جرح الفؤاد
21أيار2015
هيفاء علوان
هيفاء علوان
شاءت إرادة الله أن يسترد أمانته فقد توفي أخي الدكتور محمد أكرم علوان عن عمر يناهز ثمان وخمسون ، كان – رحمه الله-=أخا غالياً عزيزاً متواضعاً مضحياً ، بذل من نفسه وماله الكثير في سبيل الدعوة إلى الله ، لقد ترك حزناً غائرا في النفوس، وجرحاً نازفاً في القلوب، وثلمة نتمنى أن نجد من يسدها.
حسبنا أن نقول : إن العين لتدمع وإن القلب ليجزع وإنا على فراقك يا أكرم لمحزونون .
وفي فراق فقيدنا الحبيب قلت:
كتب الإله وشاءت قُبض الصفي فأدميت أجفاننا فتك البلاء بجسمه تباً له نحل القوام غدا ضعيفا ذابلاً وازدادت الأوجاع لكن صبرُه وتراكض الأهلون يبغون الرضى فالزوج تمضي والفرائص تلتوي وكذا الصغار تكتوي أكبادهم والجدة الثكلى تصبب دمعها وأخوه يمضي والمدامع تسألُ مازال يدعو، أخوتي ادعو له فالله يمسح إن أراد بلاءه إخوانه في الغرب يدعون له يدعون ربا قادرا يمحو الأسى كل يقدم مالَديه ويدعونْ أولاد أخته ما يملون البكا هرعت قلوب خلَّص تدعو له قمر أضاء بصيته وفعاله فأخيّ أكرم كان خيرا كله بالصمت يعمل مانحا أقرانه في الظل يعمل لايريد جزاءه يخفي الفضائل هل تراه مفاخراً لله يعمل مخبتاً متبتلا * * * أقبلت من سفري تبسم ضاحكا قد زاد شوقي للحبيب محمدٍ ياليتني طيرا أحلق في السما فتبضع القلب الحنون من الأسى حرمونيَ الفجار من نيل المنى * زاد المصاب أخي فليتك سالم من بايعوا الشيطان فهو إمامهم قد بارزوا الهادون في إيمانهم * * * كتب الإله وشاءت الأقدار غابت شموسٌ والفيافي أظلمت ومضى الحبيب إلى الجنان مفارقاً وانكفأ الأهلون يدعون له جادت سماء بالغمام فأمطرت فبكت عزيزا للأنام مكرما يوم ويومان وثالث بعدهم رحم الإله فقيدنا وأظله وسقاه من فردوسَ ماء سلسلا وأظله في ظل عرش حيثما يحشره مع خير الخلائق أحمد | الأقداردميت قلوب الخلق والأكدارُ ياليت شعري غابت الأقمارُ وذوت ورود الخد والنوارُ تترنح الأطراف فهي تحار متطاول ما هدّه الإعصار كبر المصاب وزادت الأخطار والقلب يُكوى مالها تحتارُ؟ يبكون سرا ، ربهم ستار تدعو لها الأفلاك والأقمار ماذا تراني فاعلا، يحتار؟ علَّ الشفاء يمنه الغفارُ يشفي العليل ووحده القهار كلٌ يترجم حزنه الجبار مامرت الأسحار والأبكار يارب فارأف،وحدك القهار أبكوا الرمال فناحت الأشجار رباه ،أكرمُ وابلٌ مدرار أدمى القذى وأطاعه الأشرارُ يهدي ويصلح، للهدى طيارُ كلَّ السلام ، وكلهم أبرارُ يرجو السلامة فالرضى أنهار لا والذي مَن هابه الإعصار أعماله الإصلاح والأذكار * * * يا أم أحمد هللتْ أطيارُ للكعبة الغرا فهذي منار فالنفس تسمو والجَنان يحار رب استجب، لعلني أُختار رباه أهلِكْهم أيا قهارُ *=* وليهلك الكفار والأشرار يؤذون قوما كلهم أحرار أهل الهدى في فعلهم أنوار * * * حمّ القضاء ،ذبُل النوار واربد غيم الكون، غاض نهار فتحسر الأحباب والسمار قد ودعوه وحزنهم موار مطرا غزيرا حبه مدرارُ يأبى الشنار وللعلا مختار بكت السماء ومثلها الأفكار في ظله، إذ تُصطفى الأخيارُ يشفي العروق وتُغسل الأوزارُ يتنقل الأبرار والأطهار في دار عدن ربنا الغفار |