حُزْني

حُزني شَقيقُ الرُّوحِ مِنْ زَمَنِ=إنْ غابَ عنّي زادَ مِنْ حَزَني " شَمسٌ" خَلا  بـ "جلالِ"  فلسفتي=فسَطَرْتُها مِمّا يُعلّمني شَهِدَ الطفولةَ في خَصاصَتِها=ورأى جُنودَ الفقرِ في بَدَني وسَقى دُموعي مِنْ مرارتِهِ=حتّى ارتوى دمْعي مِنَ الشَّجَنِ فكتبتُ في سِفْري وصيّتَه=وحفظتُها في السِّرّ والعَلَنِ : الفَـقْرُ ماءُ الطفلِ يُنبتُهُ=رَجُلاً مَتينَ الجِذْعِ والفَنَنِ والحُزْنُ رُبّانٌ يَسيرُ بِهِ=في أبْحُرِ الآمالِ لِـلْعُرُنِ لولاهُ لمْ يُدْرِكْ لُبانتَهُ=و لَباتَ لوْلا الحُزنُ في غَدَنِ * * *=* * * ومضَيْتُ في عُمُري أهَدْهِدُهُ=والحُلْمُ في صَدْري يُهَدْهِدُني أبْني مقاصيري فأرفعُها=بخلائقِ التقوى، وترفعُني ترْنو لِعَرْشِ المَجْدِ مَرْكَبَتي=وإلى عِناقِ الخُلدِ تَحْمِلني قدْ أعْشَتِ الأنوارُ أعيُنَهُمْ=فُلَتاءَ أهْلِ الجَهْلِ والدُّجَنِ أعْداءُ جُندِ المَجْدِ أسْهَرَهُمْ=مَنْ جَنّدَ الهِمّاتِ للزَّمَنِ نَهَضوا لِهَدْمي مِنْ مَواتِهِمُ=نَهْضَ الدّفينِ يقومُ مِنْ دُفُنِ وكأنّني اثّاقلتُ فوقهُمُ=غيظًا بِقَلْبِ الحُسّدِ الضُّغُنِ فَسَمعتُ مِنْ قَهْري ومِنْ كَمَدي=قَوْلاً، كأنّ الوَحْيَ يُلهمني: خُذْ مِنْ عَدوّ المَجْدِ سَوْرتَهُ=واسْجُرْ بغيظهِ خابيَ الوَهَنِ واحْبُكْ خيوطَ الحُزْنِ ضاحِكةً=تُعْيي عُيونَ الحاقِدِ الرَّعِنِ * * *=* * * يا أيّها المُعْتَرُّ يا حَزَني=يا سائلاً مازالَ يسألني أعطيتُكَ الآهاتِ أنسجُها=فأخذتَ آهاتي لتنسجَني هذا أنا، ألحُزنُ كوّنني=فغَدَوْتُ لا محزونَ يُشبهني