زد من شجوني

محمد عبد الرحمن باجرش

محمد عبد الرحمن باجرش

في زيارة قصيرة إلى الشام ووقوفاً على آثار تلك الحضارة العظيمة في دمشق  فقد آثرت أن ألتزم الصمت وان أستمع إلى بردى نهر دمشق  وينبوع حياتها الذي كاد أن ينضب في تلك المدينة الجميلة وهو يبث ذكراه و شكواه فكانت هذه القصيدة .

زد من شجوني واطو البين والأمدا    وروّح القلب في ذكراك يا بَرَدَى

وارحل إلى حقبٍ هب النسـيم بها    باقٍ شذاها  مدى الأيـام  والأبدا

دريةٌ  يادمشـق منذ أن سـطعت    فيك الخلافة بدراً في الدجى صعدا

قد رق فيك الندى ِيجري جداوله    يساقي العز  والأمجاد  و  الرغدا

وأينعت  دوحة الأديان مورقـةً    سحرَ الجـمال وذكراً  خالداً  تَلِدا

         

دانت لك يا ربى الدنيا قياصرُها    وشرها في ثياب  الـذل قد  وئدا

فنكّست يوم أن فُتحت  معابدها    ومزنها بخراج الأرض قد وفـدا

وتنهض الفطرةُ الشهباءُ  مبديةً    فرْح السجين إذا ما حَطّمَ  الصفدا

وتشرب النورَ أوديةٌ بها ظُلـم    قد كان فيها عواءُ الذئب  مطردا

ما أُفرغ البحرُ من مكنون روعتِهِ    ولا  تََراه على  ما ضاره فسدا

بحلم أمجادها  رُفعت مآذنـُـها    تردد الروح َ والإيمانَ  والمددَا

فتنهض الروحُ والأجساد تتبعها    تسابق  الروحُ في  آمالها الجسدا

فالخير زاويةٌ قرنت بمسجدها    والنصر موعودها في سرجها وُجدا

ما للعجاج الذي غطى مآذنهـا    فالغيث يقدمهُ ريـــحٌ إذا رعدا

أرضَ النبيين قد بوركت من كنفٍ    يحوي النبييـن ميلاداً وملتحدا

         

فالثم بتربتهـا عبقاًً  لمقدسـها    مع النسيم إذا ما عــرفُه  وردا

وابعث من القلب آهاتٍ مجنحةً    الى ربوع الجوى  ماوصلها بعدُا

أشام ما كنت إلا أرض رابطة    فيها الجهاد وفيها غرسه   نَضُدا

إن يسقِهِ وابلٌ ينمو ويتحـفنا    بما نؤمل تصديقـاً  لما  وعـدا

قاسيون..تحويك أسرارٌ وتحضنها   بين الحنايا وكم من شاهدٍ شهدا

موصولة ياربى التوحيد من قدم    بخيرة الرسل مَنْ  سلطانه وطدا

فيك العباد الذي عاشوا محبتهم    فوق السحاب وكم من عابدٍ عبدا

فانضح بدمعاتك الأشجان واتركها    تخالج الروح والآمال والخَلَدَا

واسمع إلى صدحها الأخّاذَ تنشده    زيتونةٌ حين تُكسى الثلجَ والبردَا

فانثر لها مطر الخيرات واترعها    يا ربِّ  والأمةَ  الغراءَ  والبَلداَ

كتبها : محمد عبد الرحمن باجرش/حضرموت - اليمن