من دروس الحذاء
د. محمد عبد المطلب جاد
أستاذ سيكولوجيا الإبداع
جامعة طنطا-جمهورية مصر العربية
3
آهِ يا أمَّاهُ ما لى كُلُّ خاتمةِ الليالي
حالكاتٌ صِرْنَ سُودَا
يا بُنَىْ أَعْطِ انتباها ، فعلى العكسِ أراهَا
إنها أكثرُ جُودَا
كمْ مِنَ العُمْلاتِ حُزْتَ ؟ وبِزَيفِ الصَّوتِ فُزْتَ
وب (منهاتن) طِرْتَ ،بينما اليومَ غَدَوْتَ
فاجِرَاً أصْلَبَ عُودَا
**
ها هنا، تَأْسَفُ أنَّ المخبرينَ (استنطعوك )
وهناك تقولُ: حَرَّرْنَا الشعوبَ من المُلُوك
تَعْتَلِى جُثَثَ الضَّحَايَا طالباً أنْ يَشْكُرُوك
هكذا صِرْتَ صَفِيقَاً وعَنِيدَا
**
يومَ (منهاتنَ ) كُنْتَ مِثْلَمَا الفأرِ تَفِرْ
كُنْتَ لا تَعْرِفُ من أمْرِ السياسةِ أىَّ أمْرْ
قامتْ " الأحْبَارُ " بالتعليمِ ، كَمْ لُذْتَ ب " حَبْرْ "
وتَعَمَّدْتَ دماءً وصَدِيدَا
**
أوَ لَمْ تَنْزِلْ صواريخُ العراقِ على اليهود ؟
أوَ لَمْ تَصْنَعْ مُفَاعِلَهَا وأعْلَنَتْ الجُحُود؟
أوْقَفَتْ قَتْلَ عِمَامَاتٍ بأرضِ الجَارِ سُودْ
أنْتَ أصْبَحْتَ على الدِّينِ عَمِيدَا
**
آهِ يا أُمَّاهُ لو تدرينَ ما خَلْفَ السُّطُورْ
إنَّهُ مَحْضُ افْتِرَاءٍ مِنْ أفَاعِيلِ الفُجُورْ
اذهبي ال " أَيبَاكَ " كي تستكشفي السِّرَّ الخطير
يَنْشُدُونَ الكَونَ أجْمَعَهُ يَهُودَا
**
كانَ تمثالاً وقد صَفَعُوا بأحذيةٍ حَجَرْ
قد جَمَعْنَاهُمْ لنُثْبِتَ أنَّهُمْ طَلَبُوا المَفَرْ
بينما هذا الحذاءُ أطاحَ كُلَّ ما اسْتَتَرْ
جاءنى من " مُنْتَظَرْ " تفجير ما لم أنْتَظِرْ
بينَ صَفْعَيْنَا بَدَا البَوْنُ بَعِيدَا
**
إنَّهُ الأضْحَى وذِكْرَى ، وبِهَا وجْهِى تَلَطِّخْ
شَاطَ ما عِشْنَا سِنِينَاً فى سِتَارِ الليلِ نَطْبُخْ
وغداً هذا الحذاءُ سَيَمْلأُ الدنيا ويُفْرِخْ
سادةً تَحْمِى حِمَاهَا وأُسُودَا
**
4
(دِكْ تْشِينِى) يا مستشارَ الْكَدَرْ
أَشِرْ يا حَلِيفَ الزَّمَانِ العَكِرْ
وَنَادِ رامسفيلدَ وابْعَثْ لِ (رَايِسْ)
وَدَبِّرْ طريقاً ، وَهَيِّىْء مَفَرْ
أَمَا كُنْتَ أنْتَ المُدَبِّرَ قَنْصَاً
لِنَفْطٍ غَزِيرٍ يُزِيغُ البَصَرْ ؟
وَلَفَّقْتَ أسلحةً للدَّمَارِ
وَجَمَّعْتَ مَنْ يَحْفُرُونَ الْحُفَرْ !؟
أَمَا قُلْتَ أنَّ العراقَ سَيَقْذِفُ
فى وَجْهِنَا رائعاتِ الزَّهَرْ ؟
وجاءَ الخِتَامُ بِقَذْفِ الحذاءِ
يُكَذِّبُ ما أكَّدَ المُخْتَبَرْ
وَيَهْتِفُ أنَّ العراقَ سيبقى
بِأَرْضٍ خَرَابٍ ولا يَنْكَسِرْ
**
(رامسفيلدُ) ، رَغْمَ مئاتِ السُّجُونِ
وَدَفْنِ المجاميعِ تحتَ الحَجَرْ
وَهَدْمِ البيوتِ وَقَصْفِ القُصُورِ
وَهَتْكٍ وَفَتْكِ بِكُلِّ الصُّوَرْ
وَرَغْمَ إعَادَتِهِمْ للظَّلامِ
ورغْمَ الخَرَابِ بِكُلِّ مَقَرْ
وَرَغْمَ التحالُفِ : مِنْ راغبينَ
ومِنْ كارهينَ ومِمَّنْ غَدَرْ
وَمِنْ حالمينَ ومِنْ ساخطينَ
ومِنْ عَوْنِ جَارٍ قَصِيرِ النَّظَرْ
ورِغْمَ التَّشَرُّدِ، رَغْمَ المَنَافِي
وثَكْلَى بكلِّ القرى والحَضَرْ
يَقُولُ الحذاءُ سنبقى لآخرِ
طِفْلٍ نَزُودُ وَلَوْ بالحَجَرْ
ولَنْ يسقطَ الرَّافِدَانِ لِبَاغٍ
وإنْ جاءَ كُلُّ رُعَاةِ البَقَرْ
**
أبَا زَيْدِ (جُونْ ) أَصْلُكَ العَرَبِىُّ
أمَا شَفَّ عّمَّا لَهُمْ مِنْ فِكَرْ؟
أمَا كُنْتَ تعرفُ قَذْفَ الحذاءِ
كَغَايَةِ سُخْطٍ إذا ما انْفَجَرْ ؟
أما قد تنبأتَ يوماً بأنَّ
الحذاءَ سيصبحُ مِنْهُ الخَطَرْ ؟
أجابَ الحذاءُ سؤالاً بَقِيتُ
أُرَدِّدُهُ حيثُ لم نَنْتَصِرْ :
على أىِّ وَجْهٍ سأخْرُجُ مِنْهَا؟
وكيف سَأَبْدُو كَمَنْ قد ظَفَرْ؟
أجابَ وكان بليغَ الجَوَابِ
سَتَخْرُجُ فى ذِلَّةْ المُنْدَحِرْ
**
لَحَى اللهُ (ليزا) لَكَمْ هَيَّأَتْ لِى
بِأَنَّ كُنُوزَ العراقِ تَسُرْ
وأنَّ صِمَامَ العراقِ تَهَاوَى
وبالنَّارِ سوفَ أرى اللَّيثَ فَأْرْ
وأنَّ الجِوَارَ خَلِيقٌ بِجَعْلِ
العراقِ على بُعْدِ شَهْرٍ يَخِرْ
وأنَّ الحليفَ بأرضِ العراقِ
شديدُ الخُصُومَةِ يَحْيَا بِثَأْرْ
وأنَّ القِلاعَ ستَهْوِى سريعاً
كَطَىِّ السحابِ سريعاً يَمُرْ
وحينَ نُجَرِّدُ كُلَّ العراقِ
بِأَيدِى بَنِيهَا سَتَخْلُو البُؤَرْ
ولن يَتَبَقَّى سِوَى زَرْعِ حُمَّى
التَّنَاحُرِ تَأْكُلُ ما يَزْدَهِرْ
بِخَلْقِ أقاليمَ من كل عِرْقٍ
وأَصْلٍ ودِينٍ ونَرْمِى الشَّرَرْ
ونَلْعَبُ دَوْرَ التَّوَازُنِ حتى
يُذِيبَ الجميعَ لَظَىً يَسْتَعِرْ
ونَمْلأُ جَفْنَاً بِنَومٍ طَوِيلٍ
بِسَحْبِ الجِوَارِ إلى المُنْصَهَرْ
ويَهْدَأُ رَوْعُ الرِّفَاقِ بِ (تَلِّ
أبيبَ) بِشَرْقٍ جديدٍ يُدِرْ
وجاءَ الحذاءُ لِيَقْطَعَ حُلْمَاً
وَيَنْسِفَ ما كادَ أنْ يَسْتَقِرْ
فقالَ :سيبقى كفاحُ العراقِ
لآخرِ يومٍ وآخرِ عُمْرْ
**
وغدا مع درس جديد من دروس الحذاء