خَاصَمَ العِيدُ بريدي
11تشرين12008
د. محمد جاد
د. محمد عبد المطلب جاد
أستاذ سيكولوجيا الإبداع
جامعة طنطا-جمهورية مصر العربية
جـاءَ كُـلَّ الـنـاسِ عيدٌ وأنا ما جاءَ مـا الـذى قَدَّمْتُ حتى خاصمَ العيدُ بريدي؟ قـد خلا من وجهِ أمى، قد خلا من وجهِ أختي قـد خـلا مـن وجهِ سيدتى ومشكاةِ وجودي * * * خـاصـمَ الـعـيـدُ بريدى ونَأَى عَنِّى بعيدا مـا بِـمِـحْـرَابِي سوى قلبى أُضَمِّدُهً وحيدا أفْـتَـحُ الـمـاضىَ من أسْطُرِ سيدتى مرارا أرتـوى مـنـهـا مُوَاساتى وأسْتَخْرِجُ عيدا * * * لا تَـسَـلْـنِـى كـيـفَ تحيا ببريدٍ ومَقُولَه وسـطـورٍ ومـعـانٍ إيَّـمَـا طالتْ قليله إنـهـا لُـقْـيَـا مـلاكٍ إنـها لُقْيَا رَسُولَه إنـهـا لُـقْـيَـا بِـرُوحٍ مِنْ لَدُنْ رَبِّى جليله * * * تـتـهـادى عَـبْـرَ أوردتى وأوصالى دَبِيبَاً تَـغْـسِـلُ الآلامَ والأوجـاعَ تـغشانى طبيبا وتُـعِـيْـدُ الـقـلبَ حَيَّا بأهازيجِ الطفوله تـغـمـرُ الـنـفسَ شعوراً بانفعالات مهوله * * * يـا خَـجُـولةُ فى زمانٍ لم يَعُدْ فيه خَجُولْ ورسـولٌ فـى زمـانٍ لا يُـرِيْدُ لهُ رسولْ لا تَـغِـيـبِى عن فؤادى ، غيبةُ اليومِ تَطُولْ تـأكـلُ الـباقىَ منى ويُعَاِوُدِنى الذُّبُولْ * * * آه يـا ربـى إذا مـا فـارقـتْ رُوحى أُمى آه لـو أظـلـمَ يـومـاً عالمى وانْهَدَّ حُلْمِى آه لـو فَـرَّ نَـسِـيـمـى تاركاً قلبى بِهَمِّى كـيـف يـا رَبَّـاهُ أحـيا ؟ بَدِّدْ اللهُمَّ وَهْمِى * * * رَبِّ مـاذا قـد دَهَـانِى ؟ ما الذى فِىَّ أراه؟ رَبِّ كـيـف إِذَنْ سـأحيا إنْ تُفَرِّقْنَا الحياه ؟ لـو أرادتْ قَـطْـعَ حَبْلِ السُّرِّ فى يومٍ تراه؟ يـومـهـا يـا ربُّ بَلِّغْ عُمْرَ قلبى مُنْتَهَاه * * * آهِ يـا سـمـراءُ لـو أُهْـدِيْـتُ تدبيرَ الإله وعـلـى الـلـوحِ تَـقَـدَّرَ لِى شِفَاءٌ ونَجَاه وغَـدَا كَـبِـدِى عَـفِـيَّـاً يملأُ الجِسْمَ حياه لـبَـقِـيـتُ العُمْرَ أسْجُدُ شاكراً فَيْضَ عَطَاه * * * يـا مـلاكـى أنـا لو عالجَ ربى ما لَدَىَّ وحَـبَـانِـى فَـضْـلَهُ وأَعَادَ هذا المَيْتَ حَيَّا وكـسـانـى رونـقـاً يـبعثُ ما صار بَلِيَّا لـجَـعَـلْـتُ القلبَ يَجْرِى ساعياً نَحْوَ الثُّرَيَّا * * * يـا مـلاكـى آهِ لـو مِنْ فَضْلِهِ رَبِّى شَفَانِى وأعـادَ الـرِّىَّ يَـسْـرِى غامراً كُلَّ كِيَانِى وانْـتَـشَتْ رُوحِى بِبَعْثٍ مِنْ لَدُنْ رَبٍّ نشانى لأَعَـدْتُ الـقـلـبَ يأوى شاكراً خيرَ مكانِ * * * يـا مـلاكـى أنـا لو يَمْتَدُّ بى عُمْرِى طويلا لأزَحْـتُ الـقُـبْـحَ واسْتَبْدَلْتُهُ رَوْضَاً جميلا ورَمَـيْـتُ الـقَـيْـظَ واستبدلته نَسْمَاً عليلا وتـركـتُ الـخِـزْىَ واسـتبدلته تاجاً نبيلا * * * يـا مـلاكـى أنـا لو أمْلُكُ تدبيراً لعُمْرِى آهِ مِـنْ سِرٍّ ولا تملكُ نفسى كشفَ سِرِّى: مـا الـذى أدمـى دمى وجفانى حينَ قهرى مـا الـذى دمـر وجـدانى وأقعدنى بقبرى مـا الـذى أطفأ روحى ورمانى رغم طُهْرِى وأعـيـشُ الـيـومَ أدْفِنُ كُلَّ آلامى بصدرى * * * يـا مـلاكـى أنا لا يعلمُ سِرِّى غيرُ ربى كيف أحيا ، كيف أسعى ، ما الذى يحويه قلبى مـا الذى ألقى بقربى ، ما الذى يسكنُ جنبى أىَّ مُـرٍّ أىَّ حُـلْـوٍ يـحتوى بُغْضِى وحبى * * * أنـا يـا سـمـراءُ لا شيخٌ ولا قارىءُ نَجْمِ إنَّـمـا لـى مـهـجةٌ تقرأ لى إحساسَ أُمِّى إنَّ لـى قـلـباً ويدرى ما الذى يسرى بِدَمِّى إنَّ لـى نَـفْـسَـاً على مِرْآتِهَا يُورِقُ حُلْمِى إنَّ لـى رُوحـاً تُضِىءُ بما سرى منكِ لفهمى أنـا يـا سـمراءُ صبرى قُدَّ مِنْ حَجَرٍ أَصَمِّ * * * لـيـتـنـى أصْـبِحُ ماءً فى خلاياكِ تَشَرَّبْ أو هـواءً بـارداً فـى حُضْنِ رِئَتَيكِ تَسَرَّبْ أو تُـرَابَـاً أيـنـما سِرْتِ يكونُ إليكِ أقْرَبْ أو دَمَـاً يـجـرى سعيداً فى وَرِيدِكِ لا يُعَذَّبْ لـيـتَ رُوحِى بينَ كَفَّيْكِ تُوَارَى يَوْمَ تَغْرُبْ | عيدي