرتقي المجد المعالي لأحمد ألف ساقٍ شاهداتٍ لأحمد يجلس التاريخ تاجاً لأحمد تطلق الفرسان شأواً لأحمد تشهرُ الأبطال سيفاً لأحمد كل خطب كل صعبٍ لأحمد يشهد الشهداء فخراً لأحمد يجمعُ الشتَّات إلفاً لأحمد ألف أحمد كلّ يومٍ لأحمد رأس شارونٍ قريباً لأحمد ليس نداً من تدانى لأحمد ليس نداً ابن قردٍ هي الويلات تبلونا لأمرٍ ليهنك دعوة كم كنت تدعو ويشهد كل مشتاق شريف هنيئاً ميتةُ الفرسان فخرٌ سلاماً أيُّها الوطن المُعَّنى سلاماً حين أشكو فرط حبي وحين أعيدُ من ذكراك ذكرى سلاماً أرضك الكبرى شموخٌ تُعلِّمُ عزَّ نفسٍ كبرياءً فلسطين الحبيبة ملءُ قلبي وللقدس السلام وألفُ ألفٍ وكبَّر هاتفاً للقدس مني ففي أحضانها مسرى نبي وفي جنباتها شعبٌ أبيٌّ وفي إسلامنا دين يوفّى عقدنا يا محمدُ راية لا وكيف وأنت قائدنا لحقٍّ وأنت زرعت فينا صالحاتٍ وأنت سنام أمجادٍ وعزٍّ |
المباحُ
|
سلاماً كلّمَا طلع وردَّدَ سامعٌ وعلا الفلاحُ ولوَّح راحلٌ وشأى الرواحُ وغرَّد بلبلٌ وسما جناحُ وعبَّ متيّمٌ وشذا المراحُ مُنثٌ والربى سحرٌ وراحُ سماك وحين تنشقك السناحُ وتغزل عشقها الغيدُ الملاحُ يزين جيدها العلمُ الوشاحُ عليَّ وحين يغلبني السماحُ وتصفر في صحاريها الرياحُ تجذّر صارخاً لا تستباحُ تهدهدها المفاوز والبطاحُ أو امتشقت فنارٌ أو رماحُ وناجته الصبا هبوا وصاحوا تضوّع منهما هذا الفواحُ وتعصره السحاباتُ الطِفاحُ تصوّبُ والمدى شدٌّ وساحُ سلاماً أيّها الموت المتاحُ تغيبهم سراباتٌ فساحوا وتجرعهم مداراتٌ فِساحُ وصوَّح جفنها الماءُ القراحُ وتعلنُ عهرها ديناً سجاحُ يساقيها العساكر والقداحُ جنودُ القمعِ ينجبها السفاحُ يقهقهه المصفَّدُ والنواحُ وضجتْ تدفعُ الألمَ الجراحُ وشد حزامه الجسدُ السلاحُ ويفضح ما يضمُّ وما يباحُ عقدنا العزم أن يحيا الكفاحُ * * * سلاماً كلَّما ذرفَ الغمامُ وحين يجلجلُ الذنب النظامُ وحين يخيم القهرُ الظلامُ تعهده التشتت والحمامُ على أقدامه هامٌ فهامُ يجددُ عامَه عامٌ فعامُ وتَخْلده الشهادة والمَقامُ ويصمت عند طلعته الأنامُ علينا حين تقعدنا الجسامُ وترجفُ دولةٌ وهمُ قيامُ ومن كرسيه ابتدأ الضرامُ ومن صولاته امتُشقَ الحسامُ إذا اصطرع التحدي والخصامُ وفي استشهاده احتفل الختامُ وفي استبساله اكتمل الوئامُ يجددُ راية لا تستضامُ وفي ثاراته الموتُ الزؤامُ وليس لظفره المِسخُ اللِّمامُ وليس لنعله اللُّقطُ الطُغامُ وتفرض أنْ ينازلنا اللئامُ وتخشى أنْ يطول بك المُقامُ بأنك فزت ما عشقوا وراموا وعارٌ أنهم بالغدر حاموا سلاماً كلما صلّوا وصاموا وحين أراك دوماً تستهامُ وأحمل هائماً فيما ألامُ رجالُ العزمِ مدرسةٌ كرامُ وينهل من مآثرها الأنامُ ويحلو في فمي عنها الكلامُ على من قال للقدسِ السلامُ دمي عمري عيوني والدوامُ وفي تاريخها أُسْدٌ عظامُ يضامُ المستحيلُ ولا يضامُ وأنّا لا نهون ولا نسامُ نساومُ أيُّها البطل الهمامُ وأنت حبيبنا المثل التمامُ وسنتك المعلِّمُ والإمامُ وأكرمُ مَن به وصف السنامُ |
الصباحُ