لا...

لا...

شعر: سليم عبد القادر

يظلُّ روحي مدى  الأيـام منـتقلاً    يجوب مختلف الأنحاء منـفعلا

يبكي و يضحك من أعماقـه ألماً    يبكي ويضحك من أعماقه جَـذَلا

في كلِّ شيء أرى المأساة والغة    في كل شيء أرى الإشراق والأملا

أرى العجائب، فالـغربان مطـربةٌ   والليث يرقصُ حتى يُسكر الجملا

و الذئب يشتم ظبيـاً وهو ينهشه   وقد صفا الجو في لطف له، وخلا

و للضَّحايا من التَّخدير حشدُ دُمىً   وجدنَ في السُّمِّ طعماً يَفضُل العسلا

يُدرن هامَ الرجال البُور من طَربٍ   إذا أدرنَ كـئوس الخمر والقُبلا

فيبـذلون لهنَّ  العـزَّ في  شـغف   والأهل والمال والأنفاس والخجلا

الكلُّ يغرق في غيبوبـة مسخت    نور القلوب، فصارت تعشق الدَّجلا

فاركب حمارك يا هذا  ، فأنت لـه   وابلغ مناك ، ومثّل بعدها بطـلا

       

في كل ركن من الدنيا أرى صوراً  لي مرعباتٍ تُخيفُ الطِّفلَ والرَّجلا

مشوَّهاتٍ بأيدي الحقد قد رُسمت   على صحائف تخزي العقل لو عقلا

فذا يصوم ،وفي جنبيه لفح هوىً    وذا يصلّي لكي يصطاد أو يصلا

وذاك يقـبـع درويشـاً بزاويـة    يجترُّ فيها حُطـام الأمس والمُثُلا

و ذاك يشـهر مسعوراً أظافـره    ويمضغ الدَّم والأوصالَ و المُقَـلا

و ذا ينافق للطاغـوت مبتـهجاً    وذاك يحترف الإرهاب والخطـلا

ماأخصب الذهن!هل كلُّ الوجوه أنا    برغم أنفي!؟أم الرسّام قد فشلا!؟

تناقضٌ أقنـع الإنسانَ  زُخرُفُـه    وإن يكن عاجـزاً أن يُقنع الحَمَلا!

       

يحاول البعض تشويهي، فليس لهم    سوايَ همٌّ يُضيء الفِكرَ والسُّبُـلا

أنّى مضيتُ أرى التشويه يسبقني    ليزرع اليأس بي، أو ينزع الأملا

يحاولون احتـوائي عنوةً ورضىً    وإنّ خيراً لهم أن ينطحوا الجبـلا

إنّي مع الله في حلف وهبـتُ له    ذرّات عمري ، إلى أن أبلغ الأجلا

وما أبالي رحيل العمر، إنْ رحلت    دنيايَ ودَّعتُ فيها القهر والملـلا

حسبي من العمر أنّي اليومَ وَمضُ هدىً   وأنّني قلت حين الكلُّ أذعن:لا