الصهيل
20آذار2004
محمد خضر أبو جحجوح
|
للشاعر : محمد خضر أبو جحجوح عضو اتحاد الكتاب الفلسطينين غزة / فلسطين |
هيِّـئ فـؤادَك للحنيـنِ إلى البلاد |
واملأ عيونك من مناظرهـا الجيادْ |
واحش الدِّماء مـنْ النَّـسيمِ وروِّها |
منْ عطر أزهار الرَّوابـي والوهادْ |
والثـمْ أَديم الأرض حين تدوسهـا |
أقدام طفـلٍ ، ثائـرٍ عشـق الجهادْ |
واحمل بروحك من أزاهرها الَّتـي |
رشفتْ دماء الطفل مسكا لا يُبـادْ |
فغداً أُخـيَّ إذا ارتحـلتَ إلى المنا |
في تفتقد طعم الحياةِ بـذي البِـلادْ |
فاشرب مياه البـحْرِ قَـبْلَ فِـرَاقِها |
فالبحرُ أعذبُ منْ زلالهِـمُ البـرادْ |
واحبس دموعَـك إنْ بكيتَ فقد تشرَّ |
بتِ الدُّموعُ نسيمـها قبـل البعـادْ |
شتَّانَ بيـنَ هـوائـهمْ وهـوائِـنا |
بينَ السَّمُـومِ ونَسْمـة الدَّمِّ المُـعادْ |
*** *** |
هيِّـئ كيانَـك للصَّـهيلِ بلا انقطا |
عٍ حـينَ يَحْمِلُكَ الجوادُ إلى المعادْ |
واسرجْ حنينكَ وامتشقْ أرضَ الجُدُو |
دِ بقلبك الباكي ؛ إذا صهَلَ الجَـوادْ |
واحمل بقلبك من قلائِـدها التي انـْ |
ـتظمت من الزَّهْر المضمخِ بالحدادْ |
فغدا أُخيَّ إذا أعـاصِـيرُ الزَّعـا |
زعِ، والمواجعُ دمدمت خلف النجادْ |
وتكسَّـرَتْ سفُـنُ التَّلاقي وامَّحتْ |
وتناثرت مِزَقَـا كَـذَرَّاتِ الرَّمَـادْ |
تبقى القلائـدُ طَـافياتٍ فـي المدى |
تجري سفائنها على مـوجِ الفـؤادْ |
فانشر شراعك للأعـاصيرِ الَّـتي |
عصفت ، تجده ميمِّما شطر البلادْ |
واحمِلْ بـلادكَ فـي فـؤادِك كلَّها |
تنجو منْ القَـاعِ المُحـدَّد بالسَّـوادْ |