تَخْطِيطٌ..

محسن عبد المعطي عبد ربه

محسن عبد المعطي عبد ربه

[email protected]

أَجْلِسُ فَوْقَ (الْمُصَلِّيَّةِ) عَلَى شَاطِئِ النِّيلِ تَحْتَ أَشْجَارٍ خَضْرَاءَ ، وَالنَّسِيمُ عَلِيلٌ، وَالْهَوَاءُ جَمِيلٌ، تَمَنَّيْتُ أَنْ أَجْلِسَ طَوِيلاً فِي هَذَا الْمَكَانِ، أَسْتَنْشِقُ الْأُكْسِيجِينَ الصَّافِيَ، شِفَاءً لِقَلْبِي، وَرَاحَةً لِنَفْسِي، أَخَذْتُ أَتَأَمَّلُ النِّيلَ وَأُنَاجِيهِ، تَذَكَّرْتُ تِلْكَ الْأَيَّامَ الْجَمِيلَةَ فِي حَرْبِ السَّادِسِ مِنْ أُكْتُوبَرَ 1973م عِنْدَمَا عَبَرَ جُنُودُنَا الْأَبْطَالُ مِنَ الضِّفَّةِ الْغَرْبِيَّةِ لِقَنَاةِ السُّوَيْسِ إِلَى الضِّفَّةِ الشَّرْقِيَّةِ، وَحَطَّمُوا خَطَّ بَارْلِيفَ، مُحَطِّمِينَ مَعَهُ أُسْطُورَةَ الْجَيْشِ الْإِسْرَائِيلِيِّ الَّذِي لَا يُقْهَرُ تَذَكَّرْتُ تِلْكَ الْأُغْنِيَاتِ الْجَمِيلَةَ التي صَاحَبَتِ الْمَعْرَكَةَ ( بِسْمِ اللهْ ,اللهُ أَكْبَرِ بِسْمِ اللهْ بِسْمِ اللهْ) (وِبِالْبُنْدُقِيَّةْ رَفَعْنَا الْعَلَمْ وِ رَفَعْنَا وِ رَبَّكْ نَصَرْنَا) ( عَبَرْنَا الْهَزِيمَةْ يَا مَصْرِ يَا عَظِيمَةْ) ( الْمَرْكِبَة عَدِّتْ وَهِي مَاشْيَه وَالْكُلِّ شَايِفْهَا بْتِتْعَاجِبْ, وِالضِّحْكَة اهِي زَادِتْ وِبِتْغَنِّي كَانِ الْأَمَلْ مَغْلُوْبْ صَبَحْ غَالِبْ)  ,( قٌولْ قٌولْ, قٌولْ يَا سَادَاتْ يَلِّي كَلَامَكْ حِكَمْ قٌولْ قٌولْ, قٌولْ يَا سَادَاتْ ,اِلشَّعْبِ هَيْقُلَّكْ نَعَمْ ,وِمْشِينَا وِانْتَ قُدَّامْنَا ,وِارْتَفَعِتْ وَيَّاكْ أَعْلَامْنَا وِإِيمَانَكْ زَوِّدْ فِإِمَنَّا ,دَا إِيمَانَكْ زَوِّدْ فِإِمَنَّا, قٌولْ قٌولْ, قٌولْ يَا سَادَاتْ, يَلِّي كَلَامَكْ حِكَمْ قٌولْ قٌولْ, قٌولْ يَا سَادَاتْ ,اِلشَّعْبِ هَيْقُلَّكْ نَعَمْ) ( حَبِيبِي ,حَبِّ الرِّمَالْ وِالْقَنَالْ عَرْفِينُه ,حَبِّ الرِّمَالْ وِالْقَنَالْ شَيْفِينُهْ,حَبِيبِي  يَا حَبِيبِي,حَبِّ الرِّمَالْ وِالْقَنَالْ عَرْفِينُه ,حَبِّ الرِّمَالْ وِالْقَنَالْ شَيْفِينُهْ).... وَغَيْرِهَا ,فِي هَذَا الْجَوِّ الْجَمِيلِ عَلَى النِّيلِ، رَأَيْتُ كَلْبَةً، تَأْكُلُ مِنْ إِحْدَى الرِّمَمِ الْمُلْقَاةِ فِي النِّيلِ ، تَذَكَّرْتُ إِسْرَائِيلَ وَفِعْلَهَا الْفَاضِحَ، كَمْ تَحْلُمُ أَنْ تُسَيْطِرَ –بِخِسَّتِهَا- عَلَى وَادِي النِّيلِ ، وَتَتَمَنَّى أَنْ تُقِيمَ دَوْلَتَهَا الْكُبْرَى مِنَ النِّيلِ إِلَى الْفُرَاتِ، تَذَكَّرْتُ إِجْرَاَمَهَا وَقُبْحَهَا وَنَذَالَتَهَا وَغَطْرَسَتَهَا وَأَنَانِيَتَهَا وَحَيَوَانِيَّتَهَا فِي غَزَّةَ ، وَاللَّهِ إِنَّ الْكَلْبَ أَطْهَرُ ذَيْلاً وَأَصْدَقُ وَعْداً وَعَهْداً مِنْ إِسْرَائِيلَ هَذِهِ ] لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ[ [ سورة المائدة 78-80] الْأَطْفَالُ وَالنِّسَاءُ وَالشُّيُوخُ يُقَتَّلُونَ وَيُعَذَّبُونَ، عَرَبَاتُ الْإِسْعَافِ تُضْرَبُ، اَلْمُسْتَشْفَيَاتُ تُنْسَف، رِجَالُ الْإِنْقَاذِ رِجَالُ الْإِعْلاَمِ كُلُّهُمْ مُسْتَهْدَفُونَ اَلْجَمِيعُ أَمَامَ عَدُوٍّ فَاجِرٍ لَا يَرْحَمُ، تَذَكَّرْتُ قَوْلَ الْأُسْتَاذِ يَاسِرْ عَلَّامْ: إِنَّ الْيَهُودَ شَتَمُوا اللَّهَ ، قُلْتُ:- مُتَعَجِّباً - كَيْفَ؟! قَالَ : أَلَمْ تَقْرَأْ قَوْلَهُ تَعَالَى: ]وَقَالَتِ الْيَهُودُ: يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ)سُورَةُ الْمَائِدَةِ 64 ,أَيْقَنْتُ أَنَّ الْيَهُودَ مُشْكِلَةٌ ، وَلِمَ لَا؟! وَرَسُولُ اللَّهِ لَمْ يَسْلَمْ مِنْ أَذَاهُمْ ،فَكَمْ دَبَّرُوا وَتَحَايَلُوا لِقَتْلِهِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ نَجَّاهُ، بِوَحْيٍ مِنْهُ  ,] ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِين[ [ سُورَةِ يُونُسَ 103, تَذَكَّرْتُ أَنَّنِي اسْتَيْقَظْتُ صَبِيحَةَ هَذَا الْيَوْمِ وَأَخْبَرْتُ أَهْلِي وَأَصْدِقَائِي وَأَحِبَّائِي أَنَّنِي حَزِينٌ وَمُغْتَمٌّ لِأَجْلِ أَهْلِنَا فِي غَـزَّةَ، وَأَنَّهُ يَجِبُ عَلَى كُلٍّ مِنَّا أن يُفَكِّرَ فِي وَسِيلَةٍ أَوْ حِيلَةٍ لِلْقَضَاءِ عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَإِحْبَاطِ مُخَطَّطَاتِهَا لِلسَّيْطَرَةِ عَلَى الْعَالَمِ الْعَرَبِيِّ، يَجِبُ أَنْ نُخَطِّطَ لِتَدْمِيرِ هَذَا الْعَدُوِّ الْإِسْرَائِيلِيِّ الْأَمْرِيكِيِّ الْأُورُبِّيِّ، فَكَمْ خَطَّطُوا وَدَبَّرُوا لِاحْتِلَالِ الْعِرَاقِ وَإِذْلَالِهِ وَاسْتِغْلَالِ ثَرْوَاتِهِ، فَلِمَ لَا نُخَطِّطُ نَحْنُ الْعَرَبَ مُجْتَمِعِينَ لِإِذْلَالِ هَؤُلَاءِ الْأَعْدَاءِ؟!  وَلِمَ لَا نَتَّحِدُ اقْتِصَادِيًّا وَعَسْكَرِيًّا وَاسْتِرَاتِيجِيًّا وَسِيَاسِيًّا لِنَكُونَ قُوَّةً وَاحِدَةً يَهَابُهَا الْعَالَمُ.