مرثية التحدي والكبرياء
منارة الشموخ واليقينمرثية التحدي والكبرياءفي رثاء البطل القائد الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسينحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا
للشاعر/ خضر محمد أبو جحجوح عضو اتحاد الكتَّاب الفلسطينيين عضو رابطة أدباء الشام |
صَعَـــق النَّـعِــيُّ مرارتي ومِدادي |
فتأجَّــجَـتْ مَـرثِـيّـتـي بِعـنـادي |
وتفجَّـــر الدَّمْــعُ الهَـتُونِ مراجـلا |
كَـي يكتَــوي بِـعَـذَابِـهَـا جـلاَّدي |
ونــذرت نفْـسـي للفِـداء ودونَــها |
ـ قبلَ الصُّـعـودِ رخيـصـةً ـ أولادي |
*** *** |
عبدُ العَــزِيـزِ اليَـومَ يصعدُ قـاهِـرا |
زمَــرَ الجُـناة وعصبة الأوغـــادِ |
وأنا عَـلى وجَـعي أصـاول دمعـتـي |
فتـنـدُّ صرخـتُـها تَـحـثُّ جَـوادي |
فهمزت في وهـج الصَّـواعق خافـقـي |
وعشقـت في رهـجِ اللَّظى استشْـهادي |
لاحُــزْنَ بَـعْـدَ اليَـومِ إنَّ شَـهيْـدنا |
عـلَـمٌ تـسـنَّـمَ ذَرْوةَ الأطْـــوادِ |
ومضـى علـى مَـتن العُلا متوشِّـحـا |
حُـلـلَ اليقـيـنِ، وبهـجـةَ الزهَّــادِ |
لكـنَّـه دمْــعُ المُـحِـبِّ مُـولَّــهٌ |
بفُـيـوضِـه وثبـاتـه الـمُـعْــتَـادِ |
*** *** |
عبْـدُ العَـزيـزِ شُـمُـوخـنا وإباؤنـا |
وحبيـبُـنـا ومَـنَـارُنـا المُـتَـهادي |
الحُـور تهتف بِاسْـمه وتُـــذيـقُـهُ |
كَـأسَ المَـحَـبَّـةِ فـي رضـا وودادِ |
وتـهـيَّأت لحَـبِـيْـبـها وحبِـيـبِـنا |
وتـأوَّدت فــي مَـشْـيـها المـيَّـادِ |
وكَـوَاكِـبُ الولْـدانِ طـافَـت حولَـه |
بكـؤوسـها فـي رقَّـة العــوَّادِ |
*** *** |
عبـدُ العَـزيْـز تـعـزَّزتْ أفْـكـاره |
بـمَـواجـعِ القُـوَّاد والأجْـنــادِ |
عبْـد العَـزيـز تـألَّـقَــت أنْـوَارُه |
فـي كلِّ شِـبـر مِـن تُـرابِ بِـلادي |
شـهـد الإلـه بـأنَّـني أحْبَـبَــتُـه |
وضمـمْـتُـه في مُـهجتـِي وفـؤادي |
وعشـقـتُ تربَ الأرض حين يدُوسـها |
عبْـدُ العزيز بـعِــزَّة الأمـجــادِ |
يا رعشَةَ الدَّمْـــعِ السخِينِ بِمُــقْـلَـتِـي |
مِـنْ حُرْقَـةِ الأنْيـــاط والأكْـــبـَـادِ |
أواه مـن دمــع الجَــوى وعَــــذابِـه |
مـن فُـرقـة الأحـبــاب والأسـيــادِ |
صُعقـت عُـيون الفُـلِّ في زهر الرُّبى |
وتحـدَّرت دمْـعَـاتُـها فـي الـوادي |
وأوابدُ الزَّيْـتـون طـأطأ غُـصْنُـها |
حزنـا علـيه ، بغـضبـة الآسـادِ |
نَـزَفَ الجَـلِـيْل وصوّحت أزهاره |
وسهول "يـبنا" والخَـلـيل الصَّـادي |
والقـدس واجمَـةٌ كَـأنَّ دمـوعها |
سـيـلٌ تـحَــدَّر مِـن دم الآبـادِ |
*** *** |
إنْ كـانَ فَـتَّـتَ حِـقْـدُهُـم أشـلاءه |
وتسَـرْبـلَـتْ أرواحُـنَـا بِـحِـدادِ |
فلَـقَـدْ تَـوَحَّـدَت القُـلوبُ بعشْقـهـا |
ويَـقِـينِـهـا وطَـهَـارَةِ الـعُـبَّـادِ |
وتعـاهَـدتْ أنْ يَـكْـتَـوي جــلاَّدُها |
بالمـوتِ يَـحْـصُـرُ سَـائِـرَ الأَبـعاد |
فـي القُـدسِ فـي تَلِّ الربِـيع ومجدلي |
وبـكُـلِّ شِـبْـرٍ مُـثْـخَـنٍ بِـسَـوادِ |
*** *** |
يا أيُّــهــا البطـل المُتـوَّجُ فـي دمي |
فِـي نُـسْـغِ ذاكـرتـي مـع الأوتـادِ |
يا شامـخا فـوق الـذُّرا عـش هانـئاً |
في جنَّـة الفِـرْدوسِ خَـيْـر مـعـادِ |
عـزَّ الإِبَـاءُ وأنْـت تصعَـد راحـلا |
شـمـخَـت بـعـزِّك قـوَّةُ الإعـدادِ |
وحَمَاسُ بعْـدك تَـزْدهي بشُـمـوخـها |
بـقـيـادة ربِّـيَّــةٍ ... وتـنـــادي |
يا أيُّــهـا المجـدُ المؤَثَّلُ فِي دمِــي |
بـتـألُّــق الأحْــفَـادِ ، والأولادِ |
يا أيُّـهـا المجدُ التَّلـيــد ُ هُنَـيـهـةً |
وتـرى بَـشَـائِـرَ عِــزَّة الأجــدادِ |
وعـلـى شُـمُـوخ العِـزِّ يسمقُ فرعُنا |
بِـصـواعـقٍ، وبـوارقٍ ، وجِـهَـادِ |
قسـمُ انتِـقَـامِـي اليَـومَ أُعْـلِنُ واثقا |
بـكـتـائِـبِ القَـسَّـامِ عِـزِّ بِـلادي |
إن طـال هَــذا الـردُّ جاء مُـدمِّرا |
وأصابِـع التَّـفْـجـيـر فـوق زنـادِ |
ويقينـنـا بعْـد المُـهَـيـمـنِ راسخٌ |
بـمـزلـزلٍ، لـيـذُرَّهــم كَـرَمـادِ |
فتجـهَّــزنَّ، تَـقَـدَّمـن تَـفـجَّـرنَّ |
ودمِّــرنَّ حُـثَــالةَ الأحـقــادِ |
هـذي القُـلوبُ تـعَـذَّبَـت وشِـفَاؤها |
عَـمـلـيَّـة قـدسيَّـةُ الإمـــدادِ |
*** **** |
عبدَ العزيـزِ تعَـذَّبَـت روحـي بِـمـا |
نَـزف الفُـؤاد على ربـىً ونـجــادِ |
والأمَّــةُ المِـلْـيارُ تمضُـغُ ذلَّــهـا |
بـسُـرادقِ الأصْـفَــارِ والأعْـدادِ |
هانت وصَـوَّح مجْـدها من ذلِّــها |
فغدت هَـشيما فِـي يـدي حصَّــاد |
*** *** |
عَبد العزيز تَـحِـيَّـتِـي مَـمْـزوجَـةٌ |
بِـنـسَـائِـــم الـقـرْآنِ والأورادِ |
فاهنـأ حـبـيبي إنَّـمَـا هـي متْعةٌ |
والحــورُ تَـرْشفُ بهجةَ الميــعادِ |
سلِّم على حِـبِّـي الرسـول وصحْـبِـه |
وأَحِـبَّـتِـي الشُّـهَـداءِ والأشْـهـاد |
---- |
للشاعر خضر محمد أبو جحجوح |