لولاكَ يا عيدُ لم تحلُ الأغاريدُ=في كل ثغرٍ، ولم تَزْهُ العناقيدُ
إنا لنرقب يوماً نلتقيكَ بهج   =فالقلب في ظمأ والبِشر مفقودُ
أنت الرجاء إذا ما فاتنا أمل =وكلنا بلقاء العيد موعودُ
يقول لي صاحبي والبِشر يغمُرُه   =بشراك يا صاحبي قد أقبل العيدُ
غداً صباحاً ترى الساحات ضاحكةً=حتى الطيور لها شدو وتغريد
الناس يمشون في الأسواق ديدنهم    =شراء حاجاتهم والخير موجود
وللصــغار أناشــــــــــيد مشــــــــوّقة    =موروثة ولها في النفس ترديد
مالي أراكَ شروداً لا تجاوبني=إلا بصمت عميق فيه تنهيد
كأنما أنت مشغول تفكر في =أمرٍ وأنت بهذا الأمر مصفود
أجل.. لقد كنت مشتاقاً لرؤيته=ولا أزال وفيه الخير والجود
لكنّه لم يزل في الدرب.. يحجزه    =عنا وتحجزنا عنه الأخاديد
في كل قطر من الأقطار نازلة   =تكاد من هولها تبكي الجلاميد
العيد ليس الذي قد حلّ ساحتَنَا     =وسوف يرحل عنا، وهو محمودُ
العيدُ يوم ترى الإسلام خافقةً=راياتُه وعليها النصر معقودُ
العيدُ يوم يسود العدل منتصراً    =وينتهي عهد نمرودٍ ونمرودُ
العيد يوم يعود المُبعَدون إلى    =حِمى الأهل وظل الأمن ممدود
هذا هو العيد هذا ما أؤمّله    =نصر مبين وتكبير وتحميد
هذا هو العيد أفراح سأبصرها    =لا الليل يحجبها عني ولا البيد
تلوح لي رغم آلامي بشائرها    =وكل فجر وليد فيه تمهيد