ذكرياتٌ ذكريات
ذكرياتٌ ذكريات
شعر : د. جعفر الكنج الدندشي
غفرانـك وردة نيسـانِ خاصمتك فارجع والقاني
وهواك ؟ فمالك تسألنـي تكفي أهـوال البعـدان ِ
ما بال القلب يحاسبنـي عن ذنبٍ ليس بحسبانـي
وأعـدّ الأيـام لأُلقـي الترحـال بمهـد الأديان
من ارضٍ نائيـةٍ سكرى تشكو الأشعارُ وأشجاني
ودعـاء الأمّ أُلامسـه فيفيـضُ حنانٌ بحنـانِ
إنّـي مشتـاقٌ للـقـاءٍ كلقـاء الزهر لنيسـان
يا منبع بردى فاذكرنـي واذكـر أيّـام (بلودانِ)
ودمشقيَ نايةُ أشـعاري تشدو عن روحي بحنان
عهدٌ يا( جُلّق ) من زمنٍ من روحي تُسكَبُ ألحاني
شدّ الترحال إلى وطني للقا الأحباب وخلاّنـي
أمضي الأيام بصحبتهم بجوار (الميماس) الغاني
أشتاق لحمصَ وتذكرهـا نبضاتُ فؤادٍ ولهـانِ
أشتاق لحمص و(عاصيها) وغناء الغيد وخلاّني
وسـماءٍ صافيةٍ زرقـا وعبير بنفسـج نيسـان
ويطير القلـب لتلكلـخٍ أرض الأجداد الشجعانِ
أيّـام صبانـا في بلـدٍ نائيةٍ عن بلدي الثانـي
تشكو من هجر شبيبتهـا لرباها والمجد الفانـي
وغياب الخيل ، أما كانت أُمّـاً لخيولِ العربانِ؟
ونفوس رجالٍ قد ذهبتْ مثلاً بِكرام الضيفـان
ومروجٍ خضراء اغتُصبتْ تبكي أخيار الفرسان
ومنـازل قومٍ قد هُجِرت بمدى الأيام فأسـلاني
أملٌ بالعـودة يا وطنـي لبناءك والعلْم سنانـي
سأعود أُداعـب تربتهـا صبحاً ومساءً بحنـانِ
لم تعصفْ بي إلاّ الشكوى فالمهجر يأسر إنساني
والعيش تمـرّد في وطني ورماني من ثمَّ بكاني