أشجارُ كلامِكَ عاليةٌ
من يسعف ألسنة الحيرة فينا
أشجارُ كلامِكَ عاليةٌ!
إلى الحاضر فينا أبدا ... درويش
لطفي خلف / فلسطين
قهوةُ أمّكَ فوق العتبةِ
من يشربها ؟
أشعارُكَ فوق جذوع الزيتون ِ
ب"أم الصفصاف " الخضراءِ
فمن يجمعها ؟
حجارةُ وادي "الرامةِ "و"البروةِ"
تحمل ُ ذكراكَ
فمن يحفظها ؟
يا ملكَ الشعرِ
وصائغَ ذهبِ الكلمات ْ
من يجرؤُ حتى بعد رحيلِكَ
أن يفتحَ قصرَ الكلمات ْ؟
لا نجرؤُ أن نستنسخَ – كي نسعفَ ألسنة الحيرةِ فينا –
حتى مفردة قيلتْ في حضرةِ إبداعِكْ
من فينا القادرُ
أن يلويَ أعناقَ
أسودِ قصائدِكَ العظمى ليروّضها؟
ويعبّدَ دربَ نصوص ِالقولِ ِ
فيصعدَ أروقةَ الشهرةِ والتاريخ ِ
ويسمو فيها كالرّبانْ
***
بصماتِ الروح ِ يرى
ولهيبَ عواطِفِكَ الحرّى فيها
ونارَ الشوق ِلأمَِكَ
يغلي من تحتِ رمادِ قوافيها
*******
أشجارُ كلامِكَ عاليةٌ
أعشابُ جروحِكَ يانعةٌ
والزعترُ في سفح ِ الكرمِل ِ
كالشّعبِ تمايَلَ منتفضاً
وتفنّنَ في رسمِ العنوانْ
****
اللحظة ُ قربي تتمطّى
كغزالةِ برٍّ جوعانةْ
لا أملكُ من أمريَ شيئا
فعيونُ قرائحِنا جفَّتْ
وأنا أتدثرُ بالحرمان ْ
****
من يقطفُ بستانَ خيالي
وقصائدَ حزني المرتعشة ْ؟
ويُسدّدُ جلَّ فواتيري
لبنوكِ وفائي المندهشة ْ ؟
من يرحمُ عُقمَ النطقِ لديَّ
يلمّ أحاسيسي الهشّة ْ؟
****
شاعرنا الحاضر فينا من يرثيك ؟
تتزاحمُ في رأسي الأفكارْ
لكن
من يعزفُ لحنا عربيا
في حجمِكَ فوق الأوتار ْ ؟!
****
أنا منذ الآن ْ
أنا منذ الآن ْ
أبكمَ أضحيْتُ أمام الموتْ
وسقطْتُ هنا ما بين الشّطرِ
وبين العجزِ لأول بيت ْ
قافيتي ضاعت والأوزانْ