الصهيل

محمد خضر أبو جحجوح

للشاعر : محمد خضر أبو جحجوح 

عضو اتحاد الكتاب الفلسطينين

غزة / فلسطين

هيِّـئ فـؤادَك للحنيـنِ  إلى البلاد

واملأ عيونك  من مناظرهـا الجيادْ

واحش الدِّماء مـنْ النَّـسيمِ وروِّها

منْ  عطر أزهار الرَّوابـي والوهادْ

والثـمْ  أَديم الأرض حين تدوسهـا

أقدام طفـلٍ ، ثائـرٍ عشـق الجهادْ

واحمل بروحك من أزاهرها  الَّتـي

رشفتْ دماء الطفل  مسكا  لا يُبـادْ

فغداً أُخـيَّ إذا ارتحـلتَ  إلى المنا

في تفتقد طعم  الحياةِ بـذي البِـلادْ

فاشرب مياه البـحْرِ قَـبْلَ فِـرَاقِها

فالبحرُ أعذبُ  منْ زلالهِـمُ البـرادْ

واحبس دموعَـك إنْ بكيتَ فقد تشرَّ

بتِ الدُّموعُ  نسيمـها قبـل البعـادْ

شتَّانَ بيـنَ هـوائـهمْ وهـوائِـنا

بينَ السَّمُـومِ ونَسْمـة الدَّمِّ المُـعادْ

***   ***

هيِّـئ كيانَـك للصَّـهيلِ  بلا انقطا

عٍ حـينَ يَحْمِلُكَ  الجوادُ إلى المعادْ

واسرجْ حنينكَ وامتشقْ أرضَ الجُدُو

دِ بقلبك الباكي ؛ إذا صهَلَ الجَـوادْ

واحمل بقلبك من قلائِـدها التي انـْ

ـتظمت من الزَّهْر المضمخِ بالحدادْ

فغدا أُخيَّ إذا أعـاصِـيرُ  الزَّعـا

زعِ، والمواجعُ  دمدمت خلف النجادْ

وتكسَّـرَتْ سفُـنُ التَّلاقي  وامَّحتْ

وتناثرت  مِزَقَـا كَـذَرَّاتِ الرَّمَـادْ

تبقى القلائـدُ طَـافياتٍ فـي المدى

تجري سفائنها  على مـوجِ الفـؤادْ

فانشر شراعك للأعـاصيرِ الَّـتي 

عصفت ، تجده ميمِّما شطر البلادْ

واحمِلْ بـلادكَ فـي فـؤادِك  كلَّها

تنجو منْ القَـاعِ المُحـدَّد بالسَّـوادْ