في مناجاة الخالدي
25تشرين12008
شريف قاسم
إلى روح الشيخ العلاَّمة
حسين رمضان الخالدي يرحمه الله
شريف قاسم
ذكـرْتُـكَ والأسـى يـجتاحُ ولـم أرَ أيَّ عـصـرٍ فـي تـبـارٍ يـهـيـجُ طـغـاتُـه من غيرِ طبلٍ وبـاتَ لـظـلـمِـهـم نـابٌ وظُفرٌ وصـفْـتَ زمـانَـهـم يـاشيخُ حقًّا وأعـلـمُ أنَّـكَ الـداعـي لـصـبرٍ ويـعـصـفُ عـصـرُنـا هذا بحقدٍ فـقـالَ وفـي مـقـالـتِـه شجونٌ فـقـلْـتُ : وكـيـف لاقيْتَ الرزايا فــقـال وفـي عـيـنـيْـهِ نـورٌ فـقـلـتُ : وكـيف كنتَ تعيشُ فيه شـدائـدُ نـاجـزتْكَ : فزادَ يروي : فـقـلْـتُ ، وهـزَّنـي مـنه اعتدادٌ وكـيـف إذا اكـفـهـرَّ عـلى ربانا أأنـت لـه ؟! فـقـال عـلى يقينٍ : رجـعْـتُ أُعـالـجُ الـبلوى وما قد عـلـى مـا قـد كرهتُ ليَ اصطبارٌ أيـا شـيـخـي ذكـرْتُكَ حيثُ كانت وصـايـا الـشـيـخِ فلسفةٌ تراءتْ ولـي بـعـقـيـدتـي فـيـها ملاذٌ أَأَنـسـى اللهَ فـي الـدنـيـا وأحيا وكـيـف أقـولُ : يـاربِّـي أعـنِّي وأرجـعُ رغـمَ أنـفـي مـسـتغيثًا ولـم يـنـفـعْ هـوى ليلى وسلمى وعـدْتُ بـخـيـبـتي من كلِّ حقلٍ ولـم تُـجـدِ اسـتـغـاثـاتي مرارًا ولـم يـسـمـعْ لها الطاغوتُ كسرى تـهـدَّمَ مـا عـلا مـن صرحِ مجدٍ وســالـتْ أدمـعٌ وجـرت دمـاءٌ وهـل تُـنـسَـى سـراييفو وتمضي وفـي الأفـغـانِ مـازالـتْ رحاها ألا نــوفـي بـعـهـدٍ إذْ عـرانـا فـجـئْـتُ وقـد هُديْتُ بفضلِ ربِّي سـلـمـتُ مـن الـسفاهةِ والتَّمادي وإنَّ الـعـيـشَ لـلـنـاسِ ابـتلاءٌ وفـي وجـهِ الـتُّـقـاةِ لـه ائتلاقٌ وغـيـرُكَ أيُّـهـا الـشـيخُ المفدَّى فـكـمـن مـن عـالِـمٍ مـاتت لديه فـلـيـس لـه مـن الخيراتِ فضلٌ وفـي يـوم الـقـيـامةِ ليس يُدرَى ذكـرتُـك والـنـوازلُ مـقـبـلاتٌ وألـمـحُ وجـهَـكَ الـبـاهي بسيمًا تـحـدِّثُـنـي ، فـيصغي كلُّ سمعي وأعـلـمُ أنَّ فـي الـكـلـماتِ نورًا غـزلْـتَ بـهـنَّ حـكمةَ مَنْ تصدَّى ومـا زالـت لـنـا نـبـراسَ عـزٍّ يـعـيـشُ الـمـؤمنُ الحـرُّ الليالي ويـشـمـخُ فـي الـقيودِ ولا يبالي لِـمَـنْ يـحـيا على اسمِ اللهِ حُـرًّا فــخـارٌ عـنـدَ بـارئِـه مـديـدٌ هـو الـوهـابُ يُـغـنـي مَنْ أتاه حـديـثُ الـشـيخِ أدركَ في فؤادي * * * أيـاربِّـي دعـوتُـكَ مـسـتـجيرًا دعـوتُـك رغـمَ آثـامـي جـريحًا تـنـادي والـرزايـا مـضـرَماتٌ تـقـبَّـلْـهـا رضًـا ، واقبلْ دعاها بـفـضـلِـكَ واسْـتَـجبْهُ نداءَ شيخٍ وشـكـوى مـن فـمِ امـرأةٍ بـقدسٍ ولـهـفـة مـؤمـنٍ يـاربِّ أمـسى أيـاقـيُّـومُ يـا حـيُّ انـتـشـلْـنا | صدريوآفـاتُ الـزمـانِ أردْنَ عـلـى مـرِّ الـلـيالي مثلَ عصري ويـطـلـقُ سـهـمَـه من غيرِ ثأرِ فـقـم تـشـهـدْهُ فـي نـابٍ وظُفرِ وقـد شـربَ الـجُـنـاةُ بكأسِ كفرِ وأُوقــنُ أنَّـكَ الأقـوى كـنـسـرِ فـهـل مـن منقذٍ من عصفِ جمرِ !! (( على مضضِ الجفا قاسيْتُ دهري )) وهـمًّـا عـشْـتَه في طولِ عمرِ ؟؟ (( يـريـنـي شدَّةً وأُريه صبري )) وسـاحـلُـه عـلـى مـدٍّ وجزرِ ؟؟ (( ويـلـقـانـي بـوجـهٍ مكفهرِّ )) بـحـولِ اللهِ لـن أرضـى بـخُسرِ وجـرَّعـنـا الأسـى في ليلِ قهرِ ؟؟ ( وألـقـاهُ بـأنـفٍ مـشـمـخرِّ ) حـمـلْـتُ مـن المكارهِ فوقَ ظَهري وفـي شـفـتـيَّ من جَلَدي وشكري وصـايـاكَ الأثـيـرةُ نـهـجَ خيرِ عـلـى نـورٍ مـن الـتـقوى وفخرِ لــوعــدِ اللهِ فـي حُـلـوٍ ومُـرِّ عـلـى نـأيٍ يـطولُ بها وهجرِ !! وربـي لـيـس فـي قلبي وفكري !! بـبـارئِ طـيـنـتـي في كلِّ أمرِ ولا أُغـرودةٌ ثـمـلـى بـشـعري ولـم يـجـنـي المنى كرِّي وفـرِّي بـغـيـرِ اللهِ فـي سـرِّي وجهري وقـيـصـرُ مـثـلُـه ماكانَ يدري وأخـوى مـا زهـا مـن تـيهِ قصرِ بـكـشـمـيـر الـمـآسي مثل نهرِ دمـاءُ الـمـسـلـمين بدارِ ذُعرِ !! مــلاحـمَ لاتـقـيـلُ مـع الأمَـرِّ دهـاءُ الـكـافـريـن بسيلِ مكرِ ؟؟ وأُلـهـمْـتُ الـسـدادَ بطولِ سيري وعـشـتُ بـديـنِ خـالـقِيَ الأبرِّ فـذو عـسـرٍ بـغـمـرتِـه ويسرِ ونـورُ الـصَّـالـحـيـن وسامُ فخرِ يـرى دنـيـاهُ فـي لـهـوٍ وهـذرِ طـيـوبُ الـحـقِّ من ثمرٍ وزهرِ !! بـه لـلـنـاسِ مـن نـفـعٍ وبِـرِّ إذا وقـفَ الـورى مـن دون سِـترِ ومـا فـي الأفـقِ مـن نورٍ لفجرِ !! بـلـيـلِ الـتـيـهِ فـيَّـاضًا كبدرِ وأُدركُ مـا كـتـبـتَ بـكـلِّ سطرِ يـبـدِّدُ مـاعـرا فـي سـاحِ فكري لـحُـلـوٍ مَـرَّ فـي الـدنـيا ومُـرِّ يـؤكِّـدُهـا الـهـدى في لوحِ بِـرِّ ولا يــرضَـى بـذلٍّ أو بـنُـكـرِ بـمـا لـلـنـاسِ من غدرٍ و ضُـرِّ ويُـسـنـدُ ركـنَ سـيـرتِه لِطُهرِ : وخـيـرٌ زادَ عـن عَـدٍّ و حـصرِ ويـجـزلُ بـالـعـطـا لكثيرِ شكرِ هـوى أرسـى قـواعـدَه بـصدري * * * بـحـولِـكَ مـأمـني وفِكاك أسري لـنـكـبـةِ أُمـتـي من طولِ هجرِ أنـا مـنـكـوبـةٌ فـي كـلِّ قـطرِ بـطـفـلٍ عـاجـلـتْـهُ أكفُّ غدرِ أتـاكَ ومـا أنـاخَ بـبـابِ غيرِ !! وأخـرى لـم تـجـدْ سِـتـرًا بخدرِ أسـيـرًا بـيـن طـغـيـانٍ وكفرِ فـقـد بـلـغَ الـلظى أثوابَ سترِ !! | كـسـري