من القدس إلى بغداد
10كانون22004
أنس إبراهيم الدغيم
شعر : أنس إبراهيم الدغيم
أقبلتُ نحوكِ حاملاً أجزائـي
يـا قبلة الأدباء والشّعـراء
أقبلت يحملني الوفاء ومن أنا
إن لم تكوني أنت بيت وفائي
سـافرت نحوك والجروح | تهدّنيوتـبـل أرضي من دمي | وسمائي|
وأتـيـت تحملني الدّموع ويختبي | ألـم الـسنين السّود في | أحشائي|
أقـبـلـت والأنـغـام آلامٌ | علىشـفـتيّ فاستمعي لبعض | غنائي|
يـاحلوتي قد ضعتُ بين | مواجعيوعـلى تلال الموت ضاع | ندائي|
ورمـلـتُ نحوك هارباً | وسفينتيغـرقـانـةٌ فـي دمـعة العذراء | |
بـغـداد يـاآلام يـوسـفَ | كلهافـي بـئرها شوقٌ وفيض | رجاء|
وأنـا كـيـعـقوب النّبيّ | صبابةًلـو تـعـلـمين حقيقة | البرحاء|
أبكيكِ أم أبكي على الأقصى؟ | ومنيـبـكـي عـليّ إذا قتلتُ | بدائي|
دائـي عـظـيـمٌ ياعشيقةَ | خالدٍلـكـن كـتـمت شكايتي | وبكائي|
وأتـيـت أستبق الخطا | فوجدتُنيبـيـن الـرفـاة وأعـظم البرآء | |
يـاسـورة الأحـزاب جئتك دامياً | مـن بـين أسطر سورة | الإسراء|
ألـقـيت خلفي ما حوته | صحائفيوتـركت تاريخ الحروف | ورائي|
وعـبرت خارطة الحدود | يضمّنيأمـل الـلّـقـاء فيستقيل | عنائي|
ظـنّـي بـأن ألـقـاك قافيةً | لهافـي بـيدر الشّعراء بحرُ | عطاء|
وبـأن أرى ألـق الفرات , وماؤه | يـنـسـاب يسقي دوحةَ | الأمراء|
يـامـوطـن الأمجاد كنت | وكلناكـنّـا بـنـاة الـمـجد | والعلياء|
مـاذا جرى فابتلّت الصّحراء من | دمـنـا وغـابـت أعين | الكرماء|
قـد كـنت عطر الرافدين فما | لهاداسـت ربـاك جـحافل | الحلفاء|
وأتت كتائب " يزدجردَ " تسيل | فيقـسـمـاتـهـا ألـعوبة السّفهاء | |
عـادت و" رستم " يمتطي أجيادها | لـيـشـلّ فـيـك مآثر | النّجباء|
جـاؤوا من الأصقاع تحملهم | إلىهـذي الـبـقاع سفاسف | العملاء|
جـاؤوا إلـيـك ففيك كان | عليّناوعـلـيك مرّت بضعة | الزّهراء|
جاؤوا لينتزعوا التّراث الحيّ | منأعـصـابـنا وربوعنا | الخضراء|
جـاؤوا لـيـبتلعوا طفولة أرضنا | فـتـمـوت فـينا ضحكة | الآباء|
جـاؤوا ليقتلعوا النّخيل | ويشربوامـاء الـفـرات وخـمرة | النّبلاء|
ولـيـسـرقوا حبّات رملك | جهرةًوعـلـى عـيون الناس | والرقباء|
بـغداد يا أشواق " تاج محلّ " | ياوجـع الـهوى وحدائق | الحمراء|
بـغداد يا عين الرّشيد , خراج | ماحـمـل الـسّحاب قريبه | والنّائي|
بـغـداد يـا لَـلّـه كيف | تلوّنتفـيـك السّطور بأحرف | الغرباء|
يـا دمـعـة المنصور في أحداقنا | تـجـري وتـحكي ضيعة | الأبناء|
بـغـداد يـا ألـم القصيدة | عندماتـبـكـي القصيدة عودة | العظماء|
بـغـداد يـا وجع القوافي | حينماتـمـلـي عـليّ مرارة | الأشياء|
بـغـداد صبراً كل جرحٍ في | غدٍسـيـقـوم صوتاً راعد | الأصداء|
وتقوم من تحت الرمال جماجم الـ | شـهـداء تـحكي قصة | الشّهداء|
وعواصف الصحراء مهما أزبدت | فـلـسـوف يمحوها حزام | فدائي|
صـبـراً فـسـعد القادسيّة | قادمٌلـيـدوس كـل ثعالب | الصحراء|
وسـيمسح الدمعات عن عينيك يا | بـغـداد يـا أيـقـونـة | الكبراء|
سـيـجـيئ هارون الرشيد | وكلهغـضـبٌ ويحرق حفنة | الجبناء|
سـيـجـيئ يحمل في طوايا | قلبهجـيـشـاً وفـي تقواه ألف | لواء|
سـيـمـرّ مـثل الريح يابغدادنا | ويـجـبّ عـنك شقاوة | الأخطاء|
ويـمـرّ عطر الفاتحين | مزمجراًلـيـزيـح عنك روائح | الأشلاء|
يـا أرض بـابل حسب بابل | أنهاأرض الـقـوى وخـميلة | الخلفاء