آهَاتُ شَاميٍّ مُغْتَرِبٍ
10كانون22004
د. عبد الحق حمادي الهواس
آهَاتُ شَاميٍّ مُغْتَرِبٍ
د. عبد الحق حمادي الهواس
ألقيت هذه القصيدة بمناسبة تكريم الأستاذين الفاضلين محمد الحسناوي وعبد الله الطنطاوي حفظهما الله، ورعاهما وحصولهما على درع رابطة الأدب الإسلامي العالمية فرع الأردن .
سـكبتُ عيني على الخدين | جذلاناوجـئـت أعـزفُ أنغاماً | وألحانا|
وجـئـتُ بـستانك الغنّاء | محتفياًكـالـطـير يلثم أو يستاف | نشوانا|
وطـرتُ نـحـوك مشتاقاً | ومنتشياًوسـرت قـصـدك مزهوّاً وثملانا | |
وقـفـتُ في نهرك الرقراق | أسألُههـل يـعبق الزهر أمواجاً | وشطآنا|
ومـلـتُ في مائهِ الخلاب | مرتشفاًوصـغـتُ من دلّك الشّفّاف | تبيانا|
أُداعـبُ الـورد فـي خدّيك | أنثرهُبـيـن الـجـداول أنفاساً | وريحانا|
أشـمُّ تـربـك رحـالاً | ومـقتفياًأعـبُّ مـجـدك مفتوناً ، | وحيرانا|
أكـتّـم الآهَ مـأسـورٌ بـه | ألميوأبـتـنـي في عيون الوردِ مأوانا | |
أهـدهـدُ الـروح بـيَّاتاً بها | أمليوأعـصـر الفجر في عينيك | ألوانا|
أصـبّـر الـوجد في لقياك | أودعهبـيـن الـحـنايا أسيراتٍ | بلقيانا|
أُرجّـع الـحـبَّ آهـاتٍ | مـعتقةًأودعـتـها في شغاف القلب | أزمانا|
مـسـكـونةً بحياء الياسمين | ندىًوالـعـيـنُ تقطُرهُا دُرّاً | ومرجانا|
يـاقـوتـةٌ أنتِ والغواصُ في أملٍ | مـن ألـفِ عامٍ يمنّي النفس | إمعانا|
نـاديـتـهـا بـحنين الأمِ أطلبها | فارتدّ صوتي يواري الطرفَ تهتانا | |
ألـقيتُ بُردي على الأمواجِ | أرقبهافـعـاد بُردي يواسي الكفّ | حرمانا|
مـرثـيـةٌ أنـتِ يا فيحاءُ | أحملُهاعـلّ الـزمـانَ يـوافـينا | ويلقانا|
عـلّ الـدموعَ التي قد بتُّ أسكبها | شـوقـاً إلـيـكِ بريدٌ ليس | ينسانا|
شـربتُ حبك عمري ما رُويت | بهيـوماً ، وما زلت محروماً | وظمآنا|
أسـارعُ الـزمن المصلوبَ | أدفعهعـمـراً أمـزقـه همّاً ، وأحزانا | |
آواه مـن ذكرياتٍ عشت | أحضنهاإذ مـا أرفُّ لـهـا أو هي | أحيانا|
تـلـفـني كنسيم الصيفِ | يغمرنيعـشـقـاً ويعصرني شفّاً | ووجدانا|
وكـان لـي قـمـرٌ قد بِتُّ | أرقبهإنْ نـزَّ بـي أرقي أو عزَّ أو رانا | |
يُـنـاهلُ الصبَّ يذكي نار | لوعتهويـنـثـرُ الصدَّ في عينيه | إدمانا|
نـاديـتـهـا ألفُ محرومٍ | وهاتفةٍضـجـوا بـقلبي تراتيلاً | وأشجانا|
لـو كـنت منصفةً ما كنتِ | جافيةًولا تـنـاهـبـتِ مسلوباً وولهانا | |
ولا تـمـادتْ بـك الأيـام | تبعدناولا نـزعـت مـن الأهداب مرآنا | |
وأنـتِ أنـتِ مـعاذ الله من | شططٍمـا كـنـت جاحدةً حبي | وسقيانا|
أنـا المصاب وجرحي غارقٌ | بدميوأنـتِ عـانـيتِ أغلالاً | وقضبانا|
أبـكيك يا شام والأشجان | تـندبنيتـلـمُّ قـلـبي تشظى عند | رؤيانا|
نـذرتُ مـا تـملك الأحلامُ سيدتي | لـو أنَّ عينك ترنو صوبَ | مسرانا|
أعـطـيـكِ وحي خيالٍ ما به | أودٌيـخـطُّ آمـالـه نـوراً | وإيـمانا|
يـجـاهـد الـنفسَ محراباً يؤمّ به | مـن يـتـقـي الله تسبيحاً | وقرآنا|
لـهـفي عليكِ أسيراً لا انفكاك | لهفـقـد صبرنا على المكتوب أزمانا | |
ومـا ظـفـرتُ بوعدٍ أنت شاهدةٌ | عـلـيـهِ أو نلتُ نصراًعهدهُ | حانا|
أحـاولُ الـعزم مغروزٌ به | وجعييـستصرخ الدرب أشتاتاً وهجرانا | |
وأرتـجـي الـمرَّ أوهاماً | أرددهاوأحـتـسـيـهـا مساراتٍ | وبلدانا|
كـم ظالمٍ يدّعي الطهر العفيف | وكمفـي سـرِّه يـفتري زوراً وبهتانا | |
يـعطيكِ بعض رقيقِ القول | يَعسِلُهُحـتـى تـظني بهذا الجنِّ | إنسانا|
ما كنت أبحث في الألفاظ عن شَرَكٍ | ولا عـرفـت لـها معنى | وعنوانا|
سـيّـان سـيدتي ، فالكل | يحرمنيجـواز زورٍ فتغدو الأرضُ | سجانا|
والأرضُ من حبّها تحـنو | لساجدهاتـقولُ من خشيةٍ : سبحان | سبحانا|
مـا كـنت قيداً ولا يوماً كفَفْتُ | يداًدعتْ وصلتْ لربِّ العرش | شكرانا|
إن كـان يـذبـحني حقداً ويسلبني | وغـيـره مـثـله هل قلتِ | شتانا|
سـيـان سـيـدتي مَوْتي | بخنجرهأو سـمِّـهِ أو لـبستُ العمر | أكفانا|
هـل ضـمَّد الجرحَ أم يقتاته طرباً | ويـحـتـسيه هوىً ظلماً | وطغيانا|
لـو كـنـت مدعياً ما كان | يمنعنييـزيـد مـأسـاتنا شوكاً | ونيرانا|
وكـلـهـم ظالمٌ إن كان ذا | شرفٍأو كـان ذا دجـلٍ أو كان ما | كانا|
إن كـنـت ذا ريبةٍ ممّا أقول | وإنغـزاك شـك بـه أو قـلتِ | أيانا|
فـخـلـف سوركِ أسوارٌ | ومقصلةٌوألـف وغـدٍ يـرينا الموت | ألوانا|
وعـنـد قصركِ تجارٌ تسوم | دميوألـف مـزدوجٍ سـراً | وإعـلانا|
أنـا الـمشرّد في أهلي وفي وطني | أمـران ثـانـيـهما مني وإن | بانا|
زنـزانـتـي وطـني قهرٌ | ومقبرةٌوفـاهُ جـوعٍ يغذّي الشعب | إذعانا|
والحكمُ يا موْطنَ الأذناب من | شرفٍقـد فـصّـلـوهُ مـخانيثاً | وأخدانا|
وألـبـسـوهُ لـمـطعُونٍ | وعاهرةٍوقـدّمـوهُ مـثـالاً عـن | مطايانا|
وغـيّـبـوا كُلّ تاريخي | وحاضرَهُوشـوّهـوا كلّ ما أعطت سجايانا | |
فـأدخـلُـوا كـلّ قـوادٍ | وداعرةٍوسـلّـمـوا وطني المغدور | مجانا|
وقـوّدوا لـغـزاةٍ مـثـلَ | مومسةٍحـلّت وأعطت وهانت مثلما | هانا|
فـلتخجَلِ المومساتُ اليوم من | قذِرٍقـد بـزّهـنّ مـواخـيراً | وأعفانا|
فـلا عـتابَ لمن باعَ البلادَ ضحىً | وفـاخـر الـعهرَ تيّـاهاً بما | شانا|
شاهتْ وجوهٌ تقود العار في | وطنيوتـرتـضـيـه زُرَافاتٍ | ووحدانا|
أمـرّرُ الـعين من شطِّ الخليج | إلىشـطِّ الـمحيط إلى أقصى | برايانا|
وأمـنـحُ السمعَ أنّاتٍ ترودُ | صدىًتـضـجُّ بـالموتِ أجبالاً | ووديانا|
سـنين وجدي ضياعَ العمر أحملها | أُقـلِّـبُ الـكـفَّ دنيا من | خطايانا|
شـكـوايَ لله لا شكوى | لمصطنَعٍفـانٍ يـخـلّـفُ أوغـاداً | وديدانا|
مَـن لـي بـعـدلك فاروقاً | ودِرَّتَهُحـدَّاً يـفـصّـلُ أعـداءً | وإخوانا|
لا تـقـتـفـي أثري فالكل | يرقبناوأنـت سِـفرٌ لمن قد هان أو | خانا|
مـتـى ألاقـيـك لا قيدٌ ولا سَفَرٌ | كـالـطـيف ينسج أحلاماً | وتحنانا|
أعـبُّ وجـدك مـحروماً | ومفتقِداًكـفـاقـد الماء يحظى بعدما عانى |