لو عَلِمُوا لجاءوا خيرَ هاد
20كانون12008
د. محمد ياسين العشاب
لو عَلِمُوا لجاءوا خيرَ هاد
د. محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
[email protected]
عَـجِـبْـتُ لأُمَّةٍ رَأَتِ ولَـوْ لَـمَـحَتْ وَضَاءَتَهُ بقَلٍْب و مَـنْ لَـمَحَ الضياءَ بلا فؤادٍ فـيَـا وَطَنِي و إِنِّيَ بَيْنَ أهلي كَـأَنِّيَ مُبْعَدٌ، وصُرُوفُ عَيْشِي و مـا حُـزْنِي لغيِر هوانِ قومٍ أَبَـوْا نُـورَ الـحبيبِ لَهُمْ دَلِيلًا أَيَـلْـتَـمِسُونَ في الدنيا حَيَاةً أَلَـمْ تَـرَ كيفَ رَوَّعَهُمْ عَتِيٌّ وغَـيَّبَهُمْ عَنِ النورِ احْتِجَابٌ وتَـاهُـوا عن قلوبِهِمُ انشِغالاً وضَـيَّـعَـهُمْ مَآبٌ حَزَّ فيهم إِذِ انْـتَـبَـذُوا بـغَفْلَتِهِمِ مَكَانًا فـمـا وَجَدُوا مِنَ الدنيا ثوَابًا وجَـاسَ خِـلاَلَ أنفُسِهِمْ قَلِيلٌ فـأنَّـى بعدَها يُرْجَى صَوَابٌ فإِنْ ظَنَّتْ فمَحْضُ هَوًى، ولَوْلَا وهـل ظَنُّ النفوسِ يُعِزُّ قَوْمًا! و لَـو ْعَلِمُوا لَجَاءُوا خيرَ هَادٍ و قـالوا : يا حبيبَ اللهِ جِئْنَا و نَـرْجُوا اللهَ يَغْفِرُ كُلَّ ذَنْبٍ أَبَـتْ إِلاَّ الـشـقاءَ لنا حَيَاةٌ جـمـيـعًا أَغْرَقَتْنَا في عُبَابٍ أَتَـيْـنَـا و النفوسُ مُرَوَّعَاتٌ فـإِنْ هِيَ حَلَّ فيها النورُ هَبَّتْ ولو جَاءُوكَ ما أَحْسَسْتُ خَوْفًا * * * إذا أَحْـسَسْتَ خوفًا و اغْتِرَابَا فـدَعْ لـلـهِ أَمْرَكَ و اسْتَخِرْهُ و قُـمْ سَـحَرًا و لا تَعْتَدْ مَنَامًا و أَكْثِرْ مِنْ دُعَائِكَ و اتْلُ ذِكْرًا و تُـبْ و ابْدَأْ حياتَكَ مِنْ جَدِيدٍ | الشِّهَابَافَـفَـرَّتْ مِـنْهُ تَحْسِبُهُ مُصَابَا لـكـان إِذًا سَـوَادُ القلبِ ذَابَا و فَـهْـمٍ مـا رأى إلا سَرَابَا و خِـلَّانِـي تَـحَمَّلْتُ اغْتِرَابَا عَـهِـدْتُ لَـهُنَّ أَكْبَادًا صِلَابَا أَبَـوْ إلاَّ الـمَـذَلَّـةَ و العَذَابا و ذَلُّـوا بعدَ أن رَكِبوا السَّحَابَا بِغَيْرِ النُّورِ ؟ قَدْ رَامُوا الْخَرَابَا! مِـنَ الأَزَمَـاتِ أَوْرَثَهُمْ عَذَابَا عَـنِ الإصباحِ زَادَهُمُ احْتِجَابَا بِـهَـمٍّ سَـامَـهُـمْ منه اكْتِئَابَا ومـا وَجَـدُوا سِـوَاهُ لَهُمْ مَآبَا مـن الـدنـيا قَصِيًّا كان قَابَا ولا وَجَـدُوا مِنَ الأخرى ثوابا مِـنَ الآمـالِ ضَاقَ بِهِمْ فَغَابَا لأنـفُـسِهِم و ما عَرَفَتْ صَوَابَا أَضَـاعَـتْ كُلَّ رُشْدٍ ما أَجَابَا ويَـفْـتَحُ في الدُّنَى للعدِلِ بابا! بـأَفْـئِـدَةٍ تَـبَـيَّنَتِ الصَّوَابا نُـرَجِّـي مِـنْ مُعَلِّمِكَ الْمَتَابَا و يَـرْفَـعُ رَحْـمَةً عَنَّا الْعِقَابَا تَـجَـشَّـمْـنَا لِشِدَّتِهَا الصِّعَابَا ولـم نَـرَ مـثـلَ فِتْنَتِها عُبَابَا وهَاذِي الأرضُ قد أَمْسَتْ يَبَابَا فـلَـوْلاَ حَـلَّ فيها واسْتَجَابَا! و لـو جاءوكَ ما ذُقْتُ الوِصَابَا * * * مـن الدنيا و حُزْنًا و اضطرابا تَـفِـضْ بالأمنِ يُهْدِيكَ الجَوَابَا و طَـهِّرْ قلبكَ الساهي ارتِيَابا تَـنَلْ من نورهِ العَجَبَ العُجَابَا تَـذُقْ شَـهْـدًا و أَيَّـامًا عِذَابَا |