فليس لهم سوى الرحمن ريدا

د. طلال محمّد الدّرويش

[email protected]

أرسل إليّ أحد الشّعراء يقول  :

منعت بكاء عيني أن يجودا
فليس يجوز أن يبكي iiعليها
إذا لـم تبكِ غزّةَ في iiثراها
ودعـها كي تخضّبَها iiدماء



فـغـزّةُ  حرّةٌ تأبى iiالعبيدا
سـوى  حرٍّ يُغذّيها الوريدا
فـدمعك  لا تحمّله iiالبريدا!
فـغزّة قد تزوّجتِ الشّهيدا!

فأجبته :

بـكيت  وقلت : يا عينيَّ ، iiجودا
ومـا أبـكـي حـزينًا أنّ iiشعبي
ولـيـس بـكاؤهم إن نحتُ عيبًا
ولـكـنّـي أنـوحُ عـلى شبابٍ
وعـظـمـي  فتّه ضعفٌ iiووهْنٌ
ويـسـبـقـني لبذل الرّوح iiجندٌ
فـهـبـني ربِّ ، عزمًا iiواقتدارًا
وأمـكـنّـي  أكنْ شروى iiرجالٍ
فـنـالـوا أشرف الدّارين iiسكنى
فـإن  أحـبس دموع العين iiقسرًا
فـسِـلْ  يـا دمعُ ، إنّ اللّه iiربّي
وسَـل يـا قلبُ ، للأبطال نصرًا











ويبكي القلب في صدري صديدا !
بـغـزّةَ  يـصطلي سقرًا iiوحيدا
ومـا يـلـقـونـه يبكي iiالحديدا
جـرى يـمضي وأقسم لن iiيعودا
عـلـى وهْـنٍ ويـتركني iiقعيدا
وقـد  هـبّـوُا يـردّون  اليهودا
فـأنـت تـسـوق للحقِّ iiالجنودا
لـوجـه الـلّه قد باعوا iiالوجودا
ونـالوا  عند ذي العرش iiالخلودا
فـدمـع الـقلبِ يخذله جحودا ii!
يـواعـدُنـي ويصدقني iiالوعودا
فـلـيس  لهم سوى الرّحمن ريدا