وأنا في الطائرة

حمود الصميلي - جدة

وأنا في مركب الجو .. على طائرة الشرق أطير

اسكب العمر رحيقا .. لم يزل قلبي صغير

لي كتابي فيه احيا واموت

حينما ابصره اهوى السكوت

فله حبي وقلبي وهيامي

ملت بالكرسي الى الخلف قليلا

فلعلي استريح..

من عناءات المسير

واذا بالصوت يأتي من ورائي

فيه سحر مستطير:

((لو سمحت..))

قالها .. قالتها .. ما عدت ادري ما الخبر

نظرت عيني ورائي فرأيت المستحيل

يا الهي .. مستحيل

قلت عفوا .. فإذا بسمتها مثل الصباح

وعلى مفرقها سحر وشاح

ولها في خدها الايسر شامة

يا الهي مستحيل

سقط المنديل مني ناولتني الفاتنة

قلت من انت ؟ فقالت : (آمنة)

والى اين تريدين ؟

اجابت:

في بلادي ساكنة

أخذت مني زمام الاسئلة

انت من انت ومن اين اتيت ؟

والى اين تريد؟

وجهك القمحي اما من تهامة او عسير

او حجازي العشق او جازان والجو المطير

حاصرتني الاسئلة

طلبت مني الكتاب

لم اعد اعرف اطراف الجواب

قرأت اسمي على وجه الغلاف

عرفتني قبل ان امسك اطراف الحديث

سقط المنديل مني ثانية

ناولتني بعد ان مرت به في شفتيها

آه يا ويح يديها

عطرها في وجنتيها

  ثم قالت لم لا تجلس جنبي

نتمادى في الاحاديث مليا

نشرب القهوة نحكي قصص العشق سويا

 يا الهي كيف لي اقوى على هذا الجمال ؟

قمت كالمسحور امشي بخطاي المثقلة

وعيون الناس تنظرني تحاصرني ببعض الاسئلة

سألتني عن حكاياتي وعن عمر صباي

وغرامي وهواي

مال قلبي نحوها ..

شعر كالليل غطى نحرها

غير ان البرق يبدوا خلف هاتيك الخصال

بجمال ودلال

وتماسكت قليلا وبدأت الاسئلة

انت .. من أنت؟ ايا مائسة القد

ويا محمرة الخد

ويا عين المها؟؟

أنت لا زلت بأحلام الصغر

كيف تقوين على مر السفر؟؟

اين ماما ؟؟ اين بابا ؟؟ يا بنتة التسع عشر..

ضحكت حتى رأيت الشهد من بين الثنايا

وأنا قلبي هوى بين الحنايا

ابعدت خصلتها الشقراء من فوق الجبين

ثم قالت :

لا تسل اين ابي ..

فانا بنت لهذا الكوكب

لا تسل عن روح ماما

فانا رهن يدي

لي أنا حريتي فاسمع احاديث الهيام

انا قد ابصرت في عينيك آهات الغرام

وضعت راحتها فوق فمي

واليد الاخرى على كتفي

وباست معصمي

وانا من هول ما ألقى صحوت

واذا بي نائما والناس من حولي سكوت

كان حلما...

كان حلما...

كان حلما...