لحن الورد

عبد الله قاسمي

[email protected]

إليكم هذا  النص الشعري الذي كتب بعد مرور سنة على احتلال بغداد من قبل العلوج الامريكان واذنابهم

 (جثتي في الغرفة البعيدةدة

تنادي أن أكتب القصيدة)

ب.ش- السياب

(مجموعة شناشيل ابنة الجلبي)

 * * *

 يخرج من شعر السّياب

 يده في الجرح

 يعتصر نبيذا من لحمي

 يمضغني .. .يخرج من ليل كالكهف

 يسرق من الصبية حلما

 يهوذا

 لست وحدك من عشق الفضّة

 شناشيل ابنة الجلبي أغلى

 شناشيل الجلبي طوق في عنقي

 لو تدري يا سيّاب

 إن حبيبتك اغتصبت

 و تموزك في سوق نخاسة بغداد

 لو تدري يا سيّاب

 شناشيل الجلبي صارت أفعى ...تنهش

وردة

تقضم نجمة

قالت نخلة من بغداد : جذوري أقوى

قالت شجرة الثلج المالح : معي أشجار  و غابات

 قالت نخلة بغداد:

سينبثق من أنياب النّار طفل ..تتدفق

من أصابعه أنهار و بحيرات

و ستولد من زمن الفضة غيمات

قالت شجرة الثلج المالح:

"لن يعزف لحن الورد و معي زقوم

و دخان

و آهات

لن يعزف لحن الورد و معي المخصي يأكل

 ثدي أمه .. أخوته قتلى

 و شتات

لن يعزف لحن الورد و معي الجلبيّ يطلق

كلابه جهة السماوات

لن يعزف لحن الورد و معي الجلبيّ يقدم شناشيل

ابنته مهرا للنمل

لن يعزف لحن الورد ...

تبتسم نخلة بغداد :

يصرخ ... البرق بين قداماي

البرق يحرق صداي

تبتسم الظلمة .. و تجيء غيمة

في فمها أنهار و مدارات

"هبّوا للوردة

المطر يساقط

 زخاتا

زخات

تبتسم نخلة بغداد ...

يصرخ ... البرق يحرق جسدي

يا شجرة ... زقومك أفعى في دمنا

العاري يمشي تتبعه فراشات

ينتعل صبحا ... يهيّئ للآتي أعيادا

للريح نجمات

تآكل فأسى .. لن يهوي النخل

تبتسم نخلة بغداد :

تنطفئ براكين و تشتعل الضّحكات

قالت شجرة الثلج المالح :

يا نخلة : الجلبيّ تمرد على الشّاعر

و السّياب

معنى قصائده .. حروف بلا معنى

يقيم في كوريات الدم للذئب صلاة

مازال الجلبيّ يبحث في الديوان

عن هدهد

أو طاووس خدعته الألوان

عن لفظ نكر معناه

أو جندي بشع

مازال الجلبيّ ينازل ربيع الدّيوان

تبتسم نخلة بغداد ..

يصرخ .. ابنة الجلبيّ تهرب مني

 و معها تموز

عشتار

عنقاء

و كل حروف الديوان

ابنة الجلبيّ تنكر نسبتها .. ترمي شناشيلها

يا جلبيّ

هذا الدّيوان .. شمس نحو الورد

و نحو المجد

حروفه نجمات .. المعنى الآن

للمطر ..

للنخل

للشّاعر يطرد رمزا و يؤسّس معنى

المعنى الآن

للحرف

للنخل الضّاحك

للسّياب ... للألوان