لأجل ِ المبادِىءِ أسْمَى القِيَمْ = قطعتُ الفدَافِدَ .. ما مِنْ سَأمْ
 طمُوحِي أعانِقُ مجدَ الخُلودِ = وَغيريَ يسعَى وَرَاءَ العَدَمْ
 وَفلسَفتي ... فالخلاصُ بربٍّ = وَليسَ المَلاذ ُ بمال ٍ يُذ َمْ
 مَلأتُ كؤُوسَ الزَّمان ِ عِتابًا = رَشَفتُ كؤُوسَ الحَياةِ ألمْ
 تمُرُّ السنونُ وتبكي الليالي = وَجُرحُكَ يا قلبُ لم يلتئِمْ
 حَرَامٌ على العين ِ طعمُ السُّهاد ِ = حَرَامٌ على القلبِ أن يبتسِمْ
 وَكانت جناني مزارَ العذارَى = وَكانت حُقولي مَطافَ الدِّيَمْ
 غَدَوتُ المِثالَ لكلِّ كفاح ٍ = وَسَعيي المُباركُ نحوَ القِمَمْ
 كمثل ِالشُّمُوع ِ أضيىءُ لِغيري = وَفكري يُنيرُ طريقَ الأمَمْ
 وَشِعري يُحَرِّكُ كلَّ ضميرٍ = وَيُنطِقُ شعريَ حتى الصَّنمْ
 وَدَربُ الخَلاص لصَعبٌ عَصيبٌ = عَليهِ أسيرُ وَمَا مِنْ سَأمْ
 حملتُ صليبيَ من ربع ِ قرن ٍ = أعانقُ حلمي وأذكي الهمَم ْ
 وإنّي أتوقُ لفجرِ الخلاصِ = بربِّ إلهي تزولُ الظّلَمْ
 أغنِّي الحياة َ، ورُغمَ الجراح ِ = نثرتُ الورودَ وأحلى نغمْ
 وخضتُ الحتوفَ ونارَ الرَّزايا = بوجهِ الطغاةِ رفعتُ العلمْ
 وهيهاتُ يرتاحُ أو يستكينُ = ضميرٌ تلظَّى بنار ٍ وَدَمْ
 ضميرٌ تعَمَّدَ في كلِّ هول ٍ = وحبُّ العدالةِ فيهِ ارتسَمْ
 ويَسْعَى لعيش ٍ كريم ٍ شريفٍ = لفجرٍ بَهيٍّ لذيذِ النسَمْ
 يُعانقُ سحرَ جمالِ الوجودِ = وينثرُ في الكونِ أذكى نسَمْ