من القدس إلى بغداد

أنس إبراهيم الدغيم‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌

شعر : أنس إبراهيم الدغيم‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌ ‌

أقبلتُ نحوكِ حاملاً أجزائـي

                              يـا قبلة الأدباء والشّعـراء
أقبلت يحملني الوفاء ومن أنا

                             إن لم تكوني أنت بيت وفائي

سـافرت  نحوك والجروح iiتهدّني   وتـبـل أرضي من دمي iiوسمائي
وأتـيـت تحملني الدّموع ويختبي   ألـم  الـسنين السّود في iiأحشائي
أقـبـلـت والأنـغـام آلامٌ iiعلى   شـفـتيّ  فاستمعي لبعض iiغنائي
يـاحلوتي قد ضعتُ بين iiمواجعي   وعـلى  تلال الموت ضاع iiندائي
ورمـلـتُ نحوك هارباً iiوسفينتي   غـرقـانـةٌ فـي دمـعة العذراء
بـغـداد  يـاآلام يـوسـفَ iiكلها   فـي  بـئرها شوقٌ وفيض iiرجاء
وأنـا كـيـعـقوب النّبيّ iiصبابةً   لـو  تـعـلـمين حقيقة iiالبرحاء
أبكيكِ أم أبكي على الأقصى؟ iiومن   يـبـكـي عـليّ إذا قتلتُ iiبدائي
دائـي  عـظـيـمٌ ياعشيقةَ iiخالدٍ   لـكـن كـتـمت شكايتي iiوبكائي
وأتـيـت  أستبق الخطا iiفوجدتُني   بـيـن الـرفـاة وأعـظم البرآء
يـاسـورة الأحـزاب جئتك دامياً   مـن  بـين أسطر سورة iiالإسراء
ألـقـيت خلفي ما حوته iiصحائفي   وتـركت  تاريخ الحروف iiورائي
وعـبرت خارطة الحدود iiيضمّني   أمـل  الـلّـقـاء فيستقيل iiعنائي
ظـنّـي بـأن ألـقـاك قافيةً iiلها   فـي  بـيدر الشّعراء بحرُ iiعطاء
وبـأن أرى ألـق الفرات , وماؤه   يـنـسـاب  يسقي دوحةَ iiالأمراء
يـامـوطـن  الأمجاد كنت iiوكلنا   كـنّـا بـنـاة الـمـجد iiوالعلياء
مـاذا  جرى فابتلّت الصّحراء من   دمـنـا وغـابـت أعين iiالكرماء
قـد كـنت عطر الرافدين فما iiلها   داسـت  ربـاك جـحافل iiالحلفاء
وأتت كتائب " يزدجردَ " تسيل iiفي   قـسـمـاتـهـا ألـعوبة السّفهاء
عـادت و" رستم " يمتطي أجيادها   لـيـشـلّ  فـيـك مآثر iiالنّجباء
جـاؤوا  من الأصقاع تحملهم iiإلى   هـذي الـبـقاع سفاسف iiالعملاء
جـاؤوا  إلـيـك ففيك كان iiعليّنا   وعـلـيك  مرّت بضعة iiالزّهراء
جاؤوا  لينتزعوا التّراث الحيّ iiمن   أعـصـابـنا وربوعنا iiالخضراء
جـاؤوا لـيـبتلعوا طفولة أرضنا   فـتـمـوت  فـينا ضحكة iiالآباء
جـاؤوا  ليقتلعوا النّخيل iiويشربوا   مـاء الـفـرات وخـمرة iiالنّبلاء
ولـيـسـرقوا حبّات رملك iiجهرةً   وعـلـى عـيون الناس iiوالرقباء
بـغداد  يا أشواق " تاج محلّ " iiيا   وجـع  الـهوى وحدائق iiالحمراء
بـغداد يا عين الرّشيد , خراج iiما   حـمـل الـسّحاب قريبه iiوالنّائي
بـغـداد يـا لَـلّـه كيف iiتلوّنت   فـيـك  السّطور بأحرف iiالغرباء
يـا دمـعـة المنصور في أحداقنا   تـجـري وتـحكي ضيعة iiالأبناء
بـغـداد يـا ألـم القصيدة iiعندما   تـبـكـي القصيدة عودة iiالعظماء
بـغـداد  يـا وجع القوافي iiحينما   تـمـلـي  عـليّ مرارة iiالأشياء
بـغـداد  صبراً كل جرحٍ في iiغدٍ   سـيـقـوم صوتاً راعد iiالأصداء
وتقوم من تحت الرمال جماجم الـ   شـهـداء  تـحكي قصة iiالشّهداء
وعواصف  الصحراء مهما أزبدت   فـلـسـوف يمحوها حزام iiفدائي
صـبـراً  فـسـعد القادسيّة iiقادمٌ   لـيـدوس كـل ثعالب iiالصحراء
وسـيمسح  الدمعات عن عينيك يا   بـغـداد يـا أيـقـونـة iiالكبراء
سـيـجـيئ هارون الرشيد iiوكله   غـضـبٌ  ويحرق حفنة iiالجبناء
سـيـجـيئ يحمل في طوايا iiقلبه   جـيـشـاً وفـي تقواه ألف iiلواء
سـيـمـرّ  مـثل الريح يابغدادنا   ويـجـبّ  عـنك شقاوة iiالأخطاء
ويـمـرّ  عطر الفاتحين iiمزمجراً   لـيـزيـح  عنك روائح iiالأشلاء
يـا أرض بـابل حسب بابل iiأنها   أرض الـقـوى وخـميلة iiالخلفاء