من كوة الأمل
27كانون12008
شريف قاسم
شريف قاسم
جـاءنـا الـكـفرُ بالأذى وسـقـانـا مـن الـمـكاره كأسًا لـم يـفـرِّقْ لـمَّـا رمانا ، فشيبٌ قـد خـبـرنـاهُ قـادمًـا في وجوهٍ بـعجاجِ الأحقادِ قبضتُه الحمقاءُ ... وتـعامى كالوحشِ تمضغُ أنيابُ ... لـم يـجـدْ راعـيًـا يسلُّ عصاهُ فـلْـيُـجدِّدْ زحفَ الصليبِ بجيشٍ هـبْـهُ بـيـنَ الورى خسيسًا لئيمًا وسـفـى الـعـفَّـةَ الـتي أكرمتْها فـإذا الأرضُ حـانـةٌ لـلـبـغايا وهـو الـغـيُّ مـلَّـةٌ مـلـكـتْها وتـلـظَّـى بـكـبـريـاءِ نفوسٍ هـو وكـرٌ لـكـلِّ داءٍ ومـقـتٍ ومـلاذٌ لـلـمـجـرمـيـن بركنٍ وامـتـدادٌ لـجـاهـلـيـةِ كـفرٍ فـيـدٌ تـمـلأُ الـبـلادَ فـسـادًا وسـمـومٌ تـفـورُ فـي كلِّ قُطرٍ هـكـذا الـكـفـرُ ظـلمةٌ وضياعٌ فـإذا الـنـاسُ فـي وجومٍ تراءوا يـومَ ضـلَّـتْ عن الصراطِ خطانا لـم نـجـدْ غيرَ ملعبِ الذُّلِّ مأوىً وأخـو الـغـيِّ مـالـه غـيرُ لهوٍ * * * يـالـطـغـيـانِ حِـقـبـةٍ دفنتْنا ورأيـنـا فـيـهِ ضمائرَنا يومَ ... هـكـذا تـخـنـعُ النفوسُ وتنسى فـتـرى الـصربَ لعنةُ اللهِ عليهم (( سِـربـنـتشا )) وللمذابحِ وهْجٌ وتـلاهـا سـقـوطُ زيفِ الدَّعاوى لـمَـن الـشكوى يا إلهي وقومي والأعـادي ومـا لـديـهم هنا من إنَّـه الـكفرُ : لؤمُه ، حقدُه يفتحُ ... يـحـمـلُ الـقـتلَ مغرمًا بشمالٍ مـتـلـفًـا مـايـراه مـن أُمنياتٍ خـنـقَ البسمةَ الطهورَ لأطفالٍ ... فـي دعـاوى حـضـارةٍ لم تزدْهم ودمـاءٍ مـسـفـوحـةٍ وشـقـاءٍ والـنَّـصـيـبُ الأوفى لأمتِنا من مالها ... في زمانها لم تجدْ شربةَ ... مـالـهـا ... لـم تـنمْ قريرةَ عينٍ مـالـهـا ... لاتـرى بنورِ صباحٍ مـالـهـا الـيـومَ أطـبقتْ شفتيْها مـالـهـا ... قـلَّبُوا الأمورَ عليها مـالـهـا ... أفـقدوا بنيها حِجاهم مـالـهـا ... ضيَّعتْ كنوزَ علاها مالها ... ثمَّ مالها ... كيف تاهتْ ؟ فـمـتـى تـبدأُ المسيرة بالعزِّ ... مـن كُـوى الـغُـمَّـةِ الثَّقيلةِ أرنو أَأَ رى الـنُّـورَ مـرَّةً فـي زمـانٍ كـبَّـلـوا صـبـحَه الحبيبَ نهارا وشـووا ساعديهِ في وهجِ المكرِ ... ويـصـولُ الـطاغوتُ يأكلُ طيرًا يـحـمـلُ الكأسَ علقمًا ، ثمَّ يحثو * * * مـن كُـوى ظـلمةِ المظالمِ : قلبي هـو آتٍ واللهِ بـالأملِ الحُلوِ ... فـتـأهَّـبْ ولا تـخـفْ من عدوٍّ إنَّ ديـنَ الإسـلامِ ديـنٌ مـكـينٌ قـلْ لـمَـن أفـلـتوا الذئابَ علينا إنَّـه الـثـأرُ لـن يـنـامَ بصدرٍ ويرى المخلصون في ألقِ الصَّبرِ ... يـتـجلى على مشارفِ رضوانٍ ... ويـواتـيـه بـالـمـنـى نفحات إنَّـه الـفـضـلُ والـرضـا بنعيمٍ هـاهـو الـنـصرُ لاحَ فوقَ دماءٍ | والمنونِمـشـمـخـرًّا بـحـقـدِه لـم يـزلْ سـمُّـهـا بقعرِ الوتينِ وشـيـابٌ إذْ حـزَّ بـالـسِّـكـينِ كـالـحـاتٍ كـوجـهِـه المأفونِ ... ضـمَّـتْ شـمـالَـه بـاليمينِ ... مـآسـيـهِ مـن قـطيعٍ ضئينِ فـعـصـيُّ الـرعيانِ طوعُ خؤونِ مـاتـوانـى بـسـيـفِه المسنونِ أَوَلَـمْ يـرمِ أهـلَ ديـنٍ مـكينِ !! شـرعـةُ اللهِ فـي الـكتابِ المبينِ وإذِ الـعـيـشُ مـرتـعٌ لـلمجونِ قـسـوةُ الـكـفرِ سهمُها في العيونِ ديـنُـهـا مـا بـفُـحشِه المأفونِ ومـدارٌ لـكـلِّ فـعـلٍ مـشـينِ بـالـمـخـازي وبـالـخنا مقرونِ مـسـتـفـزٍّ مـدجَّـجٍ مـلـعونِ وتــؤزُّ الــعــبـادَ أَزَّ أُتـونِ حـيـثُ عـضَّـت بنابِها المستبينِ أفـرزتها في العصرِ فوضى القرونِ بـيـنَ فـكَّيْ حربٍ ضروسٍ زبونِ ونـبـذنـا نـورَ الـصراطِ المبينِ فَـلْـنـروِّحْ عـن عـارِنا بالجنونِ وهـوى الـسَّـاقـطاتِ خيرُ خدينِ * * * فـتـواربْـنـا بـيـن ليلٍ حزينِ ... اسـتـنامتْ على السريرِ المهينِ مـا أتـاهـا مـن الـهدى واليقينِ مـرَّغـوا بـالـتـرابِ عزَّ الجبينِ ضـجَّ بـالـجمرِ في سكونِ الجونِ لـيـس بـالـمرتضَى ولا بالثَّمينِ فـي سُـبـاتٍ وغفلةٍ من قرونِ !! طـيـرانٍ ومـدفـع وسـفـيـنِ ... شـدقـيـهِ لـم يـكنْ بالأمينِ والـجـنـايـات عـشـقُها باليمينِ ذابـلاتٍ فـي حـشـرجاتِ الأنينِ ... وأودى بـرفـرفـاتِ الـحنينِ غـيـرَ ضـنـكٍ وحسرةٍ كلَّ حينِ يـتـمـادى وأدمُـعٍ فـي الـعيونِ سـيـلِ هـذا العنا الممضِّ السَّخينِ ... مـاءٍ نـقـيَّـةٍ فـي مـعينِ !! رغـمَ مافي بستانِها من غصونِ !! فـي ربـاهـا من طائرٍ ميمونِ !! وأكـبًَّـتْ عـلى السَّرابِ المهينِ !! بينَ عنفٍ حسبَ الظروفِ ولينِ !! فـأمـاتَ الإذعـانُ نـورَ اليقينِ !! وتـخـلَّـتْ عـن كلِّ عقدٍ ثمينِ !! بـعـدَ هديٍ أحلامُها في ظنونِ !! ... وتـمـشـي بدربِها المأمونِ !! خـلـفَ أُفْقِ الأسى المملِّ الضَّنينِ بـاتَ فـيـه الإسلامُ قيدَ سجونِ !! بـيـدٍ مـن حـديـدِ حـقـدٍ دفينِ ... فـأضـحـى الهدى بلا تمكينِ فـي الـمـغـانـي إذا شـدا للدِّينِ فـي عـيـون الأبرارِ رملَ المنونِ * * * لايـرى غـيـرَ فـجـرِنا المكنونِ ... وبـالـخـيـرِ فوقَ ألفِ سفينِ مـكـفـهـرٍّ بـوجـهِـه المأفونِ وسِـواه الـضـلال غـيـرُ مكينِ مـن يـهـودٍ و صربِ غربٍ لعينِ وشـعـاعُ الـقـرآنِ فـوقَ الجبينِ ... فـراديـسَ عـالَـمٍ مـيـمونِ ... يـنـاجـي الشهيدَ غيرَ حزينِ هـي أشـهـى من نفحةِ الزيزفونِ فـي جِـنـانٍ زهـتْ وحورٍ عينِ وشـهـيـدٌ يـزفُّ بـشرى الأمينِ | الجنونِ